لوقرر مالكو الدولار الامتناع عن بيع دولاراتهم -وأعتقد ان هذا هو التصرف المناسب لهم- سوف لن تستطع البنوك توفير الدولار اللازم، ليس لشراء القمح والبنزين والجاز والدواء فقط بل حتى للمسافرين لغرض العلاج او الدراسة أو غير ذلك، ولا توفير دولارات للمستوردين...هنا ستختنق البنوك بمطالبات وهم عاجزون عنها..سيرتفع الدولار لقرابة اثنين مليون جنيه، وسيزداد التوتر الاجتماعي والأمني والسياسي، ولن تتمكن الحكومة من التراجع عن قراراتها الخاطئة، وستحاول بشتى الطرق تصبير الناس بأشاعات عن ودائع مليارية قادمة من السعودية وقطر والاتحاد الأوروبي. ستصبح الدولة متعثر وغير قادرة على خدمة الدين العام. وربما تضطر بالفعل لإعلان إفلاسها، وقد يزداد الطين بلة لو أحجم تجار الذهب عن بيع ذهبهم بتراب القروش، وهو فعلا تراب، بل ورق مُحبَّر أقل قيمة من التراب، وهنا قد يتوقف سوق العقارات عن العمل، ليحدث جمود كامل في حركة البيع والشراء. وهكذا نصل لنقطة الصفر، حيث اللا عودة إلا بتسليم بلدنا وأنفسنا للمستعمر. لا زلنا نكرر؛ أن على السيد حمدوك، وضع برنامج تنموي حقيقي، أو يترك الحكومة لمن هو اقدر منه عليها، عليه أن يتحرك ولا ينتظر فقط المعونة الأمريكية أو الاوروبية، فمثل تلك المعونات -مع الانهيار الاقتصادي- سوف لن تكون معونات بل إملاء شروط استعمارية، وأمريكا واوروبا لا يتورعان عن استغلال وانتهاز الفرص لاستعمار الشعوب كما حدث في قضية الارهاب والمدمرة كوول. على الشعب أن يتوقف عن سماع الاشاعات لطمئنة نفسه بالكذب وأن يسعى للضغط على حمدوك للقيام بوضع برنامج إنمائي عاجل، قانوني وإداري ومحاسبي على الأقل. أما بهذه الطريقة فنحن نختنق حد الموت بكل معنى الكلمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة