|
مع مدير الزراعة – الشمالية! بقلم :عمر عثمان
|
12:24 PM March, 15 2021 سودانيز اون لاين عمر عثمان-Omer Gibreal-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
ما اطول الوقت و اطول الروح فكل شئ بتسيب و مهله فى هذه البلاد , كلنا لديه ساعة فى اليد و اخرى للحائط و لكنها للزينة و لا تعدو اهميتها سوى فى المواعيد الغرامية فلا مواعيد و لا التزام فى مؤسسات الدولة بالرغم من انهم اخذوا دورات فى ادارة الوقت لكن عمليا تبديد و إضاعة الوقت و عادي ان تأخذ الايام و الشهور و السنوات دون أن تقضي مصلحتك و عادى ان تجد اجتماع او تسيب او غياب الموظف ثم تنصرف بخفي حنين , حدث لي و لك و لنا كلنا , فعليك ان تكون مستسلما راضخا لكلمة تعال بكرة , فالمواطن دائما يبحث عن واسطة , لذلك ظلت وما زالت مشكلة كل البلاد و توقف الانتاج لعدم الالتزام و المماطلة , الغربيون لم يلتزموا بالوقت ولم يحترموا المواعيد إلا لأن المؤسسات تقدر الوقت وتؤكد عليه .
أما الاستثمار و الزراعة و الإنتاج للمساهمة فى اقتصاد البلاد فقد اخترت الصعاب و ركوب الخطر تشجعك الوعود الحكومية و يهزمك الالتزام و التنفيذ , قبل عدة شهور من الان صاحب المشروع الزراعى بدأ التجهيز لان هناك وعود بتوفير الاحتياجات , كل ما يحتاجه كهرباء و وقود مدفوعة الثمن , اشترى التقاوى و الحاصدات و جهز الارض للزراعة , عليه ان يضيع يوم و يذهب بنفسه للتصديق بالوقود صباحا , عدة ساعات الطريق و مقابلة المسئول , ثم اعتذار او عطاء , قبل بداية الموسم اعتذروا له فى منتصف الطريق فقد اضاع جهد و نقد , المستثمر لم يجد حل إلا ان يخزن التقاوى باهظة الثمن و يتوقف و ينتظر .
عادى جدا عدم الالتزام و التقدير و الاحترام و لكن الغير عادى و طبيعى ما حدث , مدير جديد يذهب اليه المستثمر متثاقلا متكاسلا , يستقبله المدير و يشرح له شح الوقود , و عليه تقسيم الوقود الشحيح بين مشاريع الولاية تقسيم عادل ثم يؤكد له ان الامر لا يحتاج الى حضوره , هناك نظام و اجراءات متبعه ستتأكد الوزارة من مشروعه و سينال حصته , ستنظم وفقا لجدول زمنى و اجراءات منصفه بدون واسطة او الحاح , لم يكترث لهذا الوعد و هذا الالتزام , فالطبيعى عدم الوفاء بالوعد كما جرت العادة و عدم الالتزام كما يعلم و نعلم فى مؤسسات الخدمة المدنية و المجتمع , لم يصدق صاحب المشروع هذا الالتزام , و فى ذهنه انه سيذهب الى ادارة الزراعة بعد الموعد المضروب بعدة ايام لتذكيرهم , فى اليوم الموعود رسالة فى هاتفه بالتصديق , لم يصدق عينيه و هو يقرأ الرسالة و هذا الالتزام و يعتبرها صدفه , ثم حسب الجدول حصة بعدها و بعدها , رغم شح الوقود مقارنة بالحوجة إلا ان الالتزام جعل المستثمر يبنى على هذا الالتزام , و شهد و كتب سعيدا مسرورا بهذا الصدق والالتزام والوفاء بالوعد قبل ان يسعده تصديق الجاز للمشروع لان تلك الثقة كانت مفقودة فى التعامل بين المواطن والمسؤلين بالمؤسسات الحكومية .. وحقيقة يعتبر نموذج جديد ممتاز فى التعامل الرسمى , التحية لهذا الجندى المجهول المهندس محمد حسن عابدين مدير الادارة العامة للزراعة بالشمالية بالتزامه و حسن صنيعه فالأقوال إن لم تتبعها أفعال لا تعدو سوى امنيات حالمه , فالعمل ليس منصب للتباهي و التفاخر فهو مهمة نبيلة للنبلاء و هو أمانة وثقة , اظهار هذا العمل المميز النادر فى مؤسساتنا تشجيعا لغيره و امتنانا لعمله , و يبدو أن هناك ضوء فى النفق , نأمل ان تحدث نقله حقيقيه للإنتاج الزراعى فى الشمالية و مثالا تقتدي به كل اماكن الزراعه فى البلاد .
[email protected]
|
|
|
|
|
|