القرار الذي اصدره حمدوك بوقف تعديل المناهج معيب وعجيب! رؤية رئيس الوزراء حول طريقة تصميم المناهج غريبة! هو يعتقد انها تتم بتوافق كل مكونات المجتمع!!! هذا امر عسير لا يمكن عمليا تحقّقه ثم ان الثورة جاءت من اجل التغيير وتغيير المناهج كان من اكثر المطالب التي أكدتها الثورة واوضاع التعليم والمعلمين كانت من اكثر الاسباب التي اخرجت الناس افواجا الي الشوارع والفئات التي استمع اليها حمدوك ترفض التغيير اصلا ثم ان كل هذه الفئات والتجمعات لا يمكن ان تتوافق هل يمكن ان يُرضِي المنهج الطرق الصوفية وفي نفس الوقت يُرضِي انصار السنة؟ مستحيل طبعا! وهناك الحركة الاسلامية كيزان واخوان واخرين وهيئة الانصار ومجمع الختمية ومجمع الفقه الاسلامي والمجمع الصوفي وهيئة كبار العلماء التي تختلف احيانا مع المجمع مثلما حدث في قضية التطبيع وهناك طوائف المسيحيين الكنائس المختلفة الانجيلية والكاثوليكية والاسقفية والارثوذكسية وغيرهم واليساريون؟ شيوعيون وبعثيون وقوميون اليسوا جزء من المجتمع؟ وهم فيهم متطرفون مثل الجماعات الاسلامية ولا ادري لماذا لم يذكر حمدوك النقابات والادارات الاهلية واللجان الشعبية واتحادات الطلاب والجامعات فهم احق من الذين ذكرهم
كل هؤلاء لا يمكن ان يتفقوا علي مجرد جزئية بسيطة فالتقاطعات بينهم كبيرة جدا حتي النظام البائد لم يكن يستشر كل هؤلاء ولذلك هم انفسهم كانوا يعرفون انه ليس من حقهم التدخل في تصميم المناهج ولذلك كانوا يقبلون بكل ما يفعله الكيزان ولم يكن احد منهم ليجرؤ علي التفوه بادني ملاحظة
قرار حمدوك يفتح بابا يأتي بالريح لا يمكن سده فمن المعروف ان المناهج شأن تربوي بحت وهو عمل تخصصي يختار له تربويون مختصون ولكن الان اصبح الامر مختلف فكل من هبّ ودبّ يمكن ان يأتي ويقول انه يمثل جماعة او مذهب اوطائفة او نقابة ويقول ان لهم ملاحظات معينة علي احد الكتب المقررة وانهم يرفضون كذا في صفحة كذا ويطالبون بكذا ان يكون ضمن المنهج فهيئة شؤؤن الانصار انضمت لشلة المتمسكين بالقديم لان مركز المناهج قرر حذف باب المهدية من احد المقررات ولو تم حذف باب اخر لاحتجت جماعة اخري او فرقة مرتبطة به بطريقة ما
ليس كل الاشياء تتم بالتوافق عندما قررت الحكومة رفع الدعم عن الوقود هل توافقت علي ذلك الطرق الصوفية والكنائس والانصار والختمية؟ كم يبلغ عدد كل الذين اثاروا الجدل حول تعديلات المناهج نحن نعلم انهم لا يملكون سندا جماهيريا ولكنهم يملكون ابواق ومنابر وفضائيات مشكلة القادة انهم دائما يستمعون لهؤلاء ولا يعيرون اي اهتمام لصوت الشارع والجماهير
هذا نفس النهج الذي سار عليه قادة الانقاذ ففي اوج ازمة الخبز والصفوف في عهد الكيزان كان المخلوع يتحدث عن ان السودانيين اصبحوا ياكلون الهوت دوق ربما كان البشير فعلا تصله اخبار مغلوطة عبر الذين يحيطون به ويقدمون له صورة مختلفة عن الواقع هذه دائما مشكلة القادة السياسيين فقبوعهم ومكوثهم الطويل في المكاتب يجعلهم بعيدون عن فهم الشعب ولذلك كان اخر ما قاله المخلوع بن علي (انا فهمتكم)! هو يقصد انه الآن فهم الشعب! ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان
حمدوك وقع في فخ الموازنات والترضيات التي اقعدتنا منذ ان استقل السودان كما انه شطح في فهمه لمصطلح (ادارة التنوع) حمدوك لا بد ان يفهم قبل فوات الأوان بصورة او بأخري.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة