حدث هذا قبل عدة سنوات: تفوه احد الموظفين بكلمة لم يفهمها الموظف الآخر ، -"قلت شنو؟" + "الكلام ده ما واضح؟! انت ما بتعرف رطانة؟" - "لا..لا ما بعرف" + "والله؟؟ ما بتعرف ترطن؟" - "آآي ما بعرف!!" +"طيب انت جيت هنا كيف؟؟!!" الموظف غاضبا: - "جابني الله" بعد عدة اشهر طلع كشف تخفيض عمالة في المؤسسة وكان صاحبنا الذي لا يعرف يرطن في اول اللستة!
انهاء خدمة بضع افراد من الاذاعة والتلفزيون اثار ضجة كبيرة في الوسائط كل مرة يطلع واحد يقول: معقول فلان يشيلوه؟ وفلانة؟؟!! بعضهم يبرر استغرابه بان اولئك ليسوا بكيزان وليس لهم علاقة بالكيزان لا من قريب ولا من بعيد
لكن المشكلة ليست فقط في الانتماء الايدولوجي فبعض مؤسسات الخدمة المدنية اصبحت حواكير لأسر معينة ولذلك مهما حدث من الاخطاء والفساد لا يُسأل أحد احيانا يحدث "قضاء وقدر" ان يأتي احد للمؤسسة بكفائته، ولكن مثل هذا لا يعمّر كثيرا في المؤسسة، فالشغل كله سيكون متكولا عليه واقل هفوة او غلطة ستقوم قيامته ولا تقعد ويضطر المسكين الي "التفكفك" من ذلك المكان
احيانا تنفذ المؤسسة بعض التنقلات الصورية وقبلها تجد الموظفين يخمّنون من يُنقل ومن يقعد "فلانة ما ممكن تتنقل .. دي عمها فلان" "علّان طبعا اخوهو المدير ذاتو" "اذن في القسم الفلاني الّا ينقلو فلان" "لكن فلان ده مش قريب فلان" وحينما يتم نقل فلان يـتأكد الجميع انه ما عندو علاقة بي زول احيانا عندما يتم نقل موظف كبير ينكشف ظهر كثير من الموظفين الذين جاءوا من طرفه!! بل ان بعضهم يسعي مباشرة للحاق به حيثما نقل!! واحيانا يكون السبب في ذلك هو الاعمال القذرة التي يعملوها مع بعض.
هذا النهج انتج خلل كبير في المؤسسات نتيجة للمجاملة والمحسوبية فيحدث احيانا تكدس كبير في فرع او قسم بينما يعاني فرع اوقسم اخر من نقص شديد في القوة العاملة والخلل يكون احيانا في التخصصات فممكن ان تجد في قسم ثلاثة او اربعة تخصص نظم معلومات كمبيوتر.. مثلا ولا تجد في القسم مهندس كمبيوتر وتجد في قسم اخر ثلاثة او اربعة مهندسين وشخص واحد متخصص نظم والالعن من ذلك ان الاداريين الذين يأتون بهم ربما حتي لا يفرقون بين هذا التخصص وذاك وهكذا
ولا نريد ان نتحدث عن عدم وجود تنقلات بين الولايات مثلا فهذه اصبحت مرفوضة منذ زمن فقد سمعتم عن تمرد بعض الضباط الاداريين الذين نقلوا خارج الخرطوم فكلهم اتوا بشهادات مرضية تثبت انهم لا يصلحوا للنقل!! بل ان احيانا النقل بين المحليات يكون صعبا
نحن ليس لدينا اي تحفظ ضد عمل المرأة فبعضهن اثبتن كفاءة عالية وتميزن بالذات في ناحية النزاهة ونعتقد انه لولا بعض النساء النزيهات في الادارات العليا للمؤسسات المالية.. لانتهت تلك المؤسسات نهاية مُرّة ولحقت امات طه!! ولكن في بعض المؤسسات وخاصة الوزارات.. تشعر ان استيعاب المرأة كأنه من باب تشغيل المرأة وحسب فبعض مكاتب الوزارات متكدسة بالنساء بصور غير عادية ومع ذلك فالعمل يتم ببطء شديد
اذكر انني ذهبت مرة الي احدي المؤسسات لعمل اجراء فانتظرت قرابة الساعتين لكي يؤخذ مني رسوم الاجراء ثم بعد ذلك ظللت احضر لمدة يومين وانتظر موظفا معينا -رجل والظاهر ان معظم عمل القسم يعتمد علي ذلك الرجل مع ان هناك اربعة مكاتب بها عشرات من الموظفات بعضهن اعلي منه وبعضهن اقل منه ولا تستطيع احداهن ان تمشي عمله وعلمت انه كثيرا ما لا يتواجد في المكتب لانه يقوم بعمل ميداني بالاضافة الي عمله المكتبي!!
مثل هذه النماذج كثيرا جدا لا تعد ولا تحصي ازالة التمكين يجب ان تدخل الي كل تلك المؤسسات ونبغي ان تحدد الحوجة الحقيقية لكل مؤسسة من القوي العاملة علي حسب التخصصات وينبغي ان تجري اختبارات كفاءة لتحدد من يستمر ومن لا يستمر هذا طبعا بعد ان تتم انهاء خدمة المسئولين الكبار الممكنين ايدولوجيا والمسألة لا تختلف كثيرا فدائما معظم الموظفين يأتون عبر اولئك وبعد ذلك لا بد من ترتيبات داخلية ففي بعض المؤسسات لن ينصلح الامر الا بنقل معظم الافراد لان الموظفين يكونوا مراكز قوي ويصبح من الصعب كشف فسادهم.
الخدمة المدنية مدمرة دمار لا يستطيع احد ان يتخيله اذا اردت ان تعرف اكثر انا ادعوك الي كباية شاي علي حسابك اذهب الي اقرب مؤسسة وابحث عن اقرب ست شاي يأتي اليها الموظفون ولا تحتاج ان تتشاغل بجريدة او موبايل وانت تسمع الحكاوي والبلاوي!! فالشعب السوداني شعب صريح ووناس!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة