انا مواطن عادي في امتار من هذا السودان . بحمد الله انا انسان منتج ولا أنتظر مرتباً من أي جهة من الدولة ، انا منتج لما يكفيني واسرتي من محصول أدخره قوتاً لي لفترة من الوقت، وعندي محصول آخر أنتجه لأبادله بزيت وسُكّر وملابس وعلاج لي ولماشيتي وللماء الذي يستهلك أكثر من %80 من دخلي السنوي... أريد ماءً نقياً لي ولأسرتي ولماشيتي.... أريد علاجاً أذا مرضت ودواءً بسعر مناسب وياحبذا إذا كان مجانياً فتلك أمنتيتي.أريد نقطة شرطة يدها بيضاء وعينها صاحية وقلبها علينا نحن أهل القرية ،تحرسني وتحرس ماشيتي وتحرسنا نحن أهل القرية حتى لا أضطر للاحتفاظ بسكيني ويحتفظ بعض أهل القرية بأسلحتهم...أريد خدمة بيطرية وعلاجاً لماشيتي.... واذا توفّرت لي اضاءة مسائية لمنزلي فتلك سعادتي ليستطيع ابنائي المذاكرة على ضوئها بدلاً من فانوس الجاز الذي أتعب عيونهم ورئاتهم . أريد تعليماً لي ولأبنائي ، مدرسة مؤسسة بها معلمون يفهمون طبيعة أبنائي يعلمونهم على الاخلاق الحسنة والثقة بالنفس والخير والانتاج ومن قبل ذلك حب قريتهم ووطنهم وحب انفسهم بلا انانية وحب الناس. مدرسة بها فصول مناسبة ومقاعد وطاولات وسبورة وطباشير ... ليس في احلامي توفير سبورة الكترونية حديثة موصولة بالانترنت الآن ولكن غداً سيأتي بها أبنائي أو احفادي لهذا المكان ....واريد ارشاداً زراعياً لي حتى أتمكّن من الاستفادة القصوى من زراعة أرضي وارشاداً بيطرياً حتى اتمكن من الاستفادة من ماشيتي ومنتجاتها بالدرجة المطلوبة ...وارشاداً مهنياً لأتمّكن من تحويل منتجات أرضي وماشيتي لمصنوعات تعود علي وعلى أسرتي بالفائدة المادية وتجنبني الدين والسجن احياناً ومد يدي لأحد.أريد تعاوناً يشتري مني منتجاتي ولايبخس قيمتها ،لا أن يشتريها مني التجار بتراب القروش لحاجتي للصرف على مصارف هم يعلمونها جيداً قبلي، يستفيدوا هم وأعضُّ أنا على أصابع الندم ....ابن عمي في القرية لديه بئر وطلمبة ماء ومولّد كهربائي ينتج عشرة اضعاف ما انتجه انا كل عام –أسأل الله أن يبارك له ويزيدني وأن يعطيني- ... حلمي ان يتعلّم أبنائي ويصبحوا الطبيب ومعلمة المدرسة والمرشد الزراعي لأهل قريتي والقرى المجاورة يساعدوني بعد ان أكبر لأحج لبيت الله الحرام انا وأم عيالي فهل ما أريده وما أحلم به مستحيل يامحافظ منطقتي ويا حاكم أقليمي ويا حاكم بلدي. علي أبوزيد 22/1/2021م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة