– لندن – المملكة المتحدة أين أنت يا برهان وأين أنتم يا مجلس السيادة؟ وأين حماة الأمة وجنود الوطن؟ أين أمة الشهداء والبسالة والتأريخ المجيد؟ أستمع إلى كميات من المقتطفات من اليوتيوب حول السودان لا يقدمها سوداني ولا يظهر فيها سوداني إلا من قادوه ليقوّلوه كلاماً هم لا يفهمون فيه شيئاً ولا تجد لهم فيه رضىً، لأمثال المهندس أحمد المفتي والمهندس عبد الكافي الطيب، إلا رضا هؤلاء الدجالين من أمثال "الشرقاوي" عنهم، يضعون الكلمات في أفواههم فتخرج منهم وهي براء من أدنى مؤهلات الهندسة: يتحدثون عن تعطيش مصر بملء سد النهضة الأول ويحذرون من الثاني، وهم يعلمون أن الملء يتم فقط في موسم الفيضان، وأن السد يمتلئ تماماً به إذا لم يتم فتحه في سنوات الجفاف، وذلك لن يحدث أبداً، إذ يتم في 15 عاماً (15 × 5 مليار متر مكعب من ماء الفيضان = 75 مليار حجم الخزان، كحد أعلى)، إلا إذا اتفقت الأطراف على الإسراع بملئه من حصص المتشاطئين في وقتٍ أقصر، وذلك لم يتم ولم يُتّفق عليه بعد، أما ما عدا ذلك فجريان النيل الأزرق لا يتغير عما هو عليه منذ الأزل – إلا طبعاً بالتحكم في الفيضان، والفيضان فقط، من شهر يوليو حتى سبتمبر، الفيضان الذي لم يأتٍ لمصر والسودان بسوى الإطماء وإغراق مناطق حيوية تعتمد على الري المطري والخراب والقضاء على أناسٍ وحيواناتٍ وزروعٍ. ولا أسمع إلا صيحاتٍ فاجرة من حاقدين هم أساساً ليسوا سودانيين، يشكون من العرب و "الجلابة" وهم ليسوا فقط جهلاء عن السودان وعن تأريخ الأعراق البشرية، بل أنهم يجهلون عن أصلهم وعلاقتهم مع السودان، فاستغلوا التسامح والإخاء السوداني والتعدد في الهوية السودانية التي لا تتمتع بمثلها وبصحّتها أيٌّ من أمم ومجتمعات اتَوْا منها ومن العالم، جاءوا يُدنّسونها وينشرون سُمّ العنصرية فيها. فأنا هنا لا أريد أن أتحدث عما قادتنا إليه بؤرة السياسة التي رمانا فيها العسكر و"قحت"، في تخمير الثورة حتى فاحت منها روائح الإنحراف السياسي الذي ترسب عبر الإنقاذ الأول والفساد وضياع الهوية في الإنقاذ الثاني من زفارة مستنقعات هلاكٍ للسودان أكثر فتكاً من الفيروسات التي انكبّت عليها لتهلك أهلها وأرضها وضرعها. ولقد كتبت كثيراً أحذّر من ذلك المصير حتى اعتزلت الكتابة يأساً حيث لا حياة لمن تنادي، ومسحت دمعاتي لأودّع بلادي التي أراها تتسارع لتهوى في ضلال الإستعمار ممن نحسبهم من الأصدقاء وخيانة من نحسبهم من زملاء الكفاح.....فالآذان تلتقط فقط عبارات التهديد والترعيب بعد أن تم إخماد عبارات الترغيب التذلفية القائمة على الإختلاس والنهب والسرقة. اليوم أتابع في تقززٍ مُزرٍ صياحاتِ الغربان من جوار السودان والدول الطامعة التي لم تتقدم قبلاً لٌلإستنهاض مع السودان إلا لاستغلاله إستعمارياً أو عبر نزوح جرادٍ على خيراته. والولْس والدلْس من الطابور الخامس بالداخل على أبواق الميديا المصرية المكثفة من أمثال الشرقاوي ولطفي زكريا وشريف الصيرفي، هذا الأخير الذي يعوي بأن أمريكا رفضت التدخل في شأن سد النهضة "ويقول على لسان البرهان أن السودان فتح بوابات خزان الرصيرص حتى يستعد لضرب سد النهضة والتحوط لما ينتج من ذلك من فيضان"، ويستشهد بصورة جوية لخزان الرصيرص والمياه تجري قوية منه شمالاً. طبعاً هذه صورة مستدامة لخزان الرصيرص فالمياه تخرج منه قوية مثله مثل أي خزان آخر. ويدق إنابةً عنه طبول الحرب ضد إثيوبيا، مشوِّهاً حقيقة أن الجيش السوداني الفتِي، إستعاد أراضي الفشقة، وتراجعت إثيوبيا من التصدي له ولاستعماله القوة، لأنها تعلم أنها أراضي سودانية وأن التمسك بها سياسياً لن يدوم وأن العلاقة الطيبة مع السودان منذ الأزل هي الأصل، ولا أدري هؤلاء الخبّاثين حتى لا يكلفون أنفسهم بالسماع لنعيقهم... فقد أورد قبله لطفي زكريا تلك الحقيقة وأن مصر يجب أن تذكّر السودان بأن أثيوبيا لا تؤتمن، وأسلحة السودان لا تقدر على ضرب إثيوبيا، ويجب التنسيق مع مصر لضرب إثيوبيا.....كلام عيال لسه مادخلوش مدرسة! وهو وبقية المذكورين يتحدثون عن التعطيش وأن أثيوبيا تنوي حجز 87% من مياه النيل عن مصر والسودان! تلك الكمية تقريباً هي أكبر من بحيرة تانا، لأن بحيرة تانا تتلقى مياه الأمطار من الروافد وترسل فائضها عبر الأنهار، فلو حجزت تلك الكمية من النيل الأزرق، فتلك كارثة على إثيوبيا قبل دول المصب. إيه كلام العيال الصغار ده؟ وهذا الصيرفي يتحدث عن أمريكا وكأنها موصاة من أبيه علشان تسمع لكلامه الممجوج هذا. قلنا قبلاً، بدلاً من التبجح بالقوة وهو يعرف أنهم لا زالوا يدفعون الثمن في حرب الستة أيام لمثل تلك الرعونة، ولا ينسون ما آل إليه العراق بسبب التعدي على الكويت، ويتكرم و"ينقّطنا" بسكوته، والتوكل على الله واتباع مسيرة الأمم المتحضرة بمعرفة أين يضع رجله قبل أن يشتبك بلسانه ومن الداخل من أهل الكتاب الأسود من المرتزقة الذين تسللوا إلى مفاصل الأمة السودانية العريقة من نوبة ومن عايشهم وتعايش معهم خلال هجرات المماليك بأشكالهم المختلفة الذي أسماهم النظام السابق عرباً زوراً وبهتاناً وإفكا نحن نعاني من هتك عرض دولتنا بعرقنتها إكراهاً وبث السم في عروقها، فاعترك أبناؤها مع بعضهم بعضاً بفتنة نظام اللا إسلاميين الإجرامي ومحو ذاكرتها بالعنت العسكري الذي قضى على سجية الإحتكام بالرأي العام للأمة فكان بناء الأمة بظهيرٍ باطل وأمانةٍ منقوضة، فأوقع بنيها في سُكر العرقية والزهو والطمع مما قضى على كل محاسن السجية السودانية المشهود بها عبر العصور. هذه كلها تراهات لا تستحق حتى الرد عليها، ولكن عندما يتطاول هؤلاء بسيادة السودان وبقدسية هويته التي بناها مؤسسو الدولة السودانية ورواها بنوهم بدمائهم واجتهادهم، فأول حارسٍ عليه واجب إسكاتهم ودحرهم إلى جحورهم هو مجلس السيادة، فلا ترون غفراناً أبداً لمن يتعدّى على سيادة الأمة ورأيتم كيف دحر الشعب الأمريكي الرئيس السابق ترامب لتجرؤه على اقتحام كلمة الآباء الأول، وكيف النزاع يدور في بريطانيا لحماية هؤّية المملكة المتحدة، وهويات الممالك المكونة لها منفرده، وكيف أن كل العالم يعد نفسه أمامها ليتكلّم "عِدِل"، حتى لو لم يقِف عِدِل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة