كان الناس يتوقعون من هذا النظام الكثير، وكل انسان متفائل كان يحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا. كنا نمني أنفسنا بحياة رغدة، وعندما سدت في وجوهنا الطرقات، قلنا إن مسألة الجوع مسألة طبيعية بعد كل ثورة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كابد الجوع في المدينة وربط بطنه بالحجر من شدة الجوع، واستدان من اليهود صاعا من الشعير ليشبع نفسه، ولكن تفاجأنا أن هذه الثورة جاءت بأدعياء وسراق للثورة نفسها، كالسامري الذي سرق ثورة موسى على فرعون. لقد خرجنا من هذه الثورة، بلا دين ولا دنيا. وحقيقة إن الجياع لا تحركهم إلا بطونهم، ولا ينتظرون من يحركهم، وهم الآن بين سندان الجوع ومطرقة عودة الكيزان. نحن الان داخل مثلث ضلعه الأول: الجياع الذين لا يفكرون من الذي يحكمهم، ولكن من الذي يوفر لهم الخبز. الضلع الثاني: اليساريون الذين سرقوا الثورة فهم لا يميزون بين صادق في انتماءه للاسلام ومنافق، حتى امتدت ايديهم للذات الإلهية وبيت النبوة. الضلع الثالث: الجيش والدعم السريع والقوات النظامية، فهم لا عقيدة لهم، كل من تزوج امهم فهو أبوهم. لم يحلموا ان يصلوا لسدة الحكم، ورغم قوتهم يحكمهم الشارع وسيقفون مع الاقوى. كل هذه الاضلع الثلاث محكومة بالشارع. الشارع الإسلامي تحديدا يترقب ويتململ، بين الخروج وبين الخوف من عودة الكيزان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة