الدين كعنصر ثقافي (١) بقلم:د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2020, 02:44 AM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدين كعنصر ثقافي (١) بقلم:د.أمل الكردفاني

    01:44 AM December, 25 2020

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر





    إنني موجود -حتى اللحظة- في هذا الكون، ضمن كتلة ثقافية. لكن هذه الكتلة ليست الوحيدة في البناء، إن كل كتلة ثقافية تتجزأ إلى كتل أصغر. هناك كتلة ثقافية إنسانية..وداخلها كتل صغيرة، تتوزع متجاورة أفقياً، او تتراص رأسياً.. تتباعد أو تتقارب أو تتنافر ولكنها دائما داخل الكتلة الثقافية الإنسانية. الفرق بين الآيدولوجيا وبين العقل المتجرد، هو أن الآيدولوجيا تحاول إزاحة كل الكتل من فضائها الوجودي المشترك. ولذلك تخسر في النهاية. ولذلك فإن أفضل ما يمكنه تحقيق فهم أقرب إلى الفعالية هو النظر لكل تلك الكتل كعناصر ثقافية.
    فلنلاحظ أن خطأ التنوير، وخطأ مجددي الخطاب الديني، هو أنهم انتقلوا من كتلة آيدولوجية لكتلة آيدولوجية أخرى، وبالتالي كان الفشل نصيبهم الحتمي.
    إنني مثلاً أنظر للدين كعنصر ثقافي (أيا كان ذلك الدين: إسلام، مسيحية، يهودية، بوذية، جينية، هندوسية،..الخ).وهنا تكون الكتلة الثقافية إلى جوار باقي الكتل، كلمسة فرشاة في لوحة عظيمة. يصبح الدين فناً من فنون الحياة. وهناك يمكننا أيضاً أن نفهمه ونطرح عنه رؤيتنا بإيجابية..وليس ذلك باستبعاد الشر استبعاداً مطلقاً، فلا فن بلا شر. بل لا حياة بلا شر. إنما الإيجابية هو قدرتنا على الفهم والتطوير والتكييف.
    يحاول -أي دين- ايجاد إجابات لأسئلة كبرى. وهو ينجح دائماً، حتى عندما تكون إجابته مادية (فالإلحاد نفسه عندما يواجه الدين بإجابات لنفس الأسئلة فإنه يتحول هو أيضا إلى دين).
    تحاول الأديان (المعنوية والمادية) أن تطرح إجابات. وتوصلنا لهذه النتيجة العامة ينبثق عن سياسة أنثروبولوجيا ثقافية Cultural anthropology، أي النظر لل(دين) كعنصر ثقافي، ثم تعميم النتائج. لفهم كيف تشتغل الأديان ومن ثم فهم الإنسان (الصانع) عبر الكل المركَّب.
    في حين -وفق المنهج التقليدي- يشتغل المنظرون الدينيون (مع أو ضد)، من خلال الرؤية الكتلية. مع أننا لو طرحنا الأسئلة الكبرى، واستخدمنا العصف الذهني، فستكون نتائجنا متقاربة تماما مع المنتج التاريخي.
    فلنجري تجربة بسيطة، ولنأت بأطفال في التاسعة أو العاشرة من أعمارهم ولنسألهم سؤالاً واحداً:
    (من أين أتى هذا الكون؟)..فلن تخرج إجاباتهم عن الإجابات المتعددة والمتنوعة التي ترسخت عبر التاريخ كأديان..سيجيب بعضهم أن كائنات فضائية أوجدتنا، وسيجيب آخر بأن ابطالا كرتونيين هم الذين صنعوا العالم. ومهما كان تطورنا البشري، فإنه لا يملك الحرية الكافية للهروب من النمطية.
    إن محاولات الإصلاحيين، كانت عصفاً ذهنيا مشابهاً، فأنتجت كتلاً جديدة تجاورت أو تراصت مع باقي الكتل.
    ▪️تأثيرات النزعة العدوانية:
    لم يحاول التنوير ولا تجديد الخطاب الديني الخروج من النزعة العدوانية كحرب مضادة. هكذا اقتبست العلمانية روح المواجهة الإقصائية من المعتقدات الرئيسية في العالم. وهكذا انحط مستوى اللا دينية من مستوى أبوي إلى مستوى الندية الهمجية. وهذا ما جعل الخطاب نفسه أقل إنتاجاً مما كان بإمكانه أن يكون (ماكرون نموذجا مثالياً).
    دعمت الرأسمالية (البرجوازية) الحضور الديني، رغم أنه منطقياً (وفقا للتطور التكنولوجي) كان يفترض أن يضحى من مخلفات التاريخ، غير أن هذا لو حدث، لأضر بمصالح الطبقة البرجوازية، التي اتبعت طريقين، طريق أيجابي، وهو تعزيز الروحانيات، وطريق سلبي هو تحييدها لتتواءم مع التطورات، بحيث تفقد عنصر المقاومة (أنظر مثلاً:صمويل هنتجتون-الموجة). ما حدث أن فقدها روح المقاومة حولها بالفعل لأفيون للشعوب..(لا يمكن إهمال صحة مقولة ماركس التي يكون بها ملقيا بوزر ذلك التحول على الرأسمالية لا الدين نفسه). كان ذلك الإزعاج في الواقع مصدرا لنزعة عدوانية مضادة من قبل اللا دينيين والعلمانيين، خلافاً لما يُتصور. لأن تحول مقاومة البرجوازية إلى مقاومة التمرد نفسه أضحى معرقلاً للتحرر الحقيقي. ففي بعض الأحيان يكون الإستسلام أكثر عدوانا من الحرب.
    من يقاوم الدينيون اليوم؟ إنهم يقاومون حريتهم، ومن يقاوم اللا دينيون؟ إنهم يقاومون تجردهم وحيدتهم. وهكذا ضربت البرجوازية على طبول الحرب بينهما.
    كان للفلسفة المثالية الدور الأكبر، بعد هزيمة السفسطائيين في القرن الخامس قبل الميلاد. وكان ذلك هو الهدف الحقيقي من نشر الأفلاطونية، وتداعيها الفلسفي، الذي أكمله المتكلمة وحتى هيجل. كان الجميع يخدمون المال عن علم أو جهل ولا يخدمون الحرية. كانت الحرية لتفضي إلى عالم أكثر استقراراً لو نتجت عن توازن القوى في الصراع الإنساني التاريخي داخل سياق طبيعي، لكنها في القرنين العشرين والحادي والعشرين تفرض كآيدولوجيا، ليس هذا فحسب بل كآيدولوجيا عنيفة إمبريالية تقصي كل ما عداها عبر تكريس السلطة الخادمة للأطروحات المثالية التي لا يجوز المساس بها كمقدسات حديثة، مثل الدموقراطية، والنسوية، والإشفاق العقابي، الذي يكسر الرغبة في العدالة مقابل الإحسان. نيتشة وفوكو كانا من كبار المقاومين لما سبق. لكنهما جاء متأخرين جداً. كما أنهما لم يحاولا الهبوط لمستوى الشعوب. كانا صفويين ولذلك لم يتمكنا من خلق مدرستيهما.
    ونحن الآن -بدورنا- لن نتمكن من مواجهة المقدسات الجديدة، فهذه الأخيرة مدعومة دعماً شاملاً بتحالف المال والسلطة. وهذا ما لن يسمح لنا أبداً بالنزول إلى الجماهير.
    (يتبع)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de