رمضان.. لا تتخطفكم الفضائيات بقلم ⁨د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2021, 03:25 PM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 275

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رمضان.. لا تتخطفكم الفضائيات بقلم ⁨د. ياسر محجوب الحسين

    03:25 PM April, 10 2021

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة


    ها هو رمضان قد أقبل نشوانا مغتبطا، فهيا نحثّ إليه الخطى ونشدّ الرحال، وحسبنا أن نقترب في خشوع وغبطة من بركاته ولتتأنق أرواحنا بسمو العقيدة وتتألق بنور الله. إن رمضان مثل لؤلؤة روحانية تهتز نضرة، وتتألق عظمة. بيد أن جهازا سحريا يطاردنا في كل مكان، في العمل، وفي البيت وحتى ونحن في غُرفِ النومِ يصر أن يفسد هذا الشهر الكريم وقد يجد في جائحة كورونا بيئة مواتية. ويتمتع هذا الجهاز بتوظيف الصّورة والحركة والألوان إلى جانب الصوت والمؤثرات الصوتية وغير الصوتية، وهذه تتوجّه إلى حواسٍ عديدة لدى المشاهد المستمع، وبهكذا كانت الرسالة الاتصالية خلال الفضائيات التلفزيونية أكثر تأثيراً وإقناعاً.
    تأتي أهمية التلفزيون باعتباره وسيلة اتصال فاعلة، لكونه أكثر وسائل الاتصال الجماهيري انتشاراً؛ فالوسيلة المطبوعة على سبيل المثال، الصحف والمجلات لا تكون مؤثرة وسط جمهور تشيع فيه الأمية، بينما يستطيع التلفزيون عبر الصورة والصوت التغلب على هذه الإشكالية.
    يقول المارشال ماكلوهان أشهر منظري علوم الاتصال: "إن التلفزيون كأداة اتصال أهم من أي مضمون يُذيعه، فالناس يشاهدون هذا الجهاز مهما كانت البرامج بحكم أنه يفرض سيطرته على البشر بعكس أية وسيلة اتصال جماهيرية أخرى". ونعلم أن التلفزيون، لا سيما الفضائيات لا تقف عند حدودٍ جغرافيةٍ، أو ثقافيةٍ أو سياسيةٍ محددة، بل تتخطاها حتى تصل إلى كل المجتمعات وتربط بعضها ببعض، فجهاز التلفزيون يكاد يكون امتدادا لجهازنا العصبي. ويستثمر التلفزيون في حقيقة أن العين ترى وتدرك أكثر من 75% من جملة إدراكنا اليومي وفي ذات الوقت تنقل إلينا الأذن اصواتا تحمل معلومات تعادل 8% من جملة الإدراك.
    والأمر الأكثر دهشةً أن الصّورة تملك قابلية على خلق دلالات خاصة بها لا تتطابق مع دلالات الأصل؛ فكما كانت عناية المرء القديم بقبيلته من جهة وبنصه اللُّغوي خطابةً أو شعراً حيث كان لسان الفتى نصفاً وفؤاده النصف الآخر، وكانت صّورة اللحم والدم فضلة زائدة؛ فإن ما قد صار قلبٌ للمعادلة وأضحت العناية بالصّورة تُقابل العناية القديمة بالسُمعة التي كان يرفعها أو يخفضها بيت شعر فصارت ترتفع أو تنخفض بصورة عابرة تقتل أحياناً وترفع الشأن أحياناً أخرى.
    لكن هذه الإمكانات الضخمة في الصّورة التلفزيونية وهي الرافعة التي تستغلها الفضائيات، تشكل خطراً كبيراً في حالة المجتمعات النامية والفقيرة التي تعيش حالةً من الفصام بين ما هي عليه في الواقع، وما تعرضه تلك الفضائيات. حيث تتجسد حقيقة أن الصّورة التلفزيونية تشكّل بُعداً نفسياً كامناً في لاشعور المُتلقي، باعتبارها تفصيلاً حياتياً يومياً، فهي تتجه ببصره وحسه نحو فصام معيشي بين ما تراه العين، ويُقدّم على أنه واقعي، وما يعيشه المـُتلقي باعتباره واقعاً حقيقياً بعيداً بهذا القدر أو ذاك عن الصّورة الموجّهة إليه. فيشـعره ذلك بالاستلاب إزاءها، فينقلب إلى متابعٍ متلهفٍ مواظبٍ، راكضاً في أحلام يقظته.
    وكأنما جاءت هذه الفضائيات لتمرر وتبثّ رسائل إعلامية تزيد من اغتراب المشاهد العربي وتنميطه على ثقافة الاستهلاك. وفيما يبدو أن بعض الفضائيات العربية تتعامل مع الواقع المحلي تعاملاً تقليدياً تطغى عليه الممارسات الدعائية، الأمر الذي أفسح المجال واسعاً أمام الخطاب الإعلامي الغربي وما يندس فيه من تزييف للواقع العربي، وتأبطت معظم الفضائيات العربية الإثارة، فلا حديث جاد في هذه الفضائيات حول التنمية ولا حوارات عميقة حول العودة إلى العقل والحوار بين الاجتهادات. وفي أحسن الأحوال تسيطر برامج المذيع حيث يعتمد البرنامج على "كاريزما" الشخص الذي يقدمه ولا يستمر من دونه، في حين من المفترض أن يكون المضمون هو الأساس وليس المذيع.
    من جهة أخرى تغرق الفضائيات تحت وابلٍ من البرامج التي تعتمد التلصص على حياة الآخرين، واستعراض مشكلات الناس ومصائبهم بطريقة سطحية وفضولية لا تأخذ في الاعتبار تعقيد الواقع وكرامة الأفراد، ولا تراعي أو تحترم حدود الحياة الشخصية. كما أن المسلسلات المدبلجة التي تبثها تلك الفضائيات والتي تزداد صرعتها في شهر رمضان، تجعل العديد من السلوكيات المستهجنة كالخيانة الزوجية، والحمل خارج العلاقات الزوجية الشرعية، ممارسات مقبولة وطبيعية وعادية؟!. وهكذا ينقلب رمضان، من شهر صيام ورحمة ومغفرة وعتق من النار وتوبة نصوح إلى شهر مسابقات ومسلسلات تجلب الذنوب وتزيد من السيئات وتبعد الصائم عن ربه.
    والفضائية بهذا السّمت مجرد شركات هدفها الربح ولو على حساب القيم والأخلاق، فالإيرادات تحتاج لمسلسلات كبيرة كي تحقق مشاهدة واسعة ومستمرة، فتنهمر عليها الإعلانات، ضمن توقيت سنوي فاستغلوا شهر رمضان أسوأ استغلال. وهكذا أصبح شهر العبادة موسم أرباح واستهلاك وتضييع لوقت الصائم على النقيض مما يراد منه من أوبة لله وتزكية للنفس.
    ومن الطبيعي أن تشير الدراسات الاعلامية والاجتماعية إلى أن دينامكية رواج الإعلام الفضائي في الوطن العربي لا تتأسس على قواعد موضوعية ولا تتطور وفق معايير مهنية وتقنية تتسق مع تكنولوجيا وتقنيات المهنة الحديثة، بل إن سرعة التوالد الفضائي تتجاوز حالة السوق وتفيض على مستوى الطلب كمّياً ونوعياً.
    إن الإعلام العربي عوضا عن ذلك كله مطالب بمغالبة عجزه في مخاطبة العالم الخارجي وإقناعه بقضاياه وبثقافته وقيمه، فهو اليوم لا يملك عناصر الإقناع العالمي؛ وغير قادر على توظيف الحجج المنطقية ليرتفع إلى مستوى المنافسة والمدافعة. فمن حق إعلام ينتمي إلى حضارة أصيلة ضاربة الجذور، كالحضارة العربية الإسلامية، أن يُكافح أية تشوهات تتربص بحضارته، بل أن يسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في الرأي العام سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، إضافة إلى إيضاح الحقائق وإقامة جسور التفاهم من خلال استخدام شتى الفنون الاتصالية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de