لم يفتح الله علينا في السودان بثروات بترولية كما في دول الخليج العربي ادام الله عليهم نعمه. وهي تفتح لنا ابوابها للعمل بها منذ أمدٍ بعيد وماتزال دون أن يقطّب لهم حاجباً. وهي بهذه الثروة تسعد شعوبها وتدللهم ويعيشون حياةً رغدةً نسأل الله أن يديمها عليهم فهي الحياة التي نتمناها لأنفسنا و نتمناها لكل مواطن سوداني على أرض السودان وليس خارجه . فتح الله علينا بثروات غير تلك التي في الخليج العربي . منّ الله علينا بأرض مسطحة خصبة تنبت في الخريف أعشاب اطول من اعناق الرجال يحسدنا على هذه الارض جيراننا وذوي العيون الزرق،ومياه عذبة من كرمنا نمنح جيرننا منها 6 مليار متر مكعب فقط كل عام دون مقابل (مجاناً يعني ببلاش) وذلك غير التي ينعم بها الله علينا في كل خريف بما يفيض ويجرف مساكننا التي شُيّدت في مواطن الزراعة ومسارات السيول، كما منّ الله علينا بشمسٍ تضيء حياتنا لمدة 16 ساعة في اليوم.كل ذلك منحة الله الى الشعب الفقير . كل هذه النعم بين ايدينا ونحنُ نبحث عن البترول والذهب واليورانيوم والسيليكون وعن دقيق الخبز. كل هذه النعم بين ايدينا ونحن نغترب عن بلدنا لنعمل بوابين ورعاة ،كل هذه النعم بين ايدينا وشبابنا فقراء لايجدون عملاً شريفاً يبدأون به حياتهم فيغامرون بأرواحهم ويستغل حاجتهم الارذلون للحرب في اليمن وليبيا ، كل هذه النعم بين ايدينا ونحن نبوس اقدام امريكا لتأتي وتزرع لنا أرضنا وجروفنا،كل هذه النعم بين ايدينا ونحن نقف في صفوف الخبز لساعات وننظّر في السياسة والادب وكرة القدم.كل هذه النعم والمتخصصين في الزراعة والهندسة الزراعية يفضلون العمل كمعلمين احياء وفيزياء وتاريخ أو أي وظيفة أخرى عدا الزراعة.والأدهى والأمر كل هذه النعم بين ايدينا ووزير الزراعة لانعلم من هو؟ والأمر من ذلك، أحزابنا تتنافس على الوزارات السيادية وليس من بين هذه السيادية وزارة الزراعة ؟ ثالثة الأثافي ان يتم تعيين الوزير من خارج أهل الاختصاص وليس مزارعاً تربالاً اصيلاً بالمرّة؟ ومعظم من يقبع على سدة الوزارة يخصص له ولأهله من الأرض ما يكفيهم لما بعد آخرتهم فهم يعلمون بالضرورة فائدة الوزراة والزراعة. وزارة الزراعة هذه هي أهم وزارة في جمهورية السودان فهي اهم من وزارة المالية ،وأهم من منصب رئيس الوزراء ، بل أهم من منصب رئيس الجمهورية ، فهي كوزارات البترول في دول الخليج العربي. فهل منكم من لم يسمع بأحمد زكي يماني؟او سهيل المزروعي ؟ أو عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؟ أومحمد الفارس؟ او ثامر الغضبان؟ ،فهؤلاء الرجال هم من يسيرون دفّة الاقتصاد في الخليج العربي وفي العالم بأكمله، لأنّهم حراس الثروة الحقيقية في دولهم ،بينما حراس الثروة الحقيقية في وطننا لم يتم تعيينهم وان تمّ فلا نعلم من هو حارس الثروة عندنا . -اعيدوا للدولة ملكيتها على كل الارض في الحدود السودانية بدلاً من ملكيتها بواسطة اشخاص لايزرعونها ولا يتركون الناس لزراعتها فهم جالسون فقط سيزرعونها من هنووووك الى هنووووك بأذقانهم فقط. -قسموا الثروة الحقيقية (الارض الزراعية والمياه العذبة ) بين الناس بالتساوي عبر مشاريع اعاشة زراعية صغيرة (5-10فدان) مروية من النيل مملوكة للشباب. -انشئوا مشاريع اعاشة زراعية مروية من النيل للمغتربين الراغبين (50-100فدان) يمتلكوها بالدولار وتكون اسعارها في متناولهم. -وجهوا الجامعات نحو دراسة الزراعة والهندسة الزراعية والاقتصاد الزراعي والتسويق الزراعي وتكنلوجيا الغذاء والتصنيع الغذائي. -اعيدوا الخدمة الوطنية الالزامية وبعد تدريبها العسكري اللازم وقدرتها على حمل السلاح ،تخدم الوطن بحق-وليس الضباط الكسولين ونساءهم- في حفر ترعة ري واحدة بطول 10 كلم من النيل لكل دفعة ثم توزع لهم الارض المروية لمن يريد زراعتها منهم. -انشئوا الجمعيات التعاونية لتمويل الزراعة وشراء المحاصيل والتسويق والتصنيع الزراعيين. اعيدوا لنا البروفيسور احمد علي قنيف الرجل العالم العفيف على رأس مجلس من الزراعيين الخبراء كهيئة استشارية لوزير الزراعة ليعبر حمدوك ونحنُ من خلفه بأمان . علي أبوزيد 2/1/2021م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة