منذ أن قررت السفر للسودان بدأت النصائح الداعية لمنعي بحجة جائحة كوفيد 19 وسط اسئلة خبيثة عن تزامن هذه الزيارة مع ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة واسئلة غريبة أخرى مثل ( أها وبعد دا كيف وجدت السودان ؟!! . بحمد الله وتوفيقه حضرت الى السودان واستمتعت بلقاء الأسرة والأهل ، ولم انقطع كما عودتكم - من على البعد - عن الإسهام قدر استطاعتي في قول الحق دون أن أنتظر جزاءً ولا شكورا خاصة وانني لم اعد مقيدا بعمل او متطلعا اليه . ذاكرة القراء الأعزاء الذين ما زالو يحيطونني بكل الحب والتقدير يعرفون أنني اخذت نصيبي في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة بعد ان عملت باحثا اجتماعيا بمصلحة السجون وراسلت بعض الصحف من بينها عمان العمانية والخليج الاماراتية التي توليت ادارة مكتبها بالخرطوم ، إلى ان تفرغت لكتابة عمودي الصحفي ( كلام الناس ) في استراليا وكندا وامريكا وفي عدد من المواقع الصحفية الالكترونية والقروبات المجتمعية . أعلم أن الصحافة السودانية في أسوأ حالاتها للدرجة التي وصفها بها احد كبار المحررين الان بانهم "أصبحوا يصرفون عليها من جيوبهم" في إشارة إلى ضعف العائد المادي مقابل تكلفة المعيشة التي مازالت ترهق كاهل المواطنيين في ظل إستمرار السياسات الاقتصادية التي تسببت منذ عهد الإنقاذ في كل الازمات الاقتصادية والاختناقات المعيشية . المعضلة الأكبر والأخطر أن بعض الصحف وبعض الاعلاميين في اجهزة الاعلام وبعض وسائط التواصل المجتمعي يمارسون أدوارهم التي خبروها في عهد الانقاذ ويتعمدون إثارة الفتن وتأجيجها وسط مكونات النسيج السوداني . هذا لا يعفي قوى الثورة الحية بسبب اندلاع الخلافات الحزبية وسطها، إضافة لأطماع بعض الموقعين على اتفاق جوبا للسلام الذين يستعجلون الحصول على المناصب والمغانم كما تعودوا من قبل بلا حياء . لذلك لن نمل الكتابة لإضاءة بعض العتمة السياسية التي ما زالت في حاجة لمزيد من التضامن وسط قوى الثورة الحية وتكثيف العمل على أرض الواقع لتحقيق تطلعات المواطنيين في السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة لقفل الطريق أمام أي ردة سياسية مستحيلة ضد الإرادة الشعبية التي وحدت أهل السودان للخروج من نفق الانقاذ المظلم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة