كان عهد الشاه محمد رضا بهلوي بعد خلع مصدق عام 1953 أكثر الحقب ازدهارًا لليهود في إيران. في السبعينيات تم تصنيف 10٪ فقط من اليهود الإيرانيين على أنهم فقراء و 10 في المائة من الأثرياء. على الرغم من أن اليهود كانوا يمثلون نسبة صغيرة فقط من سكان إيران في عام 1979 كان اثنان من 18 عضوًا في الأكاديمية الإيرانية للعلوم و 80 من 4 ألف محاضر جامعي و 600 من 10 ألف طبيب في إيران كانوا يهود. كان العامل المهم في التحسين الاقتصادي لليهود هو العلاقات الوثيقة بين الشاه ودولة إسرائيل. تفاصيل هذا الارتباط وكيف تحسنت حالة اليهود الإيرانيين بشكل كبير في بضع سنوات قصيرة لا تزال تنتظر استكشافًا يوضح ماحدث بالفعل.
قبل الثورة الإسلامية عام 1979 كان هناك 80 ألف يهودي في إيران يتركزون في طهران (60 ألف) وشيراز (8 ألف) وكرمانشاه (4 ألف) وأصفهان (3 ألف) ومدن خوزستان وكذلك كاشان وتبريز و همدان. خلال الثورة الإسلامية غادر العديد من يهود إيران وخاصة القادة اليهود الأثرياء في طهران والعديد من القرى اليهودية المحيطة بأصفهان وكرمان البلاد. في أواخر عام 1979 قدر عدد الذين غادروا بـ 50-90 ألف
خلال الثورة الإيرانية انضم العديد من يهود إلى الثوار. في صيف عام 1978 تظاهر 7 ألف يهودي ضد الشاه في احتجاجات عاشوراء. تشير تقديرات أخرى إلى أن عددهم كان 12 ألف. وشارك في الاحتجاجات جميع القادة الدينيين اليهود مثل يديديا شوفيت وأورييل دافيدي وديفيد شوفيت ويوسف حمداني كوهين والحاخام بعلنس والحاخام يادغاران. زعماء غير دينيين آخرين من اليهود الفرس مثل عزيز دانيشراد وهارون ياشايايكما شاركوا في الاحتجاجات منهم يعقوب برخوردار وهوشانج ميلاميد ومانوشهر الياسي وفرانجيس هسيديم.
قادة اليهود مثل يوسف الحمداني كوهين و يديديا شوفيت كانوا فعالون في إدارة التعاون بين اليهود والثوار. كان أهم المؤيدين اليهود للثورة "جمعية المثقفين اليهود الإيرانيين" (AJII ). في عام 1978 بدأت مجلة تموز الكتابة دعما للثورة. وكتابها لا تقتصر على اليهود الفرس وإنما شملت أيضا شخصيات غير يهودية بارزة مثل مير حسين موسوي و زهراء رهنورد . كان معظم الجالية اليهودية في ذلك الوقت من أنصار حزب توده ويميلون إلى الشيوعية. وميثاق AJII هو قريب جدًا من مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية.
كان المستشفى اليهودي الوحيد في طهران الذي يديره الدكتور سابير فعالاً في مساعدة الثوار الجرحى. وكانت كل المستشفيات العامة تقوم بإبلاغ الأمن بالجرحى من الثوار لكن مستشفى سابير كان المستشفى الوحيد الذي كان يعالجهم دون إبلاغ جهات الأمن. كانت تصرفات مستشفى سابير مفيدة للغاية لدرجة أن آية الله الخميني نفسه كتب شخصيا يشكر فيها المستشفى على مساعدتها بعد نجاح الثورة.
في نوفمبر 1978 التقى قادة اليهود بآية الله طلقاني وتعهدوا بدعمهم للثورة. في أواخر عام 1978 التقوا بآية الله الخميني في باريس وأعلنوا دعمهم للثورة. في 16 مارس 1979 تم القبض على حبيب الغنيان الزعيم الفخري للجالية اليهودية بتهم الفساد الإقتصادي. وحُكم عليه بالإعدام وأُعدم في 8 مايو . إعدام الغنيان جلب إدانة منظمات يهودية دولية مثل المؤتمر الصهيوني العالمي ومكافحة التشهير وطالبوا الحكومة الأمريكية بتنفيذ عقوبات على إيران. بعد ثلاثة أيام من الإعدام توجهت مجموعة من اليهود إلى قم والتقت بآية الله الخميني. وشدد الخميني على أنه يفرق بين الصهيونية واليهودية. وكتبت الصحف في اليوم التالي لا نعتقد أن كل اليهود صهاينة بعد أسبوع ذهب سيرج كلارسفيلد إلى إيران والتقى بإبراهيم يزدي. وعده يزدي بعدم إعدام أي يهودي. في 18 مايو 1979 توجهت مجموعة قادة صهاينة إلى سفارة إيران في واشنطن. ووصف الممثل الإيراني علي أغوه في هذا الإجتماع أن الحكومة الإيرانية لا تعتقد أن الصهاينة الإيرانيين خونة.
على الرغم من أن إيران تروج لمشاعر معادية لإسرائيل إعلاميا إلا أن العديد من العلاقات التجارية لا تزال قائمة حتى اليوم. كان بيع النفط الإيراني مستحيل بسبب العقوبات. أرسل مارك ريتش وهو رجل أعمال إسرائيلي سويسري مديريه في شركة جلينكور لطهران وأقام علاقات تجارية كبيرة مع إيران. كان ريتش قادر على تصدير النفط الإيراني من عام 79 إلى 95. وادعى أنه قام بتصدير النفط الإيراني إلى إسرائيل عبر خط أنابيب سري بين البلدين. وأعترف بأن كلا البلدين على علم بهذه الصفقات التجارية وتوريد أسلحة لإيران. في مناسبات عديدة ساعد ريتش الموساد في إيران. وجدت الحكومة الأمريكية أن ريتش مذنب بإنتهاك العقوبات الأمريكية وحكمت عليه. وأصدر بيل كلينتون عفواً عن ريتش في آخر يوم له في منصبه بطلب شخصي من الموساد. ولا تزال العديد من العلاقات التجارية بين إيران وإسرائيل قائمة.
في عام 2011 كانت شركة أوفر الإسرائيلية على قائمة الشركات التي خرقت العقوبات الأمريكية. والتعاون الإسرائيلي الإيراني يتم سرا وغير قانونيا من قبل عشرات الشركات وتبلغ عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات سنويا. ويتم تنفيذ هذه الصفقات من خلال دول ثالثة. تزود إسرائيل إيران وتزود إيران إسرائيل بسلع هامة عديدة. بناءً على تقرير صادر في نوفمبر 2000 طلبت الحكومة الإيرانية من شركة إسرائيلية كانت قد بنت أنابيب الصرف الصحي في طهران قبل 30 عامًا زيارة البلاد لإجراء أعمال تجديد. بعد ذلك بوقت قصير قام مساعد المدير العام لوزارة الزراعة الإيرانية بزيارة إسرائيل سراً ومكث في فندق تل أبيب هيلتون. والمؤكد أن التعاون التجاري والعسكري والأمني مع إسرائيل لم يتوقف منذ قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وحتي في مجال تسليح المنظمات التي تصرح بالعداء لإسرائيل وأمريكا في لبنان واليمن وسوريا توجد علاقات بين إيران وإسرائيل https://wp.me/p1TBMj-16Mhttps://wp.me/p1TBMj-16M
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Tarig Anter
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست