الصحافة السودانية امام تساؤل اذا ماكانت تلعب دورها فى رفع الوعى بالقضايا العاجلة وتسليط الضوء عليها وبالتالى قياس درجة اسهامها فى البناء الوطنى والتحديات القومية وبالتالى فعاليتها وثراها الثقافى والموضوعى. وذلك من حيث تنوع المواضيع وعمق الطرح والمساهمة فى الوصول الى حلول والذى ينعكس بالضرورة فى مستوى انتشارها ومبيعاتها اليومية. والناظر لصحافتنا اليوم لاشك فى انه يتفق على ضعفها من ناحية كم الاوراق المطبوعة ودرجة الجودة بالطباعة والاخراج مقارنة مع الصحافة بالبلدان المجاورة للسودان وربما التى بدات بعد صحافتنا ربما بربع قرن وبعدها بنصف قرن فنجد ان الفرق شاسع ويعلل بالفقر وعدم الامكانات المادية وظروف العمل السيئة من التجهيزات والوسائل المساعدة. ولكن اذا ابحرنا داخل الصحف من حيث جودة المحتوى الاعلامى والشموليه والتغطية ايضا نكتشف الفارق الكبير فى مستوى الكتابات لاصحاب المقالات من مفكرين وادباء ومهتمين بالشان العام والمتخصصين والذين يجدون مساحات واسعة لاطلاق ارائهم النقدية والفكرية بربع او نصف صفحة نتاج للعدد الكبير المتاح من صفحات مقارنة بصحافتنا محدودة العدد التى تضطر الى اختزال المساحات لتوفر اكبر مشاركات واوسع تغطيات مما يخل بالمستوى والفكرة بالاختزال والابتسار فى احيان كثيرة مما لايشجغ لصحاب الفكر والراى والبحث العلمى على الكتابة. وشكلت الظروف الاقتصادية وانتشار القنوات الفضائية الاخبارية والترفيهية والثقافية المتخصصثة والرياصية خصما على رواد الصحافة المقرؤة وتراجع نسب التوزيع الى ارقام مخيفة مقارنة بصحافة السبعينات والثمانينات من القرن الماضى حتى المتمثلة بصحيفتى الصخافة والايام ومجلة او مجلتين زمانها. ولعبت الصحافة الصفراء والمتمثلة بصحف الجريمة والفضائح والصحافة الرياضية وشعبيتها المرتفعة دورا سلبيا بالاهتمام بالاستثمار بالصحافة الجادة والاخبارية والمحترمة واصبحت بلادعم على المستوى الرسمى وبلاجاذبية على التوسع وضخ مذيد من الاموال فى استثمارات ناجحة ومربحة من القطاع الخاص. وعلى الدولة فى ظل نظام يعبر عن الثورة والوعى البحث فى السبل الكفيلة بترقية الصحافة وتوسيع انتشارها لتلعب دورها المطلوب فى الارتقاء بالوعى العام بالقضايا الوطنية وحشد الجماهير والشعب ودعمم لبرامج الدولة وبذل الجهود لانجاحها والعبور بالوطن الى مربع خارج مربع الازمات المستفحلة والمتراكمة والمترادفة والمستمرة. وعلى الاقل ان تدعم الدولة الصحافة بالاعفاءات الجمركية لمدخلات الانتاج وستلزمات الطباعة من معدات ووسائل حركة واتصالات وان توفر دورات لتاهيل الصحفين ببرتكولات تعاون مع الدول المتقدمة واوفير مشاراكات بنعارض الكتب والمكتبات والدورات الاكاديمية وترقية الاهتمامات الثقافية ودورات اللغات بتسهيل الحصول على الكتاب والمواد وتتنظيم الدورات المتخصصة مما يرتقى بمستوى ولغة وعمق الطرح والاسلوب الصخفى لدينا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة