أعدلوا يا هؤلاء لتنالوا المصداقية ولا تفرضوا قسراَ على الجميــــع !!
يا من تنادون بالعلمانية في هذه الأيام ،، ويا من تريدون الفصل بين الدين والدولة وتثيرون تلك الضجة المزعجة التي لا تقدم ولا تؤخر في نهاية المطاف ،، أعلموا جيداً أن الشعب السوداني المسلم لا يريد إطلاقاَ فرض واقع على طرف من الأطراف ،، ولا يريد فرض ذلك الواقع الإسلامي على كافة الأطراف والمناطق والولايات بالقوة ،، والخيارات مفتوحة أمام تلك الأطراف التي تريد أن تمارس ( العلمانية وفصل الدين عن الدولة ) في منطقة من المناطق أو في ولاية من الولايات السودانية ،، وبنفس القدر فإن تلك الأمة السودانية المسلمة لا تريد من الآخرين أن يفرضوا عليها شروط ( العلمانية وفصل الدين عن الدولة ) في كافة مناطق وولايات السودان ،، وذلك رغم أنف المسلمين في تلك الولايات والمناطق ،، فلماذا تصرون على فرض ذلك الواقع المستحيل على كافة أبناء ومناطق السودان ؟؟،، ويجب الإقرار بأن تلك الأطراف المتنوعة بدولة السودانية لديها الحق كل الحق في ممارسة ما يراه صواباً في منطقته وولايته ،، ومن الخطأ الجسيم فرض المنهج الإسلامي على أهل منطقة من المناطق السودانية التي تريد المنهج ( العلماني وفصل الدين عن الدولة ) ،، وبنفس القدر من الخطأ الجسيم فرض ( العلمانية وفصل الدين عن الدولة ) على أهل منطق وولاية لا يريدون ولا يطيقون تلك ( العلمانية ) في حياتهم ،، ولا يريدون فصل الدين عن الدولة ،، فلماذا تريدون أن تفرضوا واقع ( العلمانية ) على كافة أبناء ومناطق السودان ؟؟؟ .. ولماذا لا تراعون مشاعر ورغبات تلك الأغلبية المسلمة في البلاد ؟؟.
أتركوا تلك الأبواب مفتوحة أمام الجميع ليختاروا ذلك النهج الذي يريح الأطراف ،، واتركوا تلك الخيارات متاحة ومرتاحة أمام أبناء تلك الولايات السودانية التي تريد فصل الدين عن الدولة وتريد العلمانية في مناطقها ،، وبنفس القدر أتركوا تلك الخيارات متاحة ومرتاحة أمام أبناء تلك الولايات والمناطق السودانية التي تريد المنهج الإسلامي في حياتها ولا تريد فصل الدين عن الدولة .
الشعب السوداني المسلم يتعجب كثيراً من هؤلاء الأفراد من أبناء السودان الذين يريدون فرض ذلك الواقع على كافة أبناء السودان !! ،، ويريدون تطبيق تلك ( العلمانية ) بالقوة علي شعب مسلم لا يريد تلك العلمانية إطلاقاً ،، والمضحك في الأمر أن هؤلاء يزعمون بأنهم يؤمنون بالديمقراطية !! .. ويزعمون بأنهم يرفضون فرض الواقع على الجميع ،، والديمقراطيات في كافة أرجاء العالم تحترم الخيارات ولا تفرض واقعاَ على طرف من الأطراف ،، وبنفس القياس فإن الشعب السوداني المسلم يريد تطبيق تلك الديمقراطية في البلاد ،، ولا يريد أن يفرض واقعاَ على كافة الأطراف السودانية ،، وبالتالي فإن الشعب السوداني المسلم لا يرفض تلك ( العلمانية ) لأهل ولاية من الولايات السودانية التي تريد أن تتخذ ( العلمانية وتريد فصل الدين عن الدولة ) في مناهجها ،، وذلك في نطاق مناطقها ،، وفي نفس الوقت فإن الشعب السوداني المسلم لا يريد من الآخرين أن يفرضوا عليه تلك ( العلمانية ) بالقوة رغم أنف الأغلبية !! ،، بل يريد بشدة أن تكون الخيارات مفتوحة أمام الجميع بمنتهى المرونة والسلاسة ،، ما هذا الإصرار العجيب لفرض نهج ( العلمانية ) على تلك الأغلبية المسلمة في البلاد ؟؟ .. وهؤلاء بمنتهى البلاهة يقدمون تلك المبررات الواهية تلو المبررات لترسيخ وتحبيب فكرة ( العلمانية ) في أذهان الأمة المسلمة ،، والشعب السوداني المسلم يقول لهؤلاء الإخوة الأشقاء : ( أتركونا من تلك الفلسفات الكثيرة الفارغة التي تحاول أن تبرر فصل الدين عن الدولة ،، فتلك الفلسفات يواكبها ويعايشها الشعب السوداني المسلم لسنوات طويلة ،، ولم يقتنع بها إطلاقاً في يوم من الأيام ،، وتلك المحاولات مجرد إهدار للوقت ولا يقتنع بها الشعب السوداني المسلم حتى ولو جعلتموها حجباَ تعلق في الأعناق حتى قيام الساعة !! ) .
الدول الواعية الفاهمة في العالم تفتح الخيارات لأهل المناطق في بلادها لتختار النهج الذي تريح أهل تلك المناطق ،، ولا تفرض ذلك الواقع على جميع الأطراف والمناطق بالقسر والقوة ،، ومثلاً : في الإمارات العربية المتحدة ،، هنالك إمارات تطبق ( العلمانية وتفصل الدين عن الدولة ) في أرجاءها ،، وهنالك إمارات أخرى تطبق ( المنهج الإسلامي ولا تفصل الدين عن الدولة ) في مناطقها ،، ورغم ذلك فإن تلك الإمارات تتعايش مع بعضها بمنتهى التسامح والسلام ،، ولا تتعصب وتجتهد لتفرض واقعاً على جميع الإمارات دون مراعاة لرغبات تلك الإمارات ،، ونحن في السودان نريد ذلك النهج المفتوح أمام كافة الأطراف والولايات والمناطق ،، حيث يجب أن نفتح الخيارات أمام أبناء تلك الولايات السودانية ليختاروا ذلك النهج الذي يريدونه ،، من يريد ( العلمانية وفصل الدين عن الدولة ) فليختار ذلك النهج بمنتهى الحرية في منطقته وولايته ،، ومن يريد النهج الإسلامي ولا يريد فصل الدين عن الدولة فليختار ذلك بمنتهى الحرية في منطقته وولايته ،، ولا نريد إطلاقاً فرض ذلك الواقع على كافة الأطراف بدولة السودان رغم أنف الجميع ،، والعاقل اللبيب الفطن يفهم المعنى المقصود ،، حيث أن فرض الواقع قسراً على الجميع لن يكون ناجحاً في يوم من الأيام ،، فإذا نجح هؤلاء الذين ينادون ( بالعلمانية ) في مسعاهم ووضعوا الجميع أمام ذلك الأمر الواقع فإن تلك الأغلبية المسلمة سوف لن تسكت ،، وسوف تواصل المناكفات والمناوشات حتى تعيد السيرة للأوضاع التي ترضيها في يوم من الأيام ،، وبنفس القدر إذا نجح هؤلاء الذين يريدون فرض ذلك النهج الإسلامي على كافة ولايات ومناطق السودان فإن تلك الأطراف التي تريد ( العلمانية وفصل الدين عن الدولة ) سوف تواصل تلك المناكفات والمناوشات حتى تعيد السيرة بالقدر الذي يرضيها في يوم من الأيام ،، فلماذا لا نضع الحد لتلك المناوشات الفارغة التي لا تليق بالعقلاء من الناس ؟؟ ،، ولماذا لا يتصرف أبناء السودان بعقلية العقلاء وبحكمة الحكماء ؟؟؟ ,, وتلك الصورة العقيمة المستدامة لسنوات طويلة تؤكد أن أبناء السودان لا يجيدون حزم الأمور بتلك الصورة النهائية القاطعة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست