من سخريات الاقدار أن العالم كله يدعو إلى التباعد الاجتماعي ، وعدم الاختلاط خوفا من انتشار وباء كورونا ، الذي حصد الملايين من جميع انحاء العالم ، وقد قامت الدول بايقاف جميع الانشطة التجارية ، وتقليص النشاط التجاري وحصره في المواد الضرورية والادوية والسلع الهامة فقط ، وقد قامت الدول بقفل المتاجر لكافة السلع والكماليات مهما كانت التضحيات ، وحتى زيارات الاهل واماكن العبادة وغيرها من الانشطة .
لكن حكومتنا التي كان الاحرى بها المحافظة على ارواح البشر قامت بافتتاح معرض الخرطوم الدولي حتى تجمع اعداد كبيرة من البشر للتسوق في المعرض ، ولم يقتصر المعرض على المواد الغذائية والسلع الضرورية ، بل المعرض معظم السلع من المواد البلاستيكية والملابس وغيرها ومن السلع الكمالية، التي لاتغني ولاتسمن من جوع .
يا حمدوك كيف تقوم حكومتكم الرشيدة بهذا التصرف الغريب ، ونحن نشكو من انتشار الكورونا وندعو للحد من هذا الانتشار ، وتسمحون بمثل هذه الفعاليات التي هي السبب الرئيسي في انتشار الجائحة ، وكذلك وزارة الصحة الموقرة تتهاون بهذه الطريقة حتى تضع شعبنا في المحك وهو يواجه الكارثة بدون اي اجراءات قوية ، ومن لم يلتزم بالاجراءات يجب على الشرطة وغيرها من القوات النظامية العمل على منعه من الاضرار بنفسه.
وكافة دول العالم ضحت بالكثير من أجل حماية شعوبها ، بالامس اعلنت اليابان أنها لن تقيم دورة الالعاب الاولمبية التي كلفت الدولة عشرات المليارات، خوفا من انتشار المرض والتضحية بارواح البشر، لكن نحن حكومتنا عسكر ومدنيين ، واضعين يدهم في الماء البارد ، وقالوا اي شخص يتحمل مسؤوليته، والكثير من الناس لايستطيعون معالجة انفسهم والدولة ليس لديها ما تسطيع ان تقدمه للمواطن.
خوفا على حياة شعبنا واهلنا البسطاء الذين لايعرفون مصلحتهم ، يجب اتخاذ كافة الاجراءات التي توفر له الحماية وتمنع الخطر عنه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة