|
تلك الخواتيم لأهلها أهل الأثقال والأوزان ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تلك الخواتيم لأهلها أهل الأثقال والأوزان ؟؟
ذاك يعزف على أنغام الأحلام المستحيلة طوال الحياة من المهد للحد ،، والآخر يعزف على أنغام الأمنيات الخائبة طوال الحياة ،، وقد علمتنا التجارب أن الخواتيم دائماً لأهلها في نهاية المطاف ،، ومعظم الناس في هذا البلد العجيب يخوضون في أحواض الأوهام طوال الأعمار ،، ورغم ذلك فإن العقلاء من أبناء هذا الوطن يعرفون جيداً بأن العبرة بالأثقال والأوزان وليست بتلك الألسن والأقلام ،، ولأكثر من ستين عاماً نجد هؤلاء البعض من أبناء السودان يمتطون تلك الألسن والأقلام ولا يملكون ذلك التأثير بذلك القدر الفعال عند الجد والمحك ،، فهؤلاء يحرثون في الهواء ،، ويزرعون في الهواء .. ويحصدون في الهواء ،، والعجيب الأعجب أن البعض من هؤلاء ( البلهاء ) يفني العمر بالكامل وهو يجتهد طوال الحياة لتحقيق ذلك المستحيل الذي لا يكون في يوم من الأيام !!.. والمحير في الأمر أنه يفعل ذلك وهو يعرف جيداً بتلك المحصلات والنتائج الخائبة مسبقاً ،، حقيقة تؤكد نوعاً من الجهل والجهالة والغباء المركب المستفحل الكامن في نفوس هؤلاء البعض .. وتلك المجتمعات السودانية منذ استقلال البلاد تعج بأمثال هؤلاء الذين يملكون فقط تلك الألسن والثرثرة ولا يملكون تلك الأفعال كالآخرين ،، وذلك الجدل المرير القاسي يسري على الكثيرين من مكونات المجتمع السوداني ،، فهؤلاء رجال السياسة بالبلاد ،، وهؤلاء رجال الأحزاب السودانية ،، وهؤلاء رموز المعارضة السودانية بأشكالها وألوانها ،، وهؤلاء الرموز الدينية بالبلاد بطوائفهم المتفرقة ,, وهؤلاء أصحاب تلك الأفكار اليسارية أو اليمينية ،، وهؤلاء قادة الفرق المتحاربة والمتقاتلة ،، وهؤلاء أصحاب تلك الأفكار الإلحادية المنحرفة ,, الجميع يجتهد لأكثر من ستين عاماً لفرض واقع يواكب أهوائهم في المجتمعات السودانية ثم يفشلون في ذلك فشلاً أكيداً وكبيراً في نهاية المطاف ،، ولا يحققون مثقال ذرة من تلك الأمنيات التي تجيش في صدورهم في يوم من الأيام ،، بل كالعادة المعهودة يحصدون ذلك الفراغ والهواء في نهاية المطاف ،، أحزاب سودانية عديدة تعرف جيداً مقدار ثقلها ووزنها في المجتمع السوداني منذ الاستقلال ،، وتلك الأحزاب تعرف نفسها جيداً ،، كما أن الشعب السوداني يعرفها جيداً .. فهي تلك الأحزاب التي ولدت متواضعة ،، ونشأت متواضعة ،، ومارست حياتها طوال السنوات بعد الاستقلال متواضعة ،، وتعيش حياتها الحالية متواضعة ,, وسوف تعيش تلك الحياة بذلك القدر من التواضع حتى قيام الساعة ،، ولا جديد لها تحت السماء ،، والمعروف للشعب السوداني أن أعضاء تلك الأحزاب المتواضعة قد اجتهدوا طويلاً لسنوات وسنوات ،، وبذلوا تلك المهارات التنظيمية الفائقة في وقت من الأوقات ،، وقد كافحوا وناضلوا طويلاً في سبيل تكبير تلك الأحزاب ،، وفي سبيل إثراء تلك الأحزاب نحو الأمام ،، ورغم ذلك فإن تلك الأحزاب السودانية المتواضعة لم تجد تلك الأرضيات المرجوة المتاحة المرتاحة في المجتمعات السودانية في يوم من الأيام ،، وبنفس القدر فإن هؤلاء أصحاب تلك الأفكار الدينية المنحرفة الخربة قد اجتهدوا طويلاً لسنوات وسنوات لينشروا تلك الأفكار في المجتمعات السودانية ,, فهي جماعات ذات أفكار منحرفة تعمل في المجتمعات السودانية لما يشارف القرن من الزمان ،، ورغم ذلك فهي تلك الجماعات الممقوتة بالفطرة لدى السواد الأعظم من أفراد المجتمع السوداني ،، وتلك السنوات تلو السنوات قد أثبتت بأن تلك الجماعة بأفكارها تلك المنحرفة مرفوضة جملةً وتفصيلاً من قبل الشعب السوداني .. وقد فشلوا فشلاً كبيراً في بث ونشر تلك الأفكار ( الخربة ) بين العقلاء من أفراد الأمة السودانية ،، وتلك أحوالهم مع مرور الأزمان حيث انفردوا انفراد ( البعير المجرب ) في المجتمع السوداني .. وتلك الحقائق تؤكد في نهاية المطاف بأن العبرة بالأثقال والأوزان وبتلك العقول الواعية وليست بتلك الاجتهادات الغوغائية الفارغة ,, كما أنها ليست بتلك الثرثرة وبتلك الأقلام الواهية .
لقد علمتنا التجارب بأن المحصلات والنهايات دائما وأبداً تكون بأيدي هؤلاء أهل العقول الواعية الذين يمثلون الثقل والأوزان في مكونات المجتمع السوداني ،، وليست في أيدي تلك الجماعات الغوغائية المتوهمة التي تمتطي الألسن والأقلام في الفارغة ،، فهؤلاء مجرد ( طبول فارغة ) توجع الرؤوس بكثرة الضجيج .. وأصحاب تلك الأوزان والأثقال هم الذين يملكون تلك القرارات المصيرية في الأيدي في نهاية المطاف ،، ومنذ استقلال البلاد وتلك الساحات السودانية تعج بتلك الأطراف الهامشية التي تجيد الثرثرة وتلوك الكلام طوال الحياة ولا تجيد غير ذلك ،، وفي مفهوم الشعب السوداني فإن تواجد أو عدم تواجد هؤلاء في الساحات السودانية أمر لا يفرق كثيراً ,, لأن تلك الأطراف لا تملك الآثار والمفعول عند الجد والمحك .. والمصائر والقرارات مصانة في هذه البلاد متى ما كان الأمر في أيدي هؤلاء أصحاب العقول ( أصحاب الأثقال والأوزان ) في البلاد .
(عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 12-28-2020, 09:42 AM)
|
|
 
|
|
|
|