كان السبب الرئيسي لاندلاع الثورة المهدية ضد الاستعمار التركي المصري هو فرض الضرائب الباهظة علي السودانين الذين وجدوا في الامام محمد احمد المهدي طوق نجاة لهم من جور وظلم الاتراك ولذلك في خلال خمسة سنوات فقط، تمكن المهدي من بسط سيطرته علي عموم السودان حيث توج ذلك بفتح الخرطوم في 26 يناير 1885م ولذلك استوعب الاستعمار الانجليزي المصري ذلك الدرس عندما احتلوا السودان عقب معركة كرري في العام 1898 فسارعوا الي اقامة مشاريع التنمية الاقتصادية التي تضمن للمواطنين العيش الكريم ولم يتخذ الانجليز من الضرائب وسيلة لتحقيق ايرادت من السودان بل كانت استراتيجيتهم تستند علي الاستفادة من صادرات القطن والصمغ العربي والثروة الحيوانية وبدون ان يشعر السودانين بذلك النهب الراقي لثروات البلاد وفي مقابل ذلك قاموا بانشاء مشاريع تنموية مثل كلية غردون التذكارية والتي تحولت لاحقاً إلى جامعة الخرطوم وميناء بورتسودان وخطوط السكك الحديدية لربط مدن البلاد بعضها البعض وانشاء المدارس والمستشفيات وتخطيط المدن الجديد واقامة السدود المائية علي نهر النيل وغيرها من المشاريع الكبري التي جعلت السودان يستند عليها حتي اليوم وبالرغم مرور اكثر من ستين عاما من الاستقلال لم تستطيع جميع الحكومات الوطنية المتعاقبة على حكم البلاد من اضافة ربع ما انجزه الاستعمار الانجليزي الذي جنب المواطن السوداني دفع اي ضرائب باهظة قد تقود الي ثورة عارمة بمثل ما حدث في العام 1881 بقيام الثورة المهدية تنفس الشعب الصعداء بزوال نظام المخلوع البشير المدعوم من الجبهة الاسلامية بفضل اصرار الثوار في ثورة ديسمبر ولكن كما يقال تاتي الرياح بما لاتشتهي السفن فقد اختارت لنا الاقدار السيد حمدوك ليكون رئيساً للوزراء تسبقه سمعة طيبه بوصفه خبير اقتصادي ولكنه لم يوفق في اضافة بصمة واضحة يشعر بها المواطن السوداني الغلبان الذي وجد نفسه محشور مابين تسلط التجار الجشعين وقرارات الحكومة الاقتصادية برفع الدعم الحكومي عن بعض الخدمات ومضاعفة اسعار فاتورة الكهرباء والمياه والخدمات العامة وبالامس اصدر والي الخرطوم حزمة من القرارات الادارية ظاهرها تنظيم العاصمة وباطنها مزيد من الضغط على المواطن فاصحاب الاكشاك يعتبرون من صغار الباعة فالرسوم المفروضة عليهم لا تتناسب مع دخولهم اليومية كان الافضل هو الزام التجار الجشعين بعدم تجاوز الاسعار في البيع بحجة ارتفاع أسعار الدولار فتجد سلع لا تورد من الخارج يزعم اصحابها ان الدولار قد ارتفع بالله عليكم هل هناك فوضي اكثر من ذلك؟ فسلعة السكر لا تجلب من كوبا او الصين حتي ترتفع إلى ذلك السعر الفلكي الذي يمنع المواطن المسكين لا يشرب شاي الصباح مع اطفاله في الصباح وقمة البدع هي محاولة ربط استخراج شهادة السكن بدفع العوائد الشهرية والله انه شي مضحك فحتي نظام الكيزان لم يلجأ إلى ذلك الفعل الغير كريم نفترض ان هناك اسرة فقيرة تعجز عن توفير قوت يومها ويريد احد ابناءها استخراج شهادة سكن لغرض العمل فهل يضيع مستقبله لانه فقير؟ اتضح ان حكومة السيد حمدوك لا تمثل الفقراء والمساكين ولا الايتام والارامل ولاذوي الاعاقة ولا اصحاب الامراض المذمنة بل هي حكومة تليق برجال الأعمال واصحاب الطبقة المخملية وان الثورة التي خرجنا فيها لاجل العيش الكريم لاوجود لها الان فهذه الحكومة تسعي الي الانتقام من الشعب خاصة الفقراء منهم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست