قصـــة القائـــد ( المحنك ) الذي أضحـــك العالم !!
قيل له : يا أيها النائم المتنعم المرتاح في ظلال الأشجار الوارفة قم من نومك وأمتطي ذلك الحصان الجاهز المعد خصيصاً لكم !! ،، فقد أختاركم القوم لتكونوا قائداَ للبلاد ،، حيث تاهوا في متاهات الضياع ولا يملكون الحيلة للخروج من أوحال الأزمات ،، ويفتقدون البوصلة التي تقودهم لناحية الانفراج والخلاص ،، فقام الرجل من نومه تائها يجهل القصة من البداية للنهاية ،، ثم قبل ببلاهة شديدة تلك المهمة دون أي تردد أو امتناع أو تحفظ ،، وفوراَ أمتطى ظهر الحصان بالمعكوس وانطلق دون أن ينظر للوراء ،، ومن العجيب الأعجب أنه لم يلتفت لحظة واحدة ليعرف حقيقة هؤلاء القوم !! ,, وكذلك لم يسأل لحظة واحدة ليعرف قضايا ومشاكل هؤلاء وهؤلاء ،، وبنفس القدر لم يسأل ولم يستفسر ليعرف وجهة هؤلاء الناس في الركب !! .. بل في عجالة شديدة تحرك ذلك القائد ( المحنك ) نحو غاية المجهول ،، وحتى هذه الساعات واللحظات لا يعرف أحد إلى أين يتجه بهم ذلك القائد ( المحنك ) !! ،، والسؤال المحير الذي يشغل أذهان الناس في ذلك الركب منذ تلك اللحظات الحاسمة هو : ( هل القائد هو الذي يقود الحصان ؟؟ ،، أم الحصان هو الذي يقود القائد ؟؟ ) ،، لقد دخل الركب في تجربة جديدة هي الأولى من نوعها ،، حيث ذلك الاختيار ( للقائد ) من قبيل التكهن والاجتهاد !! ,, وهو ذلك الاختيار الذي قد أحدث ربكة عجيبة لم تشهد البلاد مثلها في مسار التاريخ ،، قائد بمنتهى البراءة كان يجهل أسرار الركب والرعية !!،، وأقوام بمنتهى البراءة والسذاجة كانوا يجهلون نوايا ومقاصد ذلك القائد ( المحنك ) ،، والقصة برمتها طلاسم في طلاسم في طلاسم ،، والأسئلة الحائرة التي تدور في الأذهان هي : ( إلى أين يقودنا ذلك القائد المحنك ؟؟؟ ) ،، والإجابة هي : ( إلى مصير مجهول لا يعرفه إلا ذلك الحصان وذلك القائد المختار المحنك !! ) ,, ثم فجأة تعالت الأصوات في الركب وقيل للقائد الجديد : ( توقف يا هذا قليلاً فإن الناس في الركب يشتكون من شدة الجوع والظمأ ومن شدة الركض والعناء في السفر !! ) ،، فنظر القائد ( المحنك ) في دهشة شديدة وتعجب وسأل في حيرة قائلاَ : ( ألا يملكون ما يكفيهم من الزاد والطعام لهذه الرحلة الطويلة الشاقة ؟؟ ) ،، فقيل له : ( لو كانوا يملكون الطعام والزاد في الأساس لما احتاجوا وبحثوا عن ذلك القائد الجديد المحنك !! ) ،، وفي تلك اللحظة أمسك اللجام ثم توقف فجأة عن السير وقال : ( أريد أن أعرف من هم هؤلاء الركب ؟؟ ،، وما هي تلك القضايا والمشاكل التي يشتكي منها الناس في ذلك الركب ؟؟ ،، وماذا يريدون من تلك الرحلة في الأساس ؟؟ ) ،، فقيل له : ( يا سيادة القائد المحنك ذلك السؤال قد فات وقته ،، ولا يمكن الإجابة عليه ونحن عند منتصف الطريق غرقى في بحار المحن والويلات والأوجاع !! ) .
منذ تلك اللحظة الحاسمة المحيرة والركب يقف عاطلاً عند منتصف الطريق ولا يعرف وجهة الخلاص ،، والكل في البلاد يجهل ذلك المصير والمآل !.. والحمى في الأجساد قد بلغت مراحل النحيب والهلوسة ،، أخطاء كانت في ممارسات الركب منذ البداية ،، وحسابات لم يجيدها ذلك القائد ( المحنك ) ،، وسفينة الضياع اليوم تلاطمها أمواج الضياع كيف تشاء ،، وهي تائهة في بحار المصير المجهول ،، والسمة السائدة في البلاد هي تلك الأزمات المعهودة ،، أزمات في القادة والرؤساء المحنكين أصحاب المهارات والذكاء ،، وأزمات في الخبز والدواء ،، وأزمات في الوقود والكهرباء ،، وأزمات في الأمن والأمناء ،، وأزمات في القمح والغذاء ،، وأزمات أسبابها الجشع والغلاء ،، وتلك هي قصة ذلك القائد ( المحنك ) الذي أوصل البلاد والرعية لحافة الصحراء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة