هوس العلمانية: الشفقة تطير بقلم:عبد الله علي إبراهيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2021, 05:47 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1963

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هوس العلمانية: الشفقة تطير بقلم:عبد الله علي إبراهيم

    05:47 AM April, 03 2021

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    سارت ركبان الأسافير بصورة الأمريكي من أصول آسيوية الذي كشف صدره ليرى الناس وطنيته من أثر جراح القتال من أجل أمريكا عليه. وأراد بذلك أن يرد على أمريكيين يعدونه أجنبياً ناظرين إلى أصله في آسيا. وقال: "هل هذا النصاب كاف لحب الوطن". واستند الرجل هنا على العبارة الأمريكية الشائعة: "متى تكتفي بما يكفي". (when enough is enough)
    وسألت نفسي بعد صدور اتفاق المبادئ بين الفريق البرهان والحلو متى نكتفي بما يكفي من تحييد الدولة عن الدين. وسببي على السؤال أنني وجدت الاتفاق يبدي في مطلب هذا التحييد ويعيد كأن ليس لصاحب المطلب حد ينتهي عنده. وهي حالة من عدم الثقة في صمامة المطلب مما نسميه "الشفقة". ووصفت الاتفاق بأنه حالة هوس علماني لا يهدأ له روع من تديين الدولة، ولا يعرف النصاب منه الذي يكتفي به ليطمئن أن هذا التحييد حق.
    وهو حق لا لأن البرهان وقعه من منصة "الرئيس القائد" المزعومة له. فحتى الإسلاميين، لو تركوا الكجار، لتصالحوا مع حقيقة استحالة الدفاع عن الدولة الدينية بعد ٣ عقود من رمضائها على أرضنا. فما أبعد شقتهم بين ١٩٦٥، التي قال فيها الترابي وتحت قبة البرلمان إنه لا يولى على السودان غير المسلم، و١٩٨٩ الذي جاء فيه الترابي بنص صريح عن تساوي السودانيين بلا تمييز بسبب "الملة الدينية" وفي الأهلية للولاية العامة. ففكرة الدولة الواقفة على مسافة واحدة من الدين والعرق والثقافة فكرة أزف وقتها بعد أن دفع شعبنا مستحقها. وقال فكتور هجو:" ليس هناك في الدنيا شيئاً له قوة فكرة أزف وقتها . . . فكل الجيوش إن اجتمعت لا تعادلها شوكة".
    وحس المرء بأنه أصاب نصابه من الأمر حس ثقافي. وهو معدوم في سوق الخرطوم التي تقول حكمتها القديمة "الشفقة تطير" لمن شط في طلب الأمر لا يعرف أين يقف. فثورتنا القائمة ثالث ثالثة اندلعت في وجه دول دينية. فحتى عبود أراد تديين الدولة من بوابتها الجنوبية. ولن يشغلنا أمر نميري والبشير المعلوم. وجاءت وثيقة الثورة الدستورية صريحة بقيام الحقوق والواجبات على أساس المواطنة دون تمييز بسب العرق أو الدين أو الرأي السياسي. فإن لم يثق مثل الحلو بالجبر التاريخي من وراء الدفع القائم لفض اشتباك الدولة والدين، وهو ما وهب العمر قتالاً من أجله، فلن يغنيه البرهان شيئاً.
    لو لم يكن جسدنا السياسي مُوصِّلاً سياسياً رديئاً للمعارف لما احتجنا لهذا "الطنين" حول علاقة الدين بالدولة. فاتفاق جوبا كفى المسألة وأوفى. ولا حاجة لمزيد عليه في المسألة إلا إذا أراد كل مسلح أن يؤتى فصل الدين عن الدولة بيمينه هو لا يمين غيره. فلو أحسنا الاطلاع على اتفاق جوبا لاستغنينا عن إثارة أديس أبابا حول البيانات المشتركة للشيوعي وحمدوك مع الحلو واعتراض الكباشي المعروف على الأخير. وسميت تلك الإثارة ب"الهرجي". والهرج نقيض الثقافة. ولذا زكى سيد البشر العبادة (أي الثقافة) في الهرج. وهو هرج ضرب أطنابه فينا لاستفحال البرجوازية الصغيرة العسكرية والمدنية وفي الهامش وعلو كعبها في سياستنا لعقود. ولا نفصل.
    فلا أعرف نصاً ورد في أي وثيقة صلح وطني قضى بفصل الدين عن الدولة أصرح مما ورد من اتفاق جوبا. وربما استثني ما ورد في اتفاق جنيف بين المؤتمر الشعبي والحركة الشعبية. فوثائق جوبا عن دارفور والمنطقتين والمسارات صريحة في القول بفصل الدين عن الدولة.
    فجاء في اتفاق دارفور وجوب الفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة لضمان عدم استغلال الدين في السياسة. ويَرِد في مواضع أخرى من الوثيقة دائماً وجوب أن تقف الدولة على مسافة متساوية بين الأديان والثقافات دون أي انحياز إثني أو ديني أو ثقافي يؤدي إلى الانتقاص من هذا الحق. وجرى التأكيد على هذا بطلب تضمين هذا المبدأ في الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية. أما اتفاق منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق فأعطاهما حق التشريع بالأصالة على ألا يتعارض مع الدستور القومي.
    لو أردنا الرصانة في مسألة غاية في الحساسية مثل علاقة الدين بالدولة لما زدنا عما جاء في اتفاق جوبا. فلم يأت إعلان مبادئ البرهان الحلو بما لم يأت به هذا الاتفاق. وقد نخسر المسألة في النزاع مع ثورة مضادة متمكنة اتقنت الإفزاع بالدين والعلمانية والشيوعية منذ ١٩٦٤ إذا حككناها ب"الطنين" حولها حتي تجيب الدم. فقد ترتد كرتنا لأننا نرميها في الشباك بلغو واستهتار.
    كانت بنت خالي الصغيرة تطن وهي تدور حوله. ولم تسكت بقدر ما ترجاها وحاول. فاستشاط غضباً وركبه فن الدعاء الذي لا يحسنه أحد مثله قائلاً: "تطني تطني راجي الله تطني بين الأفراقات". والأفراقات هن المقابر.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de