الناظر الى الاحزاب السودانية وتطورها يجد نفسه امام تساؤلات كبرى وهو لايرى تغيرا ونشاطا فى البناء الداخلى لهذه الاحزاب يوازى التحديات والواقع الماثل للتجربة والتحديات بدولة السودان وتشعب القضايا وبعضها لم يمارس نشاطه بصورة فعليه رغم تاريخه واسهاماته الكبرى كحزب الاتحادى الديمقراطى . وربما ازمة الكورونا قد القت بظلالها فى منع التجمعات وقيام المؤتمرات القاعدية كما بداء حزب المؤتمر السودانى والحزب الشيوعى وتوقفت بفعل طوارى الكورونا وبذات القدر ربما حزب الامة القومى وحتى النظام السابق وقواه المنضوية تحت اسم المؤتمر الوطنى. لم تشهد انشطة تنظيمية معلومة من ردود الافعال تتناسب ومعالجة تداعيات ذهاب السلطة واتخاذ موقف سياسي تجاه المشاركة بالديمقراطية والاعدادات المطلوبة منهم لمجابهة تحدياتها وهم يملكون الكوادر والمال وينقصهم الارادة والقيادة الجديدة الملهمة لقواعدهم واخراجها من دايرة الاحباط والاخساس بالهزيمة . ولاشك لحيوية الاحزاب وانشطتها دور. متقدم فى انجاح الفترة الانتقالية ورسم بوصلتها واهدافها وصولا لقيام انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وفق اهم اهداف ومرامى الثورة. وتراجع الاحزاب فى حيويتها وبالتالى التاثير على دورها ونفوذها اكبر مهدد للثورة ومسارها نحو الديمقراطية وهو مايغرى القوى المتربصه به للنشاط فى تحقيق اهدافها وسرقة الثورة وتجييرها الى اهداف ومرامى اخرى . وفشل الاحزاب فى بسط نفوذها ومنطقها بواقعية ملهمة لن يساهم فى تطور الحركات المسلحة الى قوى ديمقراطية مؤمنه بالخيار الديمقراطى تقتنع بالانضواء لهذه الاحزاب او تكوين احزابها الخاصة وبالتالى التعامل بحذر فى مسالة القناعات بالصراع الديمقراطى وسيلة لتحقيق الاهداف ونيل الحقوق والمكتسبات ويبدو من المهم لحكومة الفترة الانتقالية معاونة الاحزاب فى لعب دورها بالقيام باتفاقات اممية لتاهيل هذه القوة السياسية ودورات تشمل عضويتها وندوات وسمنارات بداخل المدن والارياف لتوعيةالناس والشعب بمعانى الديمقراطية واهمية الانضواء تحت راية الاحزاب وفق مايلبى القناعات الخاصة للمواطن ويلبى تحقيق طموحاته واحلامه الخاصة والعامة. والاهم مسالة الدعم المالى من الدولة لهذه الاحزاب فلايمكن تاسيس ديمقراطية ناجحة دون احزاب فاعلة ونشطة وهذا التمويل والذى تعمل به كثير من الدول والذى يعنى قدرتها اى الاحزاب على الحركة والنشاط فى ظل ارتفاع تمويل القيام باى نشاط توعوى ومجهود بالاتصال الجماهيرى. وتمكينها من تمويل صحفها المعبرة عنها ومنشوراتها الخاصة. ...باعتبار ان اشتراكات العضوية والتبرعات لهذه الاحزاب اصبحت غير كافية لضخ الحياة والحيوية فى اجسامها ومقابلة تكاليف التزاماتها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة