لا يعرف أحد من هو ذلك الشخص الذي أطلق على فلذات أكبادنا اسم ( الحناكيش ) ،، ثم السؤال المحير هو : ( ما معنى كلمة الحنكوش ؟؟؟ ) ،، والأجيال السودانية القديمة لم تستخدم ذلك المصطلح في الماضي إطلاقاً ,, وبطريقة غير مفهومة فإن أبناء وبنات المغتربين السودانيين في الخارج يطلق عليهم ( الحناكيش ) ،، وتروى الكثير والكثير عن هؤلاء الأبناء والبنات الذين يواجهون تلك المعضلات العديدة حين يعودون لأرض الوطن لهدف من الأهداف ،، وأغلب هؤلاء الأبناء والبنات يولدون في الخارج ويتواجدون في بلاد الغربة لسنوات قبل العودة أو لزيارة السودان لأول مرة في حياتهم ،، وتلك المفارقات العجيبة الطريفة عادة تجرى على هؤلاء الأبناء والبنات حين يواكبون تلك الحياة لأول مرة في دولة السودان ،، وأغلب الناس في السودان يجهلون بأن هؤلاء الأبناء والبنات ( الحناكيش ) حين يعودون للسودان لأول مرة يواجهون أشد ألوان المعاناة في مواجهة الحياة !! .. وتلك التجربة بالنسبة لهؤلاء الأبناء والبنات تعد من أفزع وأهلك وأظلم التجارب في مشوار حياتهم ،، وبالنسبة لهؤلاء ( الحناكيش ) فإن الأوضاع والأحوال معكوسة ومقلوبة بدولة السودان في كافة مجالات الحياة ،، ومنذ اللحظات الأولى يحس هؤلاء الأبناء والبنات بأنهم يواكبون ظروفاُ حياتية قاسية مهولة غير مألوفة إطلاقاً في تجارب حياتهم ،، وعادة هؤلاء ( الحناكيش ) يبكون سراً وجهراً ورغم ذلك لا يجدون الخلاص والراحة إلا بعد العودة لبلاد الغربة .
من تلك المواقف الطريفة أن البعض من هؤلاء الصغار حين يعود للسودان لأول مرة يدخل في إشكالية استخدام تلك الحمامات البلدية ( wc ) !! ،، وخاصة في تلك المنازل التي لا تستخدم الحمامات الإفرنجية ،، فنجد هؤلاء الصغار يبكون حين يعجزون عن استخدام تلك الحمامات البلدية ،، ومن الطرائف أيضاً في الماضي في أيام النظام البائد أن الضرورة كانت تقتضي بأن يلتحق الابن ( الحنكوش ) بالتجنيد الإجباري قبل الالتحاق بالجامعات السودانية ،، وهؤلاء الحناكيش المساكين كانوا يدخلون في تجارب عسكرية صارمة لم يألفوها من قبل إطلاقاً ،، وكانوا يواجهون أشد ألوان المعاملات الخشنة في حياتهم لأول مرة ،، حيث تلك التعاليم العسكرية الصارمة ,, وهؤلاء الأبرياء حين يعودون للسكنات العسكرية كانوا يبكون أشد البكاء من تلك التعليمات والتدريبات العسكرية العنيفة ،، ويلعنون ذلك اليوم الذي فكروا فيه العودة للسودان ،، ولكن مع مرور الأزمان كانوا يتعودون على تلك الظروف العسكرية القاسية الجافية ،، ومن الطرائف أيضاً حكاية تلك الابنة ( السودانية الدنمركية ) والتي قدمت للسودان لأول مرة ،، حيث في يوم من الأيام تواجدت تلك الابنة في السوق الشعبي بأم درمان في طريقها إلى منزل أهلها بالثورة ،، وأثناء انتظارها للحافلة تقدم إليها شخص من هؤلاء المحتالين الذين تضج بهم الأسواق الشعبية بالسودان عادةً وأشتكى إليها من سوء الأحوال وأكد لها بأنه لم يأكل منذ يومين ،، كما أكد لها بأنه لا يملك أجرة الحافلة ليعود لبيته ،، وحينها بمنتهى البراءة قد صدقت تلك ( الحنكوشة ) ثم أخرجت مبلغ فئة ( 500 جنيه سوداني ) ثم قالت لذلك المحتال : ( أنا لا أحمل معي إلا هذا المبلغ فئة 500 جنيه ،، ولا أملك الفكة ، فالمرجو أن تذهب بهذه الفئة وفكها ،، ثم خذ ذلك القدر الذي يكفيك من المبلغ ثم عد لي بالباقي حتى أدفع أجرة الحافلة حتى أصل لدار أهلي !) ،، فأخذ المحتال ذلك المبلغ ثم اختفى عن الأعين ،، بينما أن تلك الابنة ( الحنكوشة ) وقفت بعد ذلك لساعات وساعات وهي تنتظر وتتوقع أن يعود إليها المحتال بالباقي !! .. فيا عجباً ويا عجباً من براءة هؤلاء ( الحناكيش ) !! .. فهم كالعادة بمنتهى الصدق والطيبة يتعاملون مع الآخرين ،، ويجهلون كلياً بأنهم في أرض السودان حيث أرض الغش والغدر ,, وحيث محنة الصدق والأمانة المفقودة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة