لا يصدقنا أحد حين نقول بأن حكومة حمدوك هي حكومة جواسيس. لكن رويداً رويداً سيكتشف الشعب أنها بالفعل لم تأت إلا لتطبيق أجندة أمريكية. بالتأكيد سيسوقون مبررات مزيفة لتبرير ما حدث لعدم منح الطلاب حقهم القانوني والدستوري بالوصول إلى غاياتهم، مع رفع رسوم التعليم الجامعي؛ باختصار هذا هو النظام الأمريكي، الذي لا يدخل فيه الفقراء للجامعات، بل عليهم أن يعملوا كعمال. ففي الولايات المتحدة الأمريكية لا يدخل الجميع إلى الجامعات، بل أبناء الطبقة البرجوازية، أو بعد أن يضطر الطالب للعمل أو أخذ قروض تخنقه وتستعبده طول حياته. بعد أن فشل القراي في تطبيق الروشتة الامريكية، ونجح بتاع العدل في تغيير القوانين لتتماشى مع الروشتة الأمريكية، بل والمصادقة على الاتفاقات التي تورط الشعب مستقبلاً، ودعم حركات نسوية لا تعرف شيئاً عن النسوية سوى العربدة (التي هي أساساً منتشرة بلا حاجة لقانون يبيحها)، وبعد تعويم الجنيه؛ ها هي الأجندة الامريكية يبدأ تطبيقها في طلاب الشهادة السودانية. نعم..كل ما سيق من مبررات واهية ليس الحقيقة، وخلال بضع سنوات ستكون الجامعات حكراً على اولاد أسامة داوود وإبراهيم الشيخ، والبرهان وبقية الدفعة الجديدة من الكيزان. لا تظنوا أن ما أقوله خيال..لا يا سادة، أقسم بأنني أقول لكم ما سيحدث بالضبط بعد بضع سنوات. عشر سنوات أخرى وسينتهي عهد حصول ابناء المزارعين والرعاة والعمال والفقراء على فرص للتعليم الجامعي. هذه سياسة النيوليبرالية المعروفة والمطبقة بالفعل في أمريكا. سيكون دخول الجامعة حلماً مستحيلاً. وسيتحول كل أبناء الغالبية العظمى من الشعب إلى العمالة اليدوية. قد تعتقدون أن هذا مستبعد. لكن أغلبكم لم يقرأ شيئاً عن الحرب الأهلية الأمريكية، بين الشمال الصناعي المؤمن بتعاليم النيولبرالية، والجنوب الزراعي المحافظ. نفس ما يحدث اليوم كبوادر وبالونات اختبار، حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تم بالضبط ما حاول القراي القيام به، وحدث بالفعل ما قام به نصر بتاع وزارة العدل، ونفس ما حدث الآن للطلاب الناجحين في الشهادة الثانوية. بدأ التخطيط لذلك منذ القرن التاسع عشر، أي بعد قرابة قرن من الثورة الصناعية في بريطانيا، وتحديداً في عام ١٨٠٠، وحتى عام ١٨٤٦ (لست دقيقا في حفظ التواريخ ولكن يمكنكم العودة لقوقل للتأكد). منذ نهاية الحرب الأهلية وانتصار البرجوازية الصناعية على الاقطاعية المحافظة، بدأ نضال الراسماليين يؤتي أكله، وكما بدأت حكومة الجواسيس هذه اللعبة الخطرة، كانت الرأسمالية الصناعية في أمريكا قد بدأت، ولكنها انتصرت في النهاية. المشكلة أن واقعنا ليس أمريكياً، لذلك فسياسات نشر الأمية لن تحقق أي فوائد إلا لأسامة داوود وابراهيم الشيخ وغيرهم من الرأسماليين لأنها ستوفر لهم عمالة رخيصة، مع احتكار التماسيح للفرص في الحصول على الثروة، مع دعم أمريكي. هكذا سيتم السيطرة على الدولة..(تجهيل الشعب + الفقر=احتلال من الرأسماليين العملاء). لكن الشيء الحقيقي الذي يغيظني هو الموقف المخزي للحزب الشيوعي، الذي (سد دي بي طينة ودي بي عجينة) لمجرد أن بعض أولادهم استوظفوا في الحكومة. ولحس الشيوعيين ترهاتهم التي كانوا يثيرون بها (كتاحة) ضد أي حكومة دمقراطية أو دكتاتورية. (لبد) الشيوعيون كفئران الحقول في الشتاء. فلا ينبسون ببنت شفة وكأنما على رؤوسهم طير وألسنتهم يباس، فهم لا ينطقون. وسبحان الذي كشف زيفهم من حيث لا يحسبون..فأصبحنا نحن اكثر إيماناً منهم بالعدالة الإجتماعية.. ولكن..أيستوي الصادقون والمنافقون....لا يستوون..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست