انتهينا فى المقال الأول من هذه السلسلة، بمثال من شهود أهل أمريكا عن التدهور الذى يحدث للأقتصاد بصورة اللاعودة كما يرى هؤلاء وارى . ومواصلة للمعلومات التى يوردها شاهدنا الاول ،يأتى من جانبه ببعض تعليقات آخرين على تلك المعلومات المذهلة ، من مثل تعليق الاقتصادى الأول لمجموعة ميتسوبيشى – كريس روبكي – القائل : (لم نر ابدا معلومات اقتصادية مثل هذه فى التاريخ )! وعلق المحاضرالاول فى مدرسة بيل للادارة ، بالقول : (الأقتصاد فى أكبر حفرة وصل اليها ابدا )! وليدلل شاهدنا على صحة تلك التعليقات، يأتينا بالمقارنة التالية : ( فى ابريل 2020فقد 20 مليون أمريكي وظائفهم ، وفى مابعد الحرب العالمية الثانية – أى اثناء الكساد العظيم – فقدنا 1.9 مليون وظيفة ، وفي ركود 2008 فقدنا 533 الف وظيفة ) ويواصل ( فى الحقيقة الآن بلغ معدل البطالة 20%- أى واحد من كل خمسة ) ومن اراء الآخرين يورد شاهدنا بحثا لجامعة اكسفورد ، توصل الى ان الأتمتة - اى حلول الآلة مكان العامل ، وان اثرها خلال الخمس عشر سنة القادمة سيكون كالتالى : وظائف المطاعم 86% وظائف التجزئة 76% وظائف الترفيه 59 % هذا مع ملاحظة ان هذه المجالات من النوع الذى يستدعى عمل البشر أكثر من غيره . ويعلق شاهدنا بأن الكورونا تعجل بهذه الأتجاه ! ولمزيد من المعلومات ، يواصل : انخفض السفر الجوى الدولى بنسبة 90% وسيستمر بفقدان 5-6 بليون دولار خلال 2021 . فقدت المطاعم 225 بليون دولار والفنادق 90 % من معدل دخلها . اغلقت هوليود ولا يعتقد ان صناعة السينما ستستعاد ! بشكل عام انخفض الأقتصاد الأمريكى بنسبة 32.9 % . ويعلق مدير ابحاث أحد مؤسسات التمويل الرئيسة ، قائلا : ( العجوزات الكبيرة ليست هى الشئ الذى يبقى الاقتصاد الأمريكى حيا بالدعم – التريليونى – ولكن هناك ايضا : عدم مقدرة الملايين على سداد ديونهم ، واخلاء المنازل لعدم المقدرة على دفع الايجارات واعلان الافلاس – لذلك العدد الهائل من الشركات – بما يؤدى الى انهيار الأقتصاد .. ويواصل : فى الدمار القادم سنرى الأيدى الممدودة فى كل مكان : الولايات والمدن ، المنتجين والمستهلكين ، البنوك والمقترضين ، المخدمين والعاملين .. ويتساءل : كيف سنغطى كل ذلك ؟ ويجيب : ببساطة ، بطباعة الفلوس من الهواء ! وقد بدأ الأحتياطى الفيدرالى أضافة عشرة ترليون دولار لدعم حياة الأقتصاد . ومن كل هذا يخلص الى النتيجة النهائية ، قائلا : (هذا مانحن عليه الآن ،واذا اوقف الفيدرالى الطباعة اليوم واستقر التضخم على ما هو عليه . لكن هذا لن يحدث . فكما رأينا نحن فى الطريق الى الخراب والدمار ، لأن: الوظائف لن تعود الأعمال لن تعيش الصناعات لن تعود الديون لن تسدد والنتيجة من كل هذا ، بالضرورة ، هى انهيار اقتصادنا وعملتنا وسيصبح مجتمعنا على حافة الأنهيار بسبب ذلك ) ربما يبدو هذا الحديث مبالغ فيه اومتشائما بالزيادة ، غير ان معلومات اخرى سنوردها فى مقالنا القادم عن الأحوال الداخلية ايضا اقتصاديا وسياسيا ، اضافة الى عوامل خارجية تساعد فى دفع هذا الانهيار وحتى عوامل تكنولوجيه قد تساعد الأقتصاد الأمريكى من ناحية ولكنها فى نفس الوقت ، وعلى حد تحليل أحد شهودنا ، ستكون أحد اهم عوامل هدم دور الدولار كعملة عالمية ! كمقدمة لرأى ذلك الشاهد القادم ، الذى هو أحد مؤسي واحدة من اكبر شركات الابحاث الاقتصادية التى استمر عطاؤها طوال ربع القرن الماضى ، اورد هو بنفسه هذا القول لشخص المانى يدعى مارتن نيموللر ، وكان احد الناجين من معسكرات الموت النازية فى العام 1945 ، وذلك ليدلل على ضرورة ان يتحدث الشخص بل ويفعل مايراه صحيحا قبل فوات الأوان . قال مارتن وهو يتحدث عن ماحدث اثناء وجوده فى المعسكر : (جاءوا – يعنى النازيين – يسالون عن الشيوعيين ، فلم اتحدث لاننى لم أكن شيوعيا . ثم جاءوا يسالون عن الكاثوليك ، فلم اتحدث لأننى لم اكن كاثوليكيا . ثم جاءوا يسألون عن اليهود ، فلم اتحدث لأننى لم أكن يهوديا . وأخيرا جاءوا لى .. ولم يكن قد ترك احد ليتحدث عنى ) !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة