التشكيلة الوزارية الجديدة، ستذهب كسابقاتها، إن لم تواجه الفاءات الثلاثة، وتفك طلاسمها، بالجدية اللازمة التي تجعل الشعب السوداني يطمئن أنها حكومة جادة ولها رؤية واضحة. ما حدث في مدينة الأبيض والفاشر ونيالا ومناطق أخرى، نتيجة طبيعية لسوء التعاطي مع الوضع الإقتصادي، في بلادنا منذ فترة طويلة مستفحلا في عهد الكيزان الذين شرعنوا زواج الإستبداد والفساد بأفكارهم الظلامية التي سوغت لهم قطع مسيرة الديمقراطية وتعميق الأزمة الوطنية، التي إنتهت بتقسيم البلاد، ودمار الإقتصاد. تراخي الأجهزة الأمنية، هو مربط فرس الفوضى التي شهدتها بلادنا بعد سقوط النظام. لذلك على الحكومة الجديدة، مواجهة الفاءات الثلاثة: الفقر والفساد والفلول، كي تحقق شعارات الثورة، حرية، سلام وعدالة، لاسيما العدالة، دون تحقيق ذلك، ستصبح الحكومة الجديدة مجرد رصة أسماء فارغة، وسنرى الفلول يعيثون مزيداً من فصول الخراب والدمار. وبذلك يتحقق المخطط الإمبريالي الصهيوني الذي إمتطى صهوة بعض الأنظمة الإستبدادية التي تحيط ببلادنا إحاطة السوار بالمعصم، مستهدفا قطع الطريق على الديمقراطية في بلادنا بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي تعتبر منارة للشعوب. إذن المطلوب من الحكومة الجديدة، أن تهتم بمعاش الناس، بأن تشن حرب لا هوادة فيها ضد الفقر، والفساد والفلول. يبدأ ذلك بتمليك الشعب وسائل الإنتاج الحديثة، كلا في مجاله، بشروط وقروض ميسرة، حتى تنشط السواعد وتخضر الحقول، وتشبع البطون وتستنير العقول، في وطن فيه مقومات الحياة والإستنارة والإبداع والتطور. الحكومة الجديدة يجب أن تتحرك بالسرعة المطلوبة، لمواجهة الفقر للحد من المعاناة التي يكابدها المواطن في كل مفردات حياته اليومية. من خلال سياسات واضحة، تطال بنية الفساد المكونة من رموز النظام السابق، وحاشيته من الإنتهازيين والفاسدين الذين دمروا الإقتصاد الوطني. والإسراع بمحاكمة القتلة والمجرمين والحرامية واللصوص الذين سرقوا أموال الشعب، وتطبيق قانون من أين لك هذا ..؟ على أن يبدأ ذلك بالقمة، نزولا إلى القاعدة، ما لم يتحقق هذا، سيستمر مسلسل الفشل وستذهب الحكومة الجديدة كسابقاتها.! إخيراً، تحية لمدني عباس مدني، وزير التجارة والصناعة السابق، الذي ضرب مثلا في النزاهة والشفافية، الذي أعاد الى خزينة الدولة هدية فاخرة، قدمتها له إحدى الدول العربية، وفاءاً منه للشهداء الأبرار. لذا أتمنى أن يتعلم الجميع، معنى أن يكون المرء، متواضعا ونزيها لخدمة شعبه، في وطن خربه الإستبداد والفساد.! الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة