منذ عودتي إلى السودان عام ٢٠٠٩ عانيت معاناة شديدة من مشكلة الفحص الأمني، فأي وظيفة أُقبل فيها، كان الفحص الأمني يأتني كمعارض للنظام، لا اعرف لماذا كان لدى الكيزان عداء سافر ضد كل من درس في مصر، وهذا ما طبقته سمية ابو كشوة عملياً عندما اصدرت قبل اربع سنوات قرارا بمنع خريجي مصر من توثيق شهاداتهم، وهذا ما فعلته الوزيرة البديلة مع طلبة مدارس كمبريدج. ويبدو أن النساء يحاولن دائماً إظهار ولائهن عبر استخدام المدنيين الأبرياء في حروب السياسة سواء كانوا خريجين شباب ام تلاميز من الأطفال، ويبدو أن مشكلة الفحص الأمني لا زالت قائمة اليوم بعد أن تم منع أحد الاشخاص من تقلد منصب وزاري بعد ظهور نتيجة الفحص الأمني ببوزيتيف. الآن أي فحص أمني لمن يتكلم ضد العسكرقحاطة ستكون نتيجته الإقصاء وسلب الحقوق المدنية والسياسية. كيف تسلب شخصاً أحد حقوقه لأن ما في دماغه يخالف ما في دماغك (هذا إن كان للقحاطة دماغ أصلاً). إن هذا لشيء عُجاب. إن ما يسمى بالفحص الأمني باااااطل دستورياً وقانونياً، ومن العيب أن يدعي البعض أن حمدوك وبطانته هم مدنيون وهم يقبلون ان يكون احد مظاهر القمع والدكتاتورية لا زال حياً. بدلاً عن سن قوانين تتعلق بالختان وهروب المرأة بالطفل بعيداً عن ابيه، كان من باب أولى أن يسن قانون يمنع ويحظر بناء اي قرار على اساس ما يسمى بالفحص الأمني. الفحص الأمني ليس هو الفيش والتشبيه، أي الذي يبحث في سجلك الجنائي، رغم أنه من المفترض ان يكون كذلك، لكن الفحص الأمن هو ذلك الذي يخلط الحق بالباطل لمجرد أنك ضد الشلة التي تحكم..من برهان وحميدتي وحمدوك ومن لف لفهم من عملاء المخابرات الإسرائيلية والبريطانية والإماراتية. هؤلاء هم الذين يهددون بالفعل أمن الدولة ويرتكبون جرائم الخيانة العظمى جهاراً نهاراً، ويتخابرون مع الأعداء على مرأى الاشهاد، ويستلمون أجورهم تحت مسمع وبصر الشعب. وليس من يقف ضدهم، فيلفقوا له التهم والجرائم كما فعلوا بالثوار امثال دسيس مان وشو تايم ونوبية وكما حاول أب ضفاير تلفيق تهمة القتل العمد لتراجي مصطفي في بورتسودان...الخ..والآن كل من يعارض هذا النظام القمعي يمنع من تقلد اي وظيفة. كنت اعلم هذا المصير للثورة منذ اول يوم ظهر فيه تجمع الوهميين، لأنني علمت وحذرت من انه صنيعة استخباراتية، وعلمت وحذرت من أنه لا علاقة له بتجمع المهنيين القديم، وعلمت وحذرت من أنه سيقود البلد لما نحن فيه الآن.. بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوي فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ بل ولا زالوا لا يستبينون النصح حتى اليوم..ولا زال هناك مغلفون نافعون يهللون، وكلاب تلهث باحثة عن بعض الفتات الساقط من أفواه الجواسيس رغم ما لصق به من بصاق العمالة العفن. ولا عزاء إلا للموتى بالموت. كنا نأمل أن تكون ثورة حقيقية، لا تهتم سوى بالبناء الحقيقي للدولة، ورتق النسيج الاجتماعي، والاستقرار السياسي، وبناء دولة القانون والمؤسسات. فإذا بماسور كبيرة تُقحم في مؤخرات الشعب، تجاوزت مواسير سوق المواسير، ومن يبتله الله بالمواسير فلا ناصر له..ولكن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون..وقد ظلم الشعب نفسه، لأنه ضعيف النزاهة، متمالئ، وشاهد زور كلما كان الحق في جانب غيره..وهكذا سيظل شعباً متشاكثاً، أينما وجهته لا يأت بخير والله لا يهدي القوم الظالمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست