ملوحة هو الاسم السومري لشريك تجاري بارز لسومر خلال العصر البرونزي الوسيط. يظل تحديده سؤالًا مفتوحًا ، لكن معظم العلماء يربطونه بحضارة وادي السند (IVC) لقد تجاهلوا لفترة طويلة الاحتمالية المعقولة التي تشير إلى وجودها في أراضي بلاد بونت. اكتشاف ملوحة الحقيقي سيدمر الأسطورة التوراتية بأن سبأ كانت في اليمن وليس في منطقة تيجراي
تشير النصوص السومرية مرارًا وتكرارًا إلى ثلاثة مراكز مهمة تم تداولها معها: ماجان ودلمون وملوحة. من المتفق عليه الآن أن الموقع السومري لمجان هو المنطقة التي تشمل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان حاليًا. وأن دلمون هي حضارة شرق السعودية التي كانت علي إتصال قوي مع حضارات بلاد ما بين النهرين ، والإجماع العلمي الحالي هو أن دلمون شملت البحرين وجزيرة فيلكا والساحل المجاور لشرق شبه الجزيرة العربية في الخليج. ولكن أأكد لكم بأن في الواقع ماجان أسمها الصحيح هو ماكان وهي مكة الحالية
في نقش ، أشار سرجون الأكادي (2334-2279 قبل الميلاد) إلى السفن القادمة من ملوحة وماغان ودلمون. حفيده نارام سن (2254-2218 ق.م) ذكر الملوك المتمردين علي حكمه ، وذكر "(..) أبرها رجل من ملوخا". أنتبهوا هنا جيدا لذكر إبراهيم. في نقش (من القرن 21 قبل الميلاد)، أشار فيه جوديا أو يهوذا الذي من منطقة لجاش في العراق إلى ملوحة وذكر أن الملوحيين (الملوخيين) الذين جاءوا إلى سومر لبيع غبار الذهب والعقيق وما إلى ذلك. في أسطوانات (نقش الأسطوانة A ، 9: 19) ، يذكر جوديا أو يهوذا أنه سينتشر في العالم احترام معبدي ، تحت اسمي سيجتمع الكون كله فيه ، وسينزلوا شعب ماجان وملوحة من جبالهما للحضور ". وبالرغم من الفارق الزمني الكبير بين التاريخ الموضوع لتلك الاسطوانة وتاريخ رسالة موسي التي يحاول يهوذا منافستها وتاريخ وفاة الملك سليمان وسقوط مملكة إسرائيل عام 950 ق م ولكن الإشارات تربط بين بلاد بونت والبابليين بلا شك. وفي هذا دليل واضح علي وجود أخطاء أخري. وذكر أيضا في الأسطوانة B ، XIV ، أشارة لمشترياته من "كتل اللازورد والعقيق اللامع من ملوحة". لا توجد إشارات معروفة لملوحة بعد عام 1760 قبل الميلاد.
تم ذكر ملوحة أيضًا في الأساطير الأسطورية مثل "Enki and Ninhursaga": "أتمنى أن تقوم أرض ملوحة الأجنبية بتحميل كورنيليان مرغوب فيه وخشب مثالي وخشب أبا جميل في سفن كبيرة من أجلك" - إنكي ونينهورساجا. في أحد نقوشه ، يذكر إبي سين أنه حصل على غنيمة من مارشاشي كلب ملوحا أحمر: "إبي سن ، إله بلاده ، الملك الجبار ، ملك أور وملك أرباع العالم الأربعة ، ملكه "كلب" ملوتشا المرقط ، من Marḫaši أحضروا له نسخة طبق الأصل منه وقد هدية له (Nanna) ". - نقش كلب ملوحه لإني سين.
يمكن قراءة المصطلح المستخدم لوصف الكلب إما dar "أحمر" كصفة ، أو gun3 "مرقط" كفعل لازم ، وتختلف التفسيرات بناءً على هذين المعنيين المحتملين. يُعتقد أن هذا "الكلب الأحمر" يمكن أن يكون كلبًا صغيرًا ، يُطلق عليه أيضًا "الكلب الأحمر الآسيوي" ، وهو نوع من الكلاب ذات اللون الأحمر موطنه جنوب وشرق آسيا. الذئب الإثيوبي (ويسمى أيضًا ابن آوى الأحمر) هو مرشح آخر ، وهو يدعم النظرية القائلة بأن ملوحة يمكن العثور عليها إما في إفريقيا ، في مكان ما بالقرب من مصر.
يُعتقد أن تماثيل مختلفة لحيوانات غريبة من الذهب أو العقيق قد تم استيرادها من ملوحة. تم العثور على العديد من هذه التماثيل في الحفريات في بلاد ما بين النهرين. تم العثور على تمثال صغير من العقيق الأحمر لقرد آسيوي في أعمال التنقيب في الأكروبوليس في سوسة ، ويرجع تاريخه إلى حوالي 2340 - 2100 قبل الميلاد. يُعتقد أنه ربما تم استيراده من الهند. هو الآن في متحف اللوفر ، مرجع Sb5884.
قرب نهاية العصر السومري ، هناك العديد من الإشارات في نقوش مستوطنة ملوها في جنوب سومر بالقرب من مدينة-دولة جيرسو. يبدو أن معظم المراجع تعود إلى الإمبراطورية الأكادية وخاصة فترة أور الثالثة. تم تحديد موقع المستوطنة مبدئيًا مع مدينة قباء. تشير الإشارات إلى "القوارب الكبيرة" في قباء إلى أنها ربما عملت كمستعمرة تجارية كان لها في البداية اتصال مباشر مع ملوحة.
يبدو أن التجارة المباشرة مع ملوحة قد هدأت خلال فترة مملكة أور الثالثة، واستبدلت بالتجارة مع دليمون ، وربما تتوافق مع نهاية الأنظمة الحضرية في وادي الاندوس في ذلك الوقت تقريبًا.
وبحسب بعض الروايات عن ريموش ، حاكم الإمبراطورية الأكدية ، فقد حارب جيوش ملوحة في منطقة عيلام: "انتصر ريموش ، ملك العالم ، في معركة على أبالغماش ، ملك باراحشوم. وانتصر زهارا وعيلام. و جوبن و ملوحة داخل براحشوم اجتمعوا للقتال ، لكنه (ريموش) انتصر وقتل 16212 رجلاً وأسر 4216. علاوة على ذلك ، أسر إهمسيني ، ملك عيلام ، وجميع نبلاء عيلام. جنرال براحشوم وسارجابي ، جنرال الزهراء ، بين مدينتي أوان وسوسا ، بالقرب من "النهر الأوسط". لقد مزق بلاد عيلام ، وهكذا حكم ريموش ، ملك العالم ، عيلام ، (كما) أظهر الإله إنليل ... "- نقش ريموش. ذكر كوديا أيضًا ، في أحد نقوشه ، انتصاره على أراضي ماجان وملوحة وعيلام وعمورو.
يقترح معظم العلماء أن ملوحة هو الاسم السومري لـوادي السند وهذا خطأ فادح والتي توصف"سكن مرتفع" أو "بلد مرتفع". ويقولوا انه استجلاب العديد من بضائع التجارة مثل الخشب والمعادن والأحجار الكريمة من المناطق الجبلية بالقرب من مستوطنات السند بينما المنطق والادلة تشير لمصدر اقرب واسهل. ويقولوا كذلك أن ملوحة هو أصل اللغة السنسكريتية المليتشا ، والتي تعني "البربري ، الأجنبي" فكيف يمكن لشعب ان يسب نفسه.
تشير نصوص عام 2200 قبل الميلاد إلى أن ملوحة تقع في الشرق ، مما يشير إلى وادي السند أو الهند. ومع ذلك ، يبدو أن نصوصًا أخرى توثق مآثر الملك آشور بانيبال (668-627 قبل الميلاد) ، بعد فترة طويلة من اختفاء حضارة وادي السند من الوجود ، تشير إلى أن ملوحة يمكن العثور عليها إما في إفريقيا أو شبه الجزيرة العربية ، في مكان ما بالقرب من مصر. من الواضح أن العديد من العلماء يستخدمون المنطق الخاطئ لحماية الأساطير اليهودية في الكتاب المقدس وإخفاء موقع إسرائيل الحقيقية
تظهر ملوحة أيضًا في هذه النصوص ، في سياقات توحي بأن "ملوحة" و "ماجان" كانت مملكتان متجاورتان مع مصر. في أسطوانة الرسام ، يكتب أشور بانيبال عن مسيرته الأولى ضد مصر: "في حملتي الأولى ، سارعت ضد مصر (ماجان) وإثيوبيا (ملوحة) ، وتهارقا ، ملك مصر (موزر) والنوبة (كوسو) ، الذي أحكمه ، قد هزم ملك اشور الاب الذي ولدني ومنحني ارضه التي تحت سيطرته. في هذا السياق ، تم تفسير "ماجان" على أنها "موزر" (الاسم القديم لمصر) و "ملوحة" على أنها "مروي". ذكر آشور بانيبال ملوحة في أسطوانة الرسام عام 643 قبل الميلاد ، كمنطقة مرتبطة بمصر ، ربما مروي (العمود 1 سطر 52)
في الفترة الهلنستية ، تم استخدام المصطلح قديمًا للإشارة إلى مصر البطلمية ، كما في سرد لمهرجان يحتفل باختتام الحرب السورية السادسة ، أو في إشارة إلى حملات أنطيوخس الرابع إيبيفانيس في مصر ("مسيرة الملك أنطيوخس منتصرة عبر مدن ملوحة ").
بعد نهب أور من قبل العيلاميين والغزوات اللاحقة في سومر ، تحولت تجارتها واتصالاتها غربًا وانتقلت ملوحة تقريبًا إلى الذاكرة الأسطورية. وبالتالي القول بأن ملوحة تقع في وادي السند ليس سوي هراء وتزوير مقصود بغرض التضليل عن أصل اليهود وعدم الكشف عن موقع مملكة إسرائيل الحقيقية والإختلاف والعداء بين اليهود وبني إسرائيل. وكل هذا بغرض الترويج لأكاذيب التناخ اليهودي وليس أبدا العمل العلمي لإكتشاف التاريخ والآثار
ملاحظة هذا المقال كتبته أولا بالإنجليزية ومنشور علي مدونتي الإنجليزية لمن يود الإطلاع علي المصطلحات بدون ترجمة https://wp.me/p1TBMj-1aqhttps://wp.me/p1TBMj-1aq
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Tarig Anter
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست