*نشعر والله بالحزن .. و الأسف .. و السخط .. و الحيرة .. و الأسى كلما رأينا بعض النماذج الناجحة الناضجة المتوجهة وهي تكابد نيران الظلم .. و الجحود .. و الإستفزاز .. و (الفلهمة) الكريهة !!.. *نهر من العطاء .. و الإبداع .. والإدهاش .. و الإشباع .. والتجرد .. و التواضع .. و الإخلاص .. *نهر لا يجف .. ويصر أن ينقل خبراته و (خيراته) و مواهبه المتراكمة .. وأن ينهل الجميع من بحر (صِنعته) المصقولة بكل ماهو رائع و جذاب و معتق و (مسبك) و مفيد !!.. *نهر (يجري) بالعطاء في الأزمنة المتوالية .. وبالوفاء والمثابرة و الصبر على المكاره .. و الصبر على (الكريهين) .. و الصبر على الجحود .. و الصبر على (القرضمة) .. و الصبر على (قلة الأدب) .. و الصبر على الزمن بتاع (يا دنيا ما فيكي إلا أنا) !!.. *عن أي نهر نتحدث؟!.. *بل عن أي (محيط) عظيم نحكي؟!.. *إنه صاحب المقام الرفيع .. والبصمة المتفردة .. و الأخلاق السمحة .. و (الطبع) الهادئ .. الأستاذ الصحفي المخضرم أحمد طه الصديق .. *أحمد طه الذي جمع ثمار سنوات (شطارته) الإعلامية الأولى في بدايات ثمانينات القرن الماضي بصحيفة القوات المسلحة التي كان يرأس تحريرها سعادة اللواء د/محمود محمد قلندر .. *لما كان الجيش (ماشاء الله) !!.. *ولما كانت الدكتوراه (تبارك الله) !!.. *ثم صب رحيق عقله في عشرات الصحف و المجلات و المؤسسات الإعلامية الأخرى مثل صحيفة السوداني .. و مجلة الملتقى ذائعة الصيت .. و صحيفة الشارع السياسي .. ومجلة الأصالة .. و صحيفة الرأي الآخر .. و أيضاً الإنتباهة .. ثم صحيفة الصيحة .. *ثم ما أدراك ما (الصيحة) اللئيمة التي اخترقت أذنه مطالبة إياه بعدم الكتابة في السياسة و الإكتفاء فقط (بشغل) المنوعات !!.. *و هكذا هم (المهجومين) بالمناصب والشهرة .. وهكذا هم الذين نسوا (حوامتهم) في بيوت الجيران من أجل (الصنقرة) لمشاهدة نشرة الأخبار !!.. *معليش يا أستاذ أحمد .. *إنه زمن مستجدي النعمة الذين لا أسف و لا تثريب عليهم ولا يحزنون .. *و الرزق طبعاً ليس بيد أمثالهم .. *ثم الإنتباهة مرة أخرى .. *الإنتباهة التي يسكب فيها الآن عصارة تجربته المعتقة بكل ماهو رائع و (سلس) و دسم و متميز و (مزبط) !!.. *وسعيد الحظ من حلق بين سطور تحليله (المدنكل) المتعلق ب(الأمن) الذي اتحفنا به يوم الأحد الماضي تحت عنوان (ما بين اشواق الثوار وأحلام النظام المباد) !!.. *ويا من لا تحفظون للرجال مقاماتهم السامية .. *ويا من لا تعطون للرجال حق قدرهم .. *الأستاذ القامة أحمد طه الصديق الذي عرفته وزاملته و عاشرته داخل أكثر من مؤسسة صحفية يعتبر أحد الذين يرفعون شعار (العمل أولاً وأخيراً) .. *وأحد مبتدعي مبدأ ترك الحرية للصحفي في إختيار و (تحسين) عمله و بذل كل ماهو متاح في (تخصصه) بلا (تهور) .. وبلا إثارة .. و بعيداً عن الوقوع في المحظور .. (المهنية) و المصلحة العامة كانت - وما زالت - من أهم أولوياته .. وقد انعكس ذلك في العديد من مساهماته الصحفية الثرة .. *خاصة عموده الشهير (على الرصيف) .. *وبالمناسبة : أول صحفي في السودان ذهب بقلمه وكاميرته إلى مناطق الذهب لعمل تحقيق إستقصائي (كارب) هو الأستاذ أحمد طه !!.. *هنا يضيق المجال إذا ما حاولنا ذكر كل ما قدمه الأستاذ للصحافة وللأجيال المتعاقبة من الصحفيين الذين يعملون الآن في العديد من صحف الخرطوم و أيضاً بعض الولايات.. *لم يقصر ولم يترفع و لم (يزهج) ولم (يتغاتت) في تدريبهم .. *لم (يتكبر) في توجيههم .. *لم (يستبد) و لم يتطاول في التعامل معهم .. *لم يبخل عليهم بالنصائح الغالية بالتي هي أحسن .. *الأستاذ أحمد طه الصديق هذا الصحفي (المظلوم) الذي (عاكسه) مجلس الصحافة و المطبوعات طيلة السنوات العشر التي سبقت سقوط النظام الطاغوتي المباد رافضاً له الموافقة على تعيينه مديراً للتحرير - رغماً عن أحقيته في ذلك - !!.. *ورغم ظفر العديد من (المرضي عنهم) بالموافقة على رئاسة التحرير (حتة واحدة) وهم الذين لا يملكون سوى شهادة إكمال الثانوي و شهادة (لا إله إلا الله) !!.. *الأستاذ أحمد الصحفي (الشاااااامل) الذي (تقرضم) عليه رئيس تحرير (مستجد نعمة) .. و فرحان بالشنة و الرنة .. ومنعه من الكتابة في الشأن السياسي !!.. *الأستاذ أحمد طه الصديق الأديب الأريب .. السياسي .. الإجتماعي .. الإقتصادي .. الرياضي .. (العارف شغلو مستريح) !!.. *الأستاذ الذي لا يحب الأضواء و (الشعبطة) و (الحفر) و الضوضاء !!.. *هذا العفيف .. المرهف .. (النضيف) الذي (يساسق) بالمواصلات من منزل متواضع جداً بالإيجار بالكلاكلة شرق إلى مكان عمله بشارع المك نمر رغماً عن كل سنوات عطائه المتواصلة ليل نهار .. *لم يتملق لأية من أنظمة الحكم المختلفة .. *لم ينافق .. *لم (يبتز) .. *لم يتلون .. *لم (يتدهنس) .. *لم يكذب .. *لم (يطبل) .. *لم يزيف .. *لم يستغل قلمه في تصفية الحسابات .. *لم يتربح .. *لم (يتبحبح) !!.. *ولم يحاول يوماً أن (يمثل) لكي يخلق من نفسه بطل أو (حاجة كدا) !!.. *لذلك .. *يستحق أن نقول له : أكثر الله من أمثالك .. *و يا منتقم يا جبار عليك بكل متعنطز و بكل (متفلهم) وبكل متنطع ظلم أستاذنا الوديع أحمد طه الصديق .. *ودمت بخير وعافية أيها الطيب المسكون بكل ما هو جميل .. *و *الله في ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عادل هلال
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست