|
التركي ولا المتروك ونهاية العملاء بقلم :ابراهيم محمد اسحق ابراهيم
|
09:02 PM January, 29 2021 سودانيز اون لاين ابراهيم محمد اسحق-USA مكتبتى رابط مختصر
الجمعة ٣۰ يناير ٢۰٢١ بقلم / ابراهيم محمد اسحق ابراهيم كاتب صحفي وباحث مقيم بالولايات المتحدة الامريكية الناظر للاوضاع في بلدي الحبيب السودان , انه يشهد حروبات واقتتالا مستمرا, منذ ان اخذ في التشكل كدولة قامت علي انقاض ضم مملكتي سنار ودارفور , ظل ياخذ منذ وقتها شكلا من اشكال العداوة بين مكوناته الاجتماعية القائم علي الاصطفاف العرقي الحاد , فمنذ تشكل الدولة السودانية الوليدة , ووراثتها من قبل عملاء المستعمر , الغازي , الا ان السودانيين لم يعتبروا ويتعظوا من دروس التاريخ , وتلك الانقسامات الثنائية اخذت علي المدي البعيد طابعا عدائيا يستغل الخلافات الثقافية او العرقية , لتوليد مزيد من الصراعات , في كل مرحلة , ويحولها الي حروب دامية , تخلف علي المدي البعيد جراحات ومرارات طائفية ومناطقية , تساعد في نشؤ حروبات اخري , ويستمر الاستقطاب وسياسة المحاور والتحالفات من خلال سياسة فرق تسد, ففي عهد الغزو التركي للسودان , تم استعمار السودان طمعا في المال ,, والذي كان هو الذهب وموارد البلاد ,والرجال الذين كان يستعان بهم في الحروبات لمزيد من التوسع واحتلال مزيد من البلاد , وبعد اخضاع البلاد قام بنهب ذهب السودان واخذ الرجال جنودا له وظل المستعمر البريطاني يمارس نفس السياسة , مع تغيير طفيف في وسائله واساليبه فتارة يستخدم السلاح و القسوة لاخضاع السكان الاصليين , بنشر الفساد وال################ة والفوضي , وقهر وازلال الثوار والمقاومين , ومرة اخري يصطفي بين هولاء , اناس يقربهم اليه كعملاء , يستخدم معهم سياسة الترويض , ويجعل منهم معاونين ومساعديين واداريين , الا انه يلعب معهم لعبة قذرة ويعمل علي تخريب عقولهم وتشويه فطرتهم و انسانيتهم , ولا يتكرهم الا وهم قد اصبحوا مغيبي العقول تماما, ومزيفي الهوية والانتماء والولاء, ومسلوبي الارادة , فلا هم من جنس المستعمر حتي يكونوا في مقامه ولا هم بقوا سكان اصليين, يلازمهم الشعور بالانتماء للارض والاحساس بالوطنية . وهولاء لديهم شعور خاوي وسادية مفرطة , نابعة من عقدتهم وشعورهم بالدونية حيال سادتهم واستعلاء تجاه بني جلدتهم , ناشيء من ارتكاب الفظائع والمجازر اثناء حملات الغزو والاسترقاق . التي شاركوا فيها مع المستعنر , فهم شركاء في هذه الجرائم , مما يخلق منهم جنسا ثالثا متضطرب ومنفصل يعاني من صراع وعقدة الدونية امام سيده المستعمر ,والجري ومحاولة ارضائه بكل الطرق حتي لو كان علي حساب نفسه ووطنه واهله , ليتوقع ان يفيض عليه ببعض الفتات والالقاب والنياشين ليتمتع بغرور الاستعلاء امام بني جلدتة فيزدريهم ويقهرهم , وهذا التابع يعاني من الجبن والخوف الذي يجعله لايستطيع مواجهة المستعمر , وقد نشاء من هذا الواقع مصطلح السادة والعبيد , وابناء البحر والغرابة , والعرب والزرقة , والمركز والهامش , واولاد البلد اهل المدينة واولاد الريف اهل الخلاء , وجداد الحلة وجداد الخلاء , فيظل الصراع داخلي مستمرا علي الدوام بين ابناء الوطن الواحد المنقسمين علي انفسهم . بعد حملات الدفترار الانتقامية واحتلال السودان , قام عملاء الاستعمار بممارسات بشعة ,فتم قطع اذان وبعض اطراف الضحايا من النساء والرجال وتعبئتها في جوالات وارسالها , للباشا دليلا علي الانتصار في المعارك , و عدد القتلي وكان ذلك جزاء من قاوم المستعمر , وقد واجه تلك المعاملة كل , من الشايقية واهل دارفور , واهل جبال النوبة وجنوب السودان , حدث ذلك في بداية عهد الاستعمار عندما استمال الاتراك الجعليين لصفه وخدمة اهدافه فنبعت العدواة التاريخية بينهم والشايقية , وبعد استسلام الجعليين وتتفيذهم لاجندة الغازي ,حاول المستعمر التركي ترويض المك نمر , *وفعل معه فيما بعد ما فعله مع الزبير واطلق عليه لقب الباشا , مقابل غزوات الرقيق والمال الذي كان يوفره لسادته ,في الباب العالي* من ذهب ورقيق . قام الزبير باشا بغزو دارفور وقتل السلطان ابراهيم قرض سلطان دارفور , فتم استدعائه الي مصر لمكافئته , الا انه وبعد تنفيذ اهداف الغازي المستعمر , كان جزائه السجن والنفي في جبل طارق , مضي عهد الاتراك وقامت الثورة المهدية وانتصرت واصطف السودانيين علي صعيد واحد , وبعد موت الامام محمد احمد المهدي , استطاع المستعمر ان يخترق صفوف الثورة واستطاع في عهد الخليفة اعادة تقسيم المجتمع لعهد ما قبل الثورة , فكان هنالك الاشراف اولاد البلد , وناس الخليفة الغرابة اولاد الخلا ء , وفي داخل المعسكرين احدث عملاء المستعمر انقساما حاد بين اولاد البلد الوطنيين والغرابة الذين ناصروا المهدي , وحتي داخل الغرابة حدث اصطفاف بين زعماء العشائر الاعراب التابعين للخليفة المسيطرين علي السلاح والمال , وسكان البلاد الاصليين اصحاب الممالك الذين وجدوا انفسهم انهم قد خدعوا وصاروا مجرد عبيد واسري حروبات المهدية لا حول ولا قوة لهم ومنعوا من حمل السلاح والمال , وهذا الواقع دفع الاشراف اولاد البد للاستنصار بالغريب , ضد بني جلدتهم واعادوا استعمار السودان بامل ووعد ان يتصدق عليهم المستعمر . وتم القضاء علي الغرابة بمقتل الخليفة عبدالله التعايشي في موقعة ام دبيكرات ١٨٩٩ م . وعاد الغرابة الي ممالكهم وولائتهم التاريخية , ووجد اهل البلد انهم خضعوا , وانهم اصبحوا ادوات طيعة لخدمة اجندة المستعمر وخدمة رغباته ونزواته . شعر اهل دارفور ولمدة عشرين عاما , بعد سقوط المهدية ,بنفس الشعور وانهم اصابهم فايروس العمالة الذي زرعة المستعمر بين اهل دارفور اثناء فترة المهدية ولم ينتبهوا له , وبنفس القدر ادي بهم فيما بعد الي السقوط في قبضة المستعمر , واصبح السودان كله تحت قبضه المستعمر بفعل عملاء المستعمر . وبعد نهب ثروات السودان واستغلال موارده حتي ١٩۵٦, نال السوان اسغلال مزيف وخلق المستعمر طبقة عميلة وكيله له في البلاد , واعطاهم سر اللعبة , لعبة الاحزاب صنيعة المستعمر وقمسهم الي فريقين , فريق ينادي بالتبعية لمصر وفريق ينادي بان السودان للسودانيين , فانقسم السودانيين علي هذا الاساس , وعلي قمة راس الهرم كان الزعماء السادة من البيتين الحاكمين لهم ولاءات سرية مع المستعمر , واختار منهم بعناية وكلاء لهم وجوه بيضاء ولكنهم يلبسون اقنعة سوداء , كانوا علي الدوام يديرون البلاد, كونهم قادة للجيش وراسمالية غنت عبر استخدام ادوات الدولة , لان جشعها جعلها منفذا لسياسات المستعمر بامتياز , قامت باحتكار السلطة والثروة وقمست البلاد الي مقدمة وموخرة وظلت تتقلب تحت لعبة حكومات العسكر الانقلابية وحكومات الاحزاب الديمقراطية المزيفة , ولم تتقدم البلاد , فقامت ثورة ١٩ ديسمبر وانهار النظام , ولكن ما زال عملاء ووكلاء المستعمر يمسكون باسباب القوة والحكم , المال والامن , فاخرجوا لنا هذه للمسرحية الهزيلة , وخوفا من ان تعود السلطة لسكان السودان , يغازل عبيد الباشا بالامس سادتهم , قائلين لهم نحن ما زلنا قابضين علي السلطة ,واننا استبدلنا ادوات اللعبة , فبدلا من الزبير باشا رحمةوابنة ,اتينا بالفريق برهان , فهيا اسرعوا قبل ان يفلت الامر من يدينا ؟؟ وساعدونا علي تبديل الشعب السوداني باسرع ما يمكن حتي نتغلب علي السكان المحليين . لقد وصل عدد القبائل التي تم استطيانها بعلم حكومة الثورة في شرق السودان من الرشيادةوالبني عامر وارتريا ثلاثة ملايين , اما في وسط وغرب السودان , في جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق , فعدد الذين اتي بهم من مالي والنيجر وتشاد , وبلاد الشام ليحلوا مكان سكان اهل السودان وصل الي اكثر من عشرة ملايين . فصول الموامرة لم تنتهي بعد وما زال الاصطفاف والانقسام قائما. خاتمة :- عندما هاجم القائد جنكيز خان مدينة بخاري عجز عن اقتحامها فكتب لاهل المدينة :- *ان من وقف في صفنا فهو امن , فانشق اهل المدينة الي صفين اثنين , الصف الاول رفض -العرض- والصف الثاني وافق . *فكتب جنكيز خان لمن وافق علي الرضوخ , ان اعنتمونا علي قتال من رفض منكم نولكم امر بلدكم , فنزلوا لامره , ودارت رحي الحرب بين الطرفين . *وفي النهاية انتصر طرف العمالة ولكن الصدمة الكبري ان التتار سحبوا منهم السلاح وامروا بذبحهم . وقال جنكيز خان قولته المشهورة :- لو كان يؤمن جانبهم ما غدروا باخوانهم من اجلنا نحن الغرباء , لا تقتلوا اسودكم فتاكلكم كلاب الاعداء .
|
|

|
|
|
|