السلطات المتعاقبة المتحكمة في كل أقاليم جنوب وادي فيما يعرف بالسودان منذ 200 سنة تعرض شعب جنوب وادي النيل وكل شعوب ودول الجوار لمخاطر وأضرار متواصلة وتهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي. ويلزم للتعامل معهم ومعالجة تلك التهديدات والمخاطر والأضرار فهم حقائق هامة مغيبة في التاريخ وتصحيح 10 مفاهيم خاطئة شائعة محليا وإقليميا ودوليا.
اولا: الكيان القائم في جنوب وادي النيل وعاصمته الخرطوم ومركز القيادة فيه هو أمدرمان هو ليس دولة بالمفهوم التاريخي بل هو نظام إحتلال ظهر نتيجة غزو وإحتلال من عصابات شرق وغرب آسيا ومعهم بربر شمال إفريقيا وعصابات مرتزقة من غرب إفريقيا. وتشكل هذا الكيان نتيجة عدة موجات في فترات مختلفة. كانت الموجة الأولي بقيادة الهكسوس عام 1500 ق م والثانية بقيادة مطاريد إحتلال أسبانيا والبرتغال (الأندلس) عام 1500 ميلادي والموجة الثالثة بدئت مع غزو وإحتلال محمد علي عام 1820 ومتواصلة حتي اليوم
ثانيا: السلطة والثروة في كل أقاليم جنوب وادي النيل يسيطر عليهما معسكرين ولا يضم أي من القوميات المحلية الواقعين تحت إحتلالهما منذ 2800 سنة. والمعسكر الأقوي كان هو مجموعة الجلابة الفلاتة الصفر ولكن المعسكر المتزايد قوة حاليا منذ إحتلال محمد علي هي مجموعة الغرابة الفلاتة السود. ومجموعة الغرابة الفلاتة السود هي التي منهم إخترع إسم السودان عام 1820 بعد أن كان في غرب إفريقيا
ثالثا: الجلابة الفلاتة الصفر والغرابة الفلاتة السود المجموع الكلي لأفرادهم لا يتجاوز بضع آلاف. وهم فئات لايشكلوا تكوين قبلي أو متجانس لأنهم خليط من أصول وأشكال وسحنات مختلفة. وكلاهما كونوا جميع فئات العمد والشيوخ والسلاطين والأثرياء وروؤساء المليشيات والمجموعات التي تصف نفسها بالدينية والحزبية والإعلامية والسياسية والإدارات الأهلية
رابعا: مجموعة الجلابة الفلاتة الصفر ينحصر وجودهم في قيادات وأثرياء جماعات الجعليين وعرب الجزيرة وشمال كردفان والبني عامر. بينما مجموعة الغرابة الفلاتة السود فينحصر وجودهم في قيادات وأثرياء جماعات البقارة والفور والفلاتة والفونج. وسكان تلك المناطق ليسوا جلابة فلاتة صفر ولا غرابة فلاتة سود ولايجوز تسميتهم بجعليين أو فور أو بني عامر أو فونج أو بقارة أو غيرها من مسميات صنعهم الجلابة الفلاتة الصفر والغرابة الفلاتة السود. فمجموعة الفور ليسوا فور وكذلك مجموعة الجعليين ليسوا جعليين
خامسا: كل المجموعات والقبائل في أقاليم جنوب وادي النيل تتشكل من قوميات محلية منفردة أو من مجموعات مختلطة منتزعة من قوميات محلية وليس بهم قدرا يذكر من عناصر أجنبية. وهذا علي العكس تماما من فئات الجلابة الفلاتة الصفر والغرابة الفلاتة السود الذين هم بالكامل من عناصر من عصابات شرق وغرب آسيا وعصابات شمال وغرب إفريقيا وليس بهم أي عناصر محلية إلا نادرا
سادسا: يتركز تواجد ونشاط الجلابة الفلاتة الصفر في مثلث حمدي المعروف في الوسط والشمال النيلي. بينما يتركز تواجد ونشاط الغرابة الفلاتة السود في الغرب وأطراف الشرق وجنوب كردفان والنيل الأزرق. ويوجد تنسيق وإدعاءات مفتعلة تدعي الصراع بين الفئتين
سابعا: تمتهن وتسيطر فئات الجلابة الفلاتة الصفر علي العمل السياسي والإقتصادي والديني والإعلامي بينما تسيطر فئات الغرابة الفلاتة السود علي الأعمال العسكرية والميليشيات والحركات المسلحة. ويتحول ميزان القوة تدريجيا منذ التركية الأولي عام 1820 لصالح الغرابة الفلاتة السود. وحملة غزو مليشيات الجنجويد التورا بورا هو نفس مصطلح غزو وإحتلال ما يعرف بدارفور بواسطة التورا فور
ثامنا: تروج فئات الجلابة الفلاتة الصفر وتحاول أن تقترن لما تصفه بالعروبة والإسلام وهو في الحقيقة توجه إعرابي عموري تركي يهودي وثني معادي للعرب وللرسالة المحمدية. بينما تروج وتقترن فئات الغرابة الفلاتة السود للإفريقانية والتيارات الصوفية المتشددة في غرب إفريقيا ولكنهم أيضا عملوا منذ القدم ضد القوميات الإفريقية الحرة من المحيط الأطلسي إلي جنوب وادي النيل
تاسعا: شركاء وداعمي فئات الجلابة الفلاتة الصفر وفئات الغرابة الفلاتة السود هم أصحاب منافع مشتركين بينهما مع ميول بسيطة وقتية لأحد الطرفين. وشركائهما هم اليهود والترك والأعراب العموريين والبربر منذ فترات التكوين وموجات الغزو والإحتلال وحتي اليوم
عاشرا: تزوير التاريخ ونشر المفاهيم الخاطئة هي أعمال مؤسسية قديمة ومستمرة وممولة ومدعومة من فئات الجلابة الفلاتة الصفر والغرابة الفلاتة السود وكذلك من شركائهم وداعميهم. وبسبب القدم والإنتشار والترويج المكثف وضعف القوميات والمجموعات الواقعة تحت الإحتلال صار التزوير والتضليل هما ما يشكلوا البديهيات السائدة
لذلك فإن التعامل مع ومعالجة التهديدات والمخاطر والأضرار التي صنعهم ويمارسهم فئات الجلابة الفلاتة الصفر والغرابة الفلاتة السود يتطلب فهم حقائق هامة مغيبة في التاريخ وتصحيح 10 مفاهيم خاطئة شائعة محليا وإقليميا ودوليا. ولابد أن يتم عبر إزالة كل التراهات والقصد من المراجع والمصادر السائدة المعروفة لإكتشاف الحقائق وإعادة صياغة التاريخ والفهم العام وتصحيح الإنتماء الوطني الأصيل. فالسودان ليس إسم أقاليم جنوب وادي النيل والسودانيين ليسوا شعب جنوب وادي النيل
<تصحيح تاريخ مزور و10 مفاهيم لوقف أخطار جنوب وادي النيل.docx>
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Tarig Anter
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست