في المؤتمر الصحفي الأخير أشار السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بأن العلاقات بين دولة السودان وبين دولة أثيوبيا الجارة تزداد تقارباً وتفاهما في الآونة الأخيرة ,, كما أنه قد أفاد بأن الدولتين قد اتفقتا على معالجة قضايا أساسية هامة ،، ومن تلك القضايا العالقة معالجة قضية ترسيم الحدود بين الدولتين ،، ومعنى تحديد وترسيم الحدود بين الدولتين هو الفصل والحكم في تلك المناطق المتنازعة عليها بين الدولتين ،، وذلك بالقدر الذي يحدد ملكية تلك المناطق بموجب المواثيق التاريخية والثوابت والأدلة والبراهين الوثائقية .. ولا يجوز إطلاقاً بأي حال من الأحوال أن يتنازل طرف من الأطراف عن حقوقه التي تؤكدها تلك الثوابت التاريخية والمواثيق الدولية بفرية ( وضع اليد ) أو بفرية ( الاستغلال ) لتلك المناطق لسنوات عديدة ،، والمعروف قانونياً أن التعدي على حقوق الآخرين واستغلالها تحت فرية ( وضع اليد ) في غفلة وضعف وغياب أصحاب تلك المناطق لا يثبت الأحقية والملكية لتلك المناطق المنهوبة ظلماً وجوراً .. ولا يوجد في الأعراف والقوانين الدولية ذلك الزعم الذي يثبت الأحقية بفرية الاستغلال ووضع الأيدي ،، واسترجاع تلك الحقوق الشرعية لأطراف النزاع بالطريقة العادلة المنصفة حيث الثوابت التاريخية دون أية تنازلات من قبيل المجاملات هو الذي يطلبه الشعب السوداني ،، وفي تلك القضية السيادية الهامة لا يريد الشعب السوداني التنازل عن شبر واحد من ممتلكات دولة السودان للآخرين ،، وفي نفس الوقت فإن الشعب السوداني لا يريد ( شبراً وأحداً ) من ممتلكات الآخرين ،، ذلك هو المفهوم السائد في أذهان الشعب السوداني حين يجري الحديث عن ( ترسيم وتحديد الحدود بين الدولتين الشقيقتين ) .
ولكن فجأة بالأمس قد أعلن المسئولون في الجيش السوداني بأن الجيش الأثيوبي قد نصب كميناً للجيش السوداني وقتل عدداً من أفراد الجيش ،، وتلك الحادثة كانت مفاجئة للغاية للشعب السوداني الذي لم يتوقع أن يحدث ذلك الأمر ،، وخاصة بعد تلك الإشارات المرضية والودية التي أوردها السيد رئيس الوزراء في ذلك المؤتمر الصحفي ،، والصورة الحالية بين الدولتين تمثل قمة الضبابية والقتام في مفاهيم الشعب السوداني ،، حيث تقارب وتفاهم وخطوات إيجابية من جهة ،، ثم فجأة ( كمين وحرب وقتل ومواجهات ) من جهة أخرى !!! .. وتلك العلاقة بين الدولتين في هذه الأيام تمثل قمة التناقضات في المفاهيم والخطوات ،، وهي مواقف ومفاهيم غير معروفة للعالم أجمع ,, وبنفس القدر غير معروفة لشعوب الدولتين ،، فالسؤال المحير الذي يدور في الأذهان هو : هل الدولتين على خصام وعداء كما يقول الجيش السوداني أم الدولتين على وفاق واتفاق ووفاق كما يقول السيد رئيس وزراء البلاد ؟؟ .
والبعض يرى أن تلك الخلافات بين مكونات الحكومة الانتقالية المؤقتة قد بدأت تأخذ أدوارها في أرض الواقع ،، وقد تحولت تلك الخلافات بطريقة أو بأخرى لتتدخل في شأن العلاقة بين السودان والدول الأخرى ,, وبنفس القدر بين دولة السودان وبين دولة أثيوبيا ،، والكثير من تلك الملامح تؤكد على ذلك ،، وإذا صدقت تلك التكهنات فإن الكوارث والفواجع المتوقعة خطيرة جداً على دولة السودان ،. حيث تلك الإشارات تؤكد بان الأيادي الخارجية قد بدأت تتلاعب بمصير دولة السودان كيف تشاء ،، والأحداث في الآونة الأخيرة بدأت تجاري وتماثل تلك الأحداث في الكثير من تلك الدول الصديقة ،، والمراقب للأحوال يكتشف أن الأحداث بالسودان بدأت تجري بنفس منوال الأحداث في دولة الصومال واليمن وليبيا وخلافها ،، وعليه فإن الشعب السوداني يرجو من هؤلاء المسئولين الحادبين في البلاد أن يتفادوا مثل تلك المخططات الخارجية الخطيرة ,, وأن يقوا البلاد من تلك الكارثة الخطيرة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة