خدمة الإنجليز المدنية: مكميك كسار قلم الحاكم العام جوفرى آرشر (٢-٣) بقلم:عبد الله على إبراهيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 04:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2021, 05:06 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خدمة الإنجليز المدنية: مكميك كسار قلم الحاكم العام جوفرى آرشر (٢-٣) بقلم:عبد الله على إبراهيم

    04:06 AM January, 02 2021

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لا تخفي صفوة التعليم الغربي حسرتها على جلاء الاستعمار الإنجليزي عنا. ولها في محاسن الإنجليز بدع وتمحل ونياصة. وأكبرها قولهم إن الإنجليز تركوا فينا خدمة مدنية سمحاء. وإشاعة أن مستعمراً كالإنجليز مما يترك "خدمة مدنية" هراء. وقولنا ب"خدمة مدنية" في عهد الاستعمار مما يعرف في الإنجليزية ب"أوكسمورن oxymoron"، أي العبارة التي تلغي نفسها بنفسها مثل قولنا منذ عقود "الحكومة الصومالية". فلم يرتب الإنجليز إدارتهم لخدمتنا ولا كنا مدنيين في نظره. فإدارة الاستعمار لبلد هي، تعريفاً، لخدمة المتروبول (إنجلترا في حالنا) ويقع لنا منهم السقط. ونحن رعايا لا نهش لاننش. وأحسن من قارب هذه المسألة هو الشيخ بابكر بدري. وصف حكومة الإنجليز مرة ب"الحكومة العاقلة" فقال له إنجليزي لماذا لم تقل "العادلة". قال إن قلت العادلة استدعيت الشريعة الإسلامية ولا عدل عندي بغيرها. وقصد أن العقل مما يأتي من أي أحد أما العدل فلا يأتي إلا من إرادة حرة تقرر مصيرها وفق ما تريد.

    وأريد هنا أن أطعن في مثالية خدمة الإنجليز المدنية التي يحلو لصفوتنا إذاعتها بحادثة في ١٩٢٦ تآمرت فيها سكرتارية الحاكم العام بقيادة هارولد ماكمايكل، السكرتير الإداري، للانقلاب على الحاكم العام جوفري آرشر (١٩٢٥-١٩٢٦) انقلاباً حفل بالدس والخساسة. فلم يبق في الوظيفة سوى عام. ما شَهّدوه. ودخل تآمر مرؤوسيه عليه بمرارة ظل يجترها حتى آخر عمره.

    استعر صراع آرشر وسكرتاريته حول زيارة الحاكم العام للمهدي في أبا عام ١٩٢٦ انزعج لها مرؤوسوه. فكانوا على خلاف منه يرون اعتزال المهدي لنزوعه بناء القواعد لمهدية جديدة. وفي حسابهم أنها سترجح المهدي عند الحكومة على السيد على الميرغني. وكان ماكمايكل من "شيعة" الميرغني. ومنعاً لاستفزاز الختمية بمثل تلك الزيارة للمهدي في ١٤ فبراير طلبوا من آرشر أن يسبق بزيارة الميرغني في 11 منه. ففعل. كما طلبوا منه أن تكون زيارة أبا غير رسمية تقتصر خطبه فيها على دارج الأمور.
    صحب آرشر في زيارته لأبا مستر يودال، مدير كلية غردون، مترجماً وهو من جماعة الانفتاح على المهدي. ولم يصطحب آرشر معه لا مكمايكل ولا ديفز مدير قلم المخابرات. فأرادها كما قال زيارة يتحادث فيها مع المهدي حديث "القلب للقلب" بعد أن سمع من موظفيه. ونقل آرشر للمهدي ما يجب عليه عمل لترضى عنه الحكومة وهو وجوب وقف هجرة أنصاره إلى أبا، وضبط حركة مناديبه الذين يثيرون غضب الإدارة الأهلية في جولاتهم على أنصاره. وخرج آرشر من اللقاء مقتنعاً بأن ما توصل إليه مع المهدي سيرضي سكرتيريه. وأخطأ.
    ولم تأت الزيارة غير رسمية كما أراد لها السكرتيرون. ففيها قلد آرشر المهدي رتبة السير وقلد المهدي سيف الملك جون الأثيوبي لآرشر. وبلغ استخفاف آرشر بالسكرتيرين أنه لم يعرض نص خطابه في أبا عليهم. وهو الخطاب الذي وصف فيه المهدي كصديق. واعتذر لهم عن ذلك بقوله إنه لم يخطه إلا في الباخرة في الطريق إلى أبا لا في زحمة الخرطوم. وانتهز المهدي سانحة الزيارة الرسمية من الحاكم العام لإذاعة علو منزلته عند الإنجليز والكيد للسكرتيرين من هواهم ختمياً.
    وتربصت السكرتارية بالزيارة. فأرسل السكرتير المالي واسي رسالة احتجاج لآرشر بلغته في كوستي وظاهره فيها الآخرون. وقال في الرسالة إن زيارته لأبا أحرجتهم لخروجها عن المجاملة، كفعله مع الميرغني، إلى الرسميات. وانتقد خطبة آرشر في أبا المنشورة في الصحافة. فقال إن من قرأها لا يملك إلا أن يخرج بالانطباع أنها بين ندين لا بين حاكم وتابع. وأرسل واسي صورة من خطابه لآرشر للمندوب السامي في مصر لورد ليود والقائم بأمر السودان عن انجلترا في مصر. ولم يكترث آرشر لرسالة واسي وصرفها كعينة أخرى من تفكيره المتطرف المعتاد. ولم ير آرشر في زيارته الخطر الذي دقت له السكرتارية الأجراس. وكان واثقاً إنه إذا أفسدت الزيارة ما بينه وبين مثل الميرغني فهو كفيل بكسبه في الوقت المناسب.
    وإلى حلقة أخيرة غداً إن شاء الله.
    الكلمة مستفادة من كتاب "السودان الإمبريالي" للمؤرخ مارتن دالي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de