ما ورد في عنوان المقال، ليس من عندي، بل تناقله صبية ميدان عقرب وهم يشاهدون ( سعادة الفريق أول ) حليمة كلاشات...تقدل وتتمخطر في مشيتها في ميدان عقرب ، في وسط الخرطوم بحري القديمة، في وضح النهار .. وحليمة كلاشات، كما تدعي، صدقا أو كذبًا ، لا فرق، فهي قائد منشق عن حركة ( مناوي) والتي هي منشقة عن حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور منذ العام ( 2004)..وتسعي الحركة الجديدة لإثبات وجودها وحضورها كحال العشرات من الحركات الأصلية او المنشقة أو تلك التي لا زالت في طور التكوين أو الرغبة فيه...فالباب لايزال مفتوحا لمن يرغب ولا زال نديا ومغريا لمن اراد الشهرة والاستوزار... لقد كنا، ولا زلنا نقول، أن ترويض النمور والفهود والضباع ، خارج بيئتها ، لن يجعل منها صديقة للبشر...فلابد من استئناسها اولا وتدريبها قبل وصولها ودخولها في حلبة السيرك السياسي ، حتي نطمئن علي سلوكها وعدم تنمرها عندما تشاهد الجمهور المسالم من حولها فتعتقد ان تلك هي الفريسة السهلة التي يمكن اقتناصها... اربعة حركات مسلحة وخامسها ( حليمة كلاشات) بفرقتها العسكرية المنشقة ، تجوب شوارع وميادين العاصمة القومية في ( نزهة ارهابية) بين المساكن والمنتزهات ، بعد ان كرهت تسلق الغابات والجبال وكتاحة الصحراء..فجاءت الي المدينة حيث الماء والكلأ والوجه الحسن ..وماتشتهي الانفس من الترغيب والترهيب.. ما يحدث في الخرطوم ، هذه الايام، من انفلات أمني غير مسبوق، ومع وجود هذه الوجوه الكالحة المتنمرة ( كارهة البشر)..لا يبشر بالخير في غياب الوحدة الوطنية والرؤية السياسية لترويض هذه النمور والفهود والضباع الشرسة ...فاللعب مع الضباع دائمًا غير مضمون العواقب...وأسألوا غيرنا من أصحاب التجارب في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها.. لن نقول أن ( سلام جوبا) كان ناقصًا ...فإن انعقاده، في حد ذاته، يعد إنجازًا ومفخرة لثورة ديسمبر المجيدة..ولكننا نقول أن سقف ( حسن النوايا) كان عاليا..ولم يحسم في قراراته...أين تذهب هذه الميلشيات أو الحركات المسلحة بعد أن استنفذت اغراضها وحققت تطلعاتها..؟بل كنا نريده ك( عربي جوبا) جسرا متينا للتفاهم والمحبة وليس مصدرًا للخوف والفزع واستعراض القوة والقدلة بالسلاح في أعرق ميادين المدينة وأكثرها شهرة كما فعلت ( حليمة) بائعة اللبن.. د.فراج الشيخ الفزاري f.4u4f@ hotmail.com
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة