اليوم سنوجه الشاعر الدوش، التوجيهات المناسبة، والتي ستكشف إما أن الجيش بليد أو أن الدوش بطل تتم صناعته لتحقيق أغراض ما..
قدم الجيش بلاغاً ضد الدوش وفقا للمادة ١٥٩ إشانة سمعة.. والتي تنص على أنه: 159ـ (1) يعد مرتكباً جريمة اشانة السمعة من ينشر أو يروى أو ينقل لآخر بأي وسيلة وقائع مسندة إلي شخص معين أو تقويماً لسلوكه قاصداً بذلك الأضرار بسمعته. (2) لا يعد الشخص قاصداً الأضرار بالسمعة في أي من الحالات الآتية:
( أ) إذا كان فعله في سياق أي إجراءات قضائية، بقدر ما تقتضيه، أو كان نشراً لتلك الإجراءات،
(ب) إذا كانت له أو لغيره شكوى مشروعة يعبر عنها أو مصلحة مشروعة يحميها وكان ذلك لايتم إلا بإسناد الوقائع أو تقويم السلوك المعين،
(ج) إذا كان فعله في شأن من يرشح لمنصب عام أو يتولاه تقويماً لأهليته أو أدائه بقدر ما يقتضيه الأمر،
(د ) إذا كان فعله في سياق النصيحة لصالح من يريد التعامل مع ذلك الشخص أو للصالح العام،
(هـ) إذا كان إسناد الوقائع بحسن نية لشخص قد اشتهر بذلك وغلب عليه، أو كان مجاهراً بما نسب إليه,
(و ) إذا كان التقويم لشخص عرض نفسه أو عمله على الرأي العام للحكم عليه وكان التقويم بقدر ما يقتضي الحكم.
(3) من يرتكب جريمة اشانة السمعة يعاقب بالسجن مدة لا تجاوز ستة أشهر أو بالغرامة أو بالعقوبتين معاً..
وكل هذه المادة لا تسمح (فقط) بتبرأة الدوش باعتباره مواطناً صاحب مصلحة مشروعة في صاحب منصب عام في تقويم اعماله ومنها فض الاعتصام وهو قضية قومية ومشروعة، تم عرضها للتقييم عبر لجنة نبيل أديب، ومنها قضية زج الجيش بنفسه في الحكم بعد فض الاعتصام بدون ادأي مبرر للتواجد كحكومة، فمكانه الأساسي تحت وزارة الدفاع وهي وزارة كباقي الوزارات التابعة للسلطة التنفيذية (كوزارة الصحة، أو الغابات أو خلافه). وفوق هذا كله فقد اشتهر ما نسب للجيش من فض الاعتصام، بحيث أضحى حديث الدوش تحصيل حاصل وفوق هذا أصبحت براءته واجبه. لكن الاخطر من ذلك، ليس براءة الدوش، إنما إدانة البرهان..وهذه الإدانة يمكن أن تكون محاكمة الدوش بداية لها، إذ يستطيع محامي الدوش أن يطالب بأثبات ما قاله الدوش واستدعاء الشهود الذين كانوا في الاعتصام بل حتى استدعاء نبيل اديب نفسه ليدلي بكل ما ورد إلى علم لجنة التحقيق من معلومات، وبالتالي يتحول الدوش من خانة الدفاع لخانة الهجوم، ويصبح البرهان والجيش في خانة الدفاع ويتزنقوا زنقة كلب في طاحونة. لماذا؟ لأن الإضرار بالسمعة يفترض أن تلك المعلومات كاذبة ومغرضة..ويجوز للدوش إثبات انها ليست كاذبة ولا مغرضة بل هي الحقيقة وان الغرض منها تحقيق العدالة، وإحقاق الحق والصالح العام.. نعم من حق الدوش أن يفعل ذلك ويتحول عبء النفي إلى إثبات وعب الإثبات إلى نفي.. فهل الجيش لا يعلم ان ذلك لن يكون في صالحه؟ الجيش فيه قضاء عسكري كامل، والبرهان لديه مستشارين قانونيين في مجلس السيادة. وأصغر محامي كان سينصحه بعدم تصعيد المسألة إلى المحكمة ففي النهاية هي قصيدة ليس فيها الشيء الخطير ولم تقل أكثر مما هو متداول في أوساط الجماهير. فلماذا اصطنع البرهان هذه الجلبة، وبالتالي رفع الشاعر الشاب لمصاف الأبطال، تماما كما فعل قوش مع حمدوك والأصم قبل سقوط النظام. هل هي صناعة بطل جديد؟ أم هي بلادة من البرهان. وانتم...ماذا تعتقدون؟
توجيهنا للدوش ان يتمسك بصحة مزاعمه في تلك القصيدة وان يطلب من المحكمة استدعاء الشهود واستدعاء نبيل أديب، واستدعاء الثوار الذين كانوا معتصمين في القيادة، وطلب فيديوهات من الذين كانوا يصورون ما حدث. لو كان بالفعل بطلاً..وهذا ما نحسبه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة