غريب جدا أمر تلك المعارك والإنتصارات في الفشقة لأنه إلي الآن لم يعلن عن سقوط أي عسكريين قتلي أو جرحي أو حتي تدمير آليات عسكرية من الجانبين. بل أنه حتي سكان تلك المناطق لا يعلموا بحدوث معارك. أن تلك المعارك والإنتصارات الوهمية هم حلقات بائسة الإعداد من كرتون ميكي ماوس. والمستهدف من تلك التمثيليات وهو إقناع الدولة في مصر بأن عصابات غرب إفريقيا في جنوب وادي النيل يمكن إستئجارهم كمرتزقة للقيام بأي إعتداءات علي إثيوبيا كما يستهدف توريط مصر مع عصابات غرب إفريقيا المرتزقة لصالح نظام أبيي أحمد المتهالك الساقط لا محالة.
كسرة ونعود للموضوع: الجلابية والتوب والعمة والشال والقفطان المستخدمين في جنوب وادي النيل هو زي أجنبي مرتبط بالترك وشركائهم العموريين الأعراب وبجلابة الرقيق وجرائمهم وفيهم إشارة للثراء والسلطة والقوة منذ زمن ولي كان فيه إمتلك القماش خاصة الأبيض اللون دليل علي الإنتماء لفئة قوية ثرية ذات سلطة ورهبة علي ضحاياهم الأصلاء البسطاء. فالأزياء السائدة في إفريقيا والمنطقة كانت منذ أقدم العصور لا تعرف الخيلاء والتبذير الخادع بل إلتزمت بالبساطة والعملية والجمال. إنتهت الكسرة ونعود للموضوع
عصابات غرب إفريقيا تعمل كمرتزقة في جنوب وادي النيل منذ جلبهم عام 1820 ميلادي ومنهم تكون إستعمار التركية الأولي. وقبلها أيضا كانوا مرتزقة منذ 1500 ميلادي وبهم تكون إستعمار الفور والفونج والجعليين وغيرهم. تلك العصابات لا تعرف سوي جرائم المرتزقة لكسب العيش حتي اليوم ومفاهيم وممارسات وأشكال الدولة والقانون والمؤسسات غريب عن فهمهم.
محمد علي جلبهم وخدموه لصيد وتجارة البشر وتكوين مستعمرة في جنوب وادي النيل ونهبها. ثم صارت العصابات مرتزقة للإستعمار الثنائي (هو في الحقيقة إستعمار واحد وربع) لليهود الإنجليز والعلوية الخديوية. وفي 1956 ورثت عصابات غرب إفريقيا مستعمرة جنوب وادي النيل ولم يعد لهم سادة وزبائن يشتروا منهم إجرام الإرتزاق الذي لا يعرفوا غيره للعيش. وبعد فترة قصيرة من إستهلاك مخلفات إستعمار اليهود الإنجليز الذين رحلوا عنهم كان لابد من فتح أسواق لأعمال المرتزقة. وكان الأقرب والأوضح لهم هو ممارسة جرائم المرتزقة داخليا ضد القوميات المحلية.
ونتيجة لعدم وجود زبائن أجانب لإستئجار إجرام مرتزقة غرب إفريقيا في جنوب وادي النيل ظهرت وتوسعت أعمال النهب والقتل والفتن والحروب في شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط أقاليم جنوب وادي النيل. وممارسات ونشاطات عصابات غرب إفريقيا هي التي إرتكبت جرائم الإبادة والنهب وصناعة الفقر والفتن والحروب والتي كانت أقل قسوة وأكثر ربحا وأدني وضوحا في زمن إستعمار اليهود الإنجليز
وعندما قام الجيش الوطني بقيادة القائد جعفر نميري بإسقط العصابات هرعت تلك العصابات لمحاربته بالشيوعية والغزو الليبي والإنقلابات وتخريب الإقتصاد والمتأسلمين إلي أن إستولوا علي السلطة في غيابه. وعندما قارب الشعب علي التوحد والتحرر بقيادة الزعيم جون قرنق ذعرت عصابات غرب إفريقيا وجن جنونها من مشاهدة الدعم والحب له. فقامت العصابات مع شركاء محليين وأجانب بتدبير إغتيال جون قرنق وإجبار الجنوب علي الإنفصال
وتدريجا بدئت عصابات غرب إفريقيا المحتلة جنوب وادي النيل في فتح أسواق إقليمية لجرائم إرتزاقهم في الدول المجاورة. فشرعوا أولا في صناعة وإمداد الإرهاب الإسلاماوي ثم إنتقلوا لمرحلة عصابات التمرد في جنوب السودان وإثيوبيا والصومال وتشاد وإفريقيا الوسطي والكميرون ونيجيريا والنيجر ومالي وكل منطقة الساحل والصحراء والعصابات الإرهابية فيها.
وتوسعت مساحات مرتزقة عصابات غرب إفريقيا وزادة مداخيلهم بشكل كبير جدا من عوائد إستئجارهم وتوريد الرقيق المرتزق إلي اليمن وليبيا بل وحاولا أيضا توقير مرتزقة للعصابات الناشطة في العراق وسوريا. ودخلت عصابات مرتزقة غرب إفريقيا في أعمال نهب الذهب والمعادن والموارد الطبيعية.
ونتيجة لتفشي عقلية المرتزقة لم يعد يوجد في جنوب وادي النيل جيش نظامي وطني بعد أن تم تفكيكه وأحتفظ ببعض الكروش عليهم قطع معدنية للديكور يتلاعب بهم المليشيات. ولم يعد يوجد حتي قوات شرطة ولا أي من مؤسسات وهياكل دولة. فرئيس عصابة الجنجويد وشلته يستطيعوا قتل المواطنيين بإستمرار وإدعاء ملكية جبال وأعمال وشركات تعدين ونهب الذهب وغيره جهارا نهارا ومنح رتب عسكرية فخيمة وصغيرة لكل أجنبي جاهل والحصول علي مناصب وممتلكات ومواطنة ولا أي مظهر من القانون يجرأ أن يسائلهم
تحاول عصابات غرب إفريقيا بيع خدماتهم لمصر أولا بإختلاق أزمة سد النهضة مع نظام أبيي أحمد وتصعيد التوتر النفسي ثم بالتظاهر بوجود خلافات ونزاعات ومعارك مع النظام في إثيوبيا. فمندوبة مبيعات العصابات ذهبت مؤخرا لتروج لإرتزاقهم في مصر. وفي الحقيقة هي تسعي لحرب مصر وإدخال المرتزقة ونشاطاتهم الإجرامية في علاقة مع مصر تمهيدا لإسقاط الحكم الوطني وإستنزاف مصر. بينما مصالح مصر بالتأكيد مع شعب جنوب وادي النيل والسلم والأمن الإقليمي وليس مع العصابات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة