عمار محمد آدم للإسلاميين: النفس اللوامة بقلم:عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2020, 12:51 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1963

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمار محمد آدم للإسلاميين: النفس اللوامة بقلم:عبد الله علي إبراهيم

    11:51 AM December, 18 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر







    خرج عمار محمد آدم أمس بدعوة للحركة الإسلامية أن تتصالح مع ما يحدق بها من حقائق منذ ثورة ديسمبر. وهي مصالحة تقبل فيها الحركة عن طيب خاطر وزر اثقالها على الوطن لثلاثين عاماً. وفي عمارة زهادة تدنيه من "درويش القرية" الذي يقع له الحق فتحاً. وجاءت دعوة عمار وفريق الإسلاميين الفصيح في الكتابة يغالط حقائقه هذه بعتو شديد: ويقول يمكن أنا الما جيت. ويعزي نفسه بأنه لم يرتكب ما لم يرتكبه غيره كالانقلاب مثلاً. وهذا باب دوار تتفلت به الجماعة الحزبية المعينة من العقاب على وزها الماثل لأنها مسبوقة إليه من الآخرين.
    وما أراه من الإسلاميين من التعذر بخطاياهم لأنهم ليسوا من بدأوا به من "شيم" الأطفال. ويسمونه في علوم تربيتهم ب"بنقل اللوم" (blame shift). من مثل قول الطفل: "لكن عمر ما عملها". وهي خصلة يسهر التربويون على تخليص الطفل منها لأنها مما يورثه السذاجة (أو النيا) التي هي سمة صفوتنا. فإذا أخذ الطفل بترحيل اللوم نهجاً لم يعد يربط بين السبب والنتيجة. ويزيد هذا كذلك من عزة الطفل بالإثم فتضمر فيه قيمة التواضع. وأخطر ما يقع من ترحيل اللوم هو تأبيه من تملك الخطأ الذي ارتكبه. وهذا دأب الإسلاميين منذ قيام الثورة. يرحلون العيب عنهم إلى غيرهم بشعواء غريبة فينفون عن أنفسهم مثقال ذرة من الذنب. وينصح التربويون الأسر بمساءلة الطفل على فعلته الآنية لا بمن بدأ بها (started it). وهذه "الأدبة" ما أراد عمار للإسلاميين الامتثال لها والكف عن ترحيل اللوم عن سنوات حكمهم العجفاء إلى من بدأ بمثلها في الماضي.
    وأوسع أبواب هرب الإسلاميين من وزر النفس هو تعليق كل ما يقع عليهم اليوم على الشيوعيين. حقيرتي في بقيرتي. ووجدت عمار ألمعياً في مفهومه لدور الشيوعيين في محنة الإسلاميين. فاعترف بدورهم وقال إنهم هم من يجرجرونه جرجرة إهانة من اعتقال لمحاكمة لحجز ومصادرة. ولكنه لم يرد لهم مع ذلك أن يصوروا الأمر لأنفسهم كضحايا للشيوعيين. وجاءهم من عقيدة دينهم فقال لهم إن الشيوعيين إنما هم غضب الله عليكم سلطهم عليكم حال من سبقكم:
    الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ.
    ونبه عمار صحبه الإسلاميين مع ذلك إلى أن ترحيلهم اللوم للشيوعيين لن يجديهم فتيلا سوى حجبهم أنفسهم بأنفسهم عن معرفة من أطاح بهم من دولة العقود الثلاثة. فمن أخرجهم من الحكم في قول عمار هم "الوليدات اب مناطلينن ناصلة وخرتايات". وهي عبارة اشتهرت عن صديقنا المرحوم عبد الله بولا. ولن يجدوا سبيلهم إلى بر سياسي جديد ما لم تتفق لهم الفجوة فاغرة الفم بينهم وبين هذه الحقيقة الديمغرافية الاجتماعية. فهي غرس إياديهم وكاتبة نهايتهم.
    وليتصالح الإسلاميون مع حقائق محنتهم جاءهم عمار من دفترهم الديني مرة أخرى. فطلب منه صراحة التوبة النصوح. وجاء بأركانها المعروفة:
    الندم على فعل المعصية
    • الإقلاع عن المعصية فورا ورد الحقوق وطلب المسامحة.
    • العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلا.
    ولم يكتف عمار بتقرير الأركان وحسب. فسألهم البدء بالاعتذار عن سنواتهم الشقية فوقنا. وهي ما وصفتها الحاجة الحجرابية أم شيخ جعفر الصافي ب"الركوب عري". بل طلب من الإسلاميين الإيجابية في مقاربة هذه التوبة. فهو يريد لهم المبادرة في الاعتراف بالجرائر في قوله بتوفير المعلومات عنها للدولة لا ينتظرونها تطرق بابهم. فالتمس منهم رد الحقوق تطوعاً لأن "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به".
    لا أعرف كلمة تمهد لصلح وطني شامل للإسلاميين في ظرفنا الحرج أقوى حجة وصدقاً من كلمة عمار. فالدعوة للتصالح قائمة الآن من بعضنا بغرض الكسب بالصيد في الماء العكر. أو ممن أعيتهم الحيلة في وحشتهم الثورية فطلبوا الغزارة كيفما اتفق. فدعوة عمار هي العدالة الانتقالية بحذافيرها وربما "هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا". فهذا الصلح الوطني المنتظر ليس "إخوان إخوان" ولا يتفق من جهة أخرى مع بعض ممارسات إزالة التمكين التي سبق لي الكتابة عنها. فدعوة عمار للإسلاميين هي للاستظلال ب "النفس اللوامة" وهي العبارة المثلى في الشفافية وأخذ النفس بالشدة. ولن يقع الصلح الوطني والحركة الإسلامية في حالة "أمراض الطفولة اليمينية" (على غرار أمراض الطفولة اليسارية) ترحل اللوم في كل الاتجاهات سوى صوب صدرها.
    ومن أجمل ما قرأت في النفس اللوامة قول أحدهم:
    كلنا نحتاج إلى الدماثة الغريزية الفطرية لتستنقذنا من عاقبة أفكارنا.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de