اطلعت على مقررات التربية الإسلامية الجديدة كمعلم ومسؤول سابق بقسم المناهج ولا يوجد أي مأخذ عليها استجابة رئيس الوزراء للضجة المفتعلة حول المناهج، كانت سلبية جداً وقراره بتجميدها بني على باطل نصر حمدوك الهوس الديني والفلول، على شخصه وحكومته، وعلى د. القراي بالذات، والأساتذة واضعي المنهج الجديد هدف الفترة الحالية هو الانتقال الديمقراطي من الديكتاتورية الدينية وليس التوافق السياسي نطالب رئيس الوزراء تكليف مكتبه بتوضيح الأسباب الحقيقية للخلاف حول المناهج الجديدة للمواطنين ما أثاره الهوس والفلول ليس جدلاً وإنما تكفير وتهديد بالقتل وهو اسلوب ضغط سياسي معروف للإخوان المسلمين
صورة لمنهج التربية الإسلامية نحن هنا نورد صورة للمناهج الجديدة متمثلة في كتاب التربية الإسلامية في الصف الأول ابتدائي المحتويات:
الوحدة الأولى: سور من القرءان الكريم سور الحفظ: سورة الفاتحة – سورة الناس – سورة الإخلاص- سورة الفلق- سورة العصر – سورة النصر – سورة الكوثر
سور التلاوة: سورة الفيل –سورة الهمزة –التكاثر – القارعة – العاديات – البلد – الأعلى
والسور جميعها مكتوبة بخط جميل وواضح ومزخرف باللون الأخضر
الوحدة الثانية: من الأحاديث النبوية كل الأحاديث للحفظ والفهم الحديث الأول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) من غشنا ليس منا أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه مكانة الأم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده الجنة تحت أقدام الأمهات
الوحدة الثالثة: الإسلام والإيمان بني الإسلام على خمس.. الحديث أركان الإيمان بعد أن تذكر الأركان يشرح المعلم أو المعلمة حسب ما ورد في مرشد المعلم
الوحدة الرابعة: الطهارة والوضوء: تبدأ بشرح للطهارة.. ولماذا نتوضأ والتيمم ثم عرض للوضوء بالأرقام في ثمانية حركات كل حركة منها موضحة بالصور الملونة
الوحدة الخامسة: التهذيب والآداب القصة الأولى النظافة من الإيمان الدرس مكتوب في صورة قصة تقوم على الحوار تؤدى عن طريق التلاميذ في الفصل القصة الثانية حترام الكبير.. في شكل قصة تقوم على الحوار الذي يؤدى في الفصل القصة الثالثة: الأمانة.. بنفس صور القصص السابقة القصة الرابعة: آداب الأكل.. معروضة بنفس الصورة
الوحدة السادسة: السيرة النبوية الشريفة تقوم الوحدة على تقديم السيرة النبوية بالصورة التي تتناسب مع سن الأطفال.. بالإضافة إلى نشيد طلع البدر علينا. الكتاب كله مزين بالصور الملونة الكبيرة، وورقه مصقول.. وهنالك مراعاة لسن التلميذ من كل الجوانب.. جانب المحتوى، وجانب العرض والإخراج الفني.. والدروس كلها تناسب السن، وتقوم على محتويات هامة وأساسية في التربية.. أنا شخصياً لا أعتقد إن هنالك أي شيء يمكن أن يؤخذ على هذا الكتاب من أية ناحية من النواحي التربوية.. وكذلك الحال بالنسبة لجميع مقررات التربية الإسلامية التي اطلعت عليها.. وكل مقررات المواد الأخرى.. وأنا أدلي بشهادتي هذه بصفتي معلماً ودارساً للمناهج لقد تخرجت من كلية الآداب جامعة الخرطوم 1966م.. ودرست دبلوم التربية العالي بكلية التربية جامعة الخرطوم.. وتلقيت في هذا الدبلوم دراستي عن المناهج.. وعملت بقسم المناهج بوزارة التربية الخرطوم قبل أن يتم تحويل القسم إلى بخت الرضا بصفتي المذكورة أشهد بأن جميع المناهج التي اطلعت عليها تم وضعها بأفضل صورة ممكنة.. وأنا قد عملت طوال حياتي المهنية مدرساً لمادة التاريخ واللغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية، وعلى ذلك لا أعتقد اإني مؤهل لوضع أي منهج من مناهج المادتين اللتي درستهما إلا مع تيم من المعلمين والفنيين.. وهذا هو العمل الذي قام به قسم المناهج في المقررات الجديدة التي أعدها. قرار السيد رئيس الوزراء: استجاب السيد رئيس الوزراء للضجة المفتعلة، بصورة أبسط ما يقال عنها أنها سلبية جداً.. إنتصر فيها للهوس الديني وفلول نظام الإنقاذ، على شخصه وحكومته، وعلى حساب د. القراي بالذات، والأساتذة الكرام الذين قاموا بوضع المنهج. والآن فلننظر في قرار السيد رئيس الوزراء، ونناقشه بصورة موضوعية، هل هو في الخط الذي كلفته به الثورة، وجعلته ممثلاً لها، أم هو ضد الثورة، ولمصلحة الإخوان المسلمين ونظامهم البائد. اطلعت على بيان مجلس الوزراء الذي يعلن فيه قرار السيد رئيس المجلس تجميد التعديل في المناهج الجديدة.. تلك المناهج التي أعدها نفر من المعلمين والفنيين التربويين بوزارة التربية والتعليم، وتحت إشراف المركز القومي للمناهج.. اطلعت على البيان عدة مرات لأقف على السبب الذي أورده السيد رئيس مجلس الوزراء لقراره، بكل أسف لم أجد أي شيء واضح عن هذا السبب. وجدت العبارة التي تقول: "ظل رئيس مجلس الوزراء الانتقالي يتابع الجدل الذي اندلع حول قضية مقترحات المناهج الجديدة".. وهذه العبارة تشير إلى أن السبب في إصدار القرار هو الجدل الذي دار حول مقترحات المناهج!! فهل الجدل يقتضي تجميد المناهج؟! وما هو هذا الجدل.. ما تابعه الجميع ليس جدلاً حول المناهج، وإنما هو زعيق وضوضاء قام بها الإخوان المسلمون ومن يحالفهم من السلفيين وفلول النظام البائد.. ولم يكن هنالك أي تعرض للمناهج.. ربما يكونون حتى لم يطلعوا عليها.. وحديثهم لم يكن عن المناهج، وإنما كان فقط عن الجانب الديني بالصورة التي عرضناها.. فهذه النقطة الأساسية من أقوال السيد رئيس مجلس الوزراء غير صحيحة.. أكرر لم يكن هناك جدل حول المناهج الجديدة.. ولم يحدث أي تعرض لهذه المناهج كمناهج.. لم يتم مثلاً تناول منهج الفيزياء أو الرياضيات أو التاريخ أو أية مادة من مواد المناهج، ـ وإنما كان هنالك حديث فقط عن الجانب الديني.. وحتى هذا لم تكن له أية علاقة بالمناهج، وإنما انصب بصورة أساسية على لوحة واحدة وردت في كتاب تاريخ الصف السادس في مرحلة الأساس.. وهذه اللوحة ليست من منهج التاريخ الذي تضمنه الكتاب، وإنما هي وسيلة إيضاح لموضوع الفن في عصر النهضة.. والجدل حولها لم يكن موقفاً من منهج التاريخ في الكتاب المعين، وإنما هو جدل سياسي استهدف السيد مدير المناهج، لغرض سياسي لا علاقة له بالمناهج من حيث هي.. بخلاف الحديث عن هذه اللوحة لم يتم التعرض لأي منهج من المناهج ولا للمناهج في جملتها.. والجدل لا يقوم على التكفير والإساءات للآخرين والتهديد بالقتل والذبح.. هذا لا علاقة له بالمناهج وإنما هو أسلوب ضغط سياسي معروف جداً، ظل الإخوان المسلمون ينتهجونه طوال تاريخهم.. نرجو من السيد رئيس الوزراء أن يكلف مكتبه بالتوضيح للمواطنين الخلاف الذي حدث حول المناهج حتى يتم دحض زعمهم هذا.. إذا صح قولي هذا، وهو قطعاً صحيح فلم يحدث إي جدل حول المناهج، فقرار السيد رئيس الوزراء إنبنى على باطل.. وأين كان رئيس الوزراء طوال هذا الجدل.. كان عليه قبل أن يتفاقم الأمر أن يستدعي السيد وزير التربية، والسيد مدير المناهج، يسألهما عن جلية الأمر أو حتى يستجوبهما إن كان هنالك ما يدعو إلى ذلك.. فالأساس الذي بنى عليه السيد رئيس الوزراء قراره بالتجميد، ليس ضعيفاً وإنما هو غير موجود أساساً.. أكرر الجدل لم يكن حول المناهج، وقد سبق أن بينت هذه النقطة، وبكل أسف السيد رئيس الوزراء أجتمع بمحدثي الفوضى ومثيري الاضطراب من الإخوان المسلمين، والفئات الدينية التي ذكرها، في حين إنه لم يجتمع بوزيره للتربية، ولا مدير المركز القومي للمناهج، وكليهما تابع له.. الوضع غريب جداً، السيد رئيس الوزراء يبني على مواقف جماعات النظام القديم، ويهمل المختصين في حكومته.. ما أريد أن أخلص إليه في هذه النقطة أن المناهج الجديدة لم تثر أي جدل حولها. بعد هذه النقطة لن نجد أي تسبيب لقرار السيد رئيس مجلس الوزراء. هنالك بعض القضايا التي يمكن أن نستنتجها من بيان مكتبه.. فمثلاً ورد في القرار: "تكوين لجنة قومية تضم التربويين والعلماء المتخصصين".. وهذا يعني ضمناً من وضعوا المناهج الجديدة ليسوا من التربويين والعلماء المتخصصين!! فمن أين أتى وزير التربية ومدير المناهج بهؤلاء غير المتخصصين.. وكان من واجب السيد رئيس مجلس الوزراء أن يوقف العمل فوراً طالما أن الوزير ومدير المناهج كونا لجنة من غير المتخصصين والتربويين.. ولكن حسب تصريح السيد وزير التربية، من وضعوا المناهج هم من التربويين المتخصصين، وقد سبق أن أشرنا إلى هذه النقطة.. فالسيد رئيس الوزراء يريد لجنة من العلماء المتخصصين التربويين غير التي اختارها السيد وزير التربية.. وهذا خلاف كان ينبغي أن يسوى منذ البداية، ولا يترك حتى يقود الأمر إلى الجدل المزعوم الذي تحدث عنه بيان مكتب السيد رئيس الوزراء. أما الحديث عن لجنة قومية فحديث لا معنى له.. المناهج في أية بلد من العالم لا تضعها لجان قومية ولا حتى تشارك في وضعها، وإنما يضعها المختصون.. وهؤلاء المختصون هم من يراعون الجوانب القومية.. كذلك قول البيان: "أن الفترة الانتقالية التي يمر بها السودان، هي مرحلة للتوافق حول أسس إعادة البناء والتعمير لسودان يسع الجميع".. هذه عبارة لا معنى لها فهي غير صحيحة.. الفترة الحالية هي فترة تحول من نظام دكتاتوري شمولي نحو نظام ديمقراطي، ولا مجال فيها للتوافق بالصورة التي يتحدث عنها البيان.. التوافق يكون في الفترة التي تضع الدستور الدائم.. فالسيد رئيس الوزراء وحكومته مكلفون من قبل الثورة بعمل محدد يرتبط بالثورة، ومقتضيات التحول الديمقراطي.. وأول ما يتضمنه هذا العمل، تفكيك النظام القديم، وإبعاد كوادره من مختلف المجالات التي تغلغلوا فيها بالصورة التي تعين على التحول الديمقراطي.. ينبغي أن لا يكون من أغراض السيد رئيس الوزراء وحكومته، الامتثال لجماعة النظام القديم، وإعانتهم على تنفيذ أجندتهم.. وهي اجندة، بالضرورة ضد الثورة وضد التحول الديمقراطي.. وهذا ما ظهر بالفعل فيما قاموا به من عمل سياسي متطرف، يكفر الآخرين ويهدد بالقتل والذبح، وهو عمل قطعاً ضد الثورة واتجاهاتها السلمية، وهو فوق ذلك عمل ضد القانون، ومن اوجب واجبات حكومة رئيس الوزراء تطبيق القانون، وحماية شعبها من الفوضى التي يثيرها الهوس الديني، وفلول النظام البائد.. فبدلا من تطبيق القانون على الخارجين عليه، ذهب السيد رئيس الوزراء الى أن يخضع لإرهاب جماعات النظام القديم وينفذ لهم رغبتهم في تعديل المناهج، دون أي نقد موضوعي قدموه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خالد الحاج عبدالمحمود
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست