بداية نهنئي الشعب السوداني في داخل البلاد وخارجها، لهذا القرار الذي أصبح ساريا منذ اليوم الإثنين ٢٠٢٠/١٢/١٤. كما نتوجه بالتحية لكل من شارك في الثورة السودانية التي خلصتنا من نظام الإنقاذ البغيض. وتحية خاصة للشهداء الأبرار وأسرهم الصابرة، الذين هم عنوان النصر العظيم الذي حققه الشعب السوداني، بعد ثلاثين عاما من حكم القهر والظلم والفساد والإستبداد السياسي. هذا القرار لم يك ممكنا لولا التضحيات الجسام التي قدمها أبناء وبنات شعبنا الجسور، منذ مجيء نظام الكيزان الملاعين في ١٩٨٩. هذا القرار، يعني عودة السودان للمجتمع الدولي، لكن هذه العودة ينبغي أن لا تعني مجرد قرار يصدر في واشنطن، وإنما عودة للحكمة والعقلانية والموضوعية، وتغليب مصلحة الوطن العليا على غيرها من أجندة ضيقة. وأنا هنا أعني العسكر الطغاة، الذين عليهم أن يفهموا ويتعلموا من تضحيات شعبنا، وبالتالي يفكوا عن سلوك التوحش والتنمر، وإنتهاك حقوق الإنسان، وجرائم الفساد والسطو على المال العام بلا وجه حق. ويركزوا على المصلحة الوطنية العليا، بما يحقق تطلعات شعبنا في العيش الكريم، الذي لن يتحقق إلا في ظل حكومة مدنية ديمقراطية حقيقية منتخبة تعكس إرادة الشعب السوداني، الطيب المتسامح. ما يعانيه الشعب من شظف العيش في حياته اليومية، ليس سببه قلة الموارد، وإنما سببه التغول والتنمر، الذي مارسه العسكر منذ أزمان بعيدة ..! منذ بدايات إستقلال بلادنا التي وقعت في قبضة العسكر، وسار خلفهم الخونة والعملاء والمرتزقة تجار السياسة وأمراء الحرب. السودان ليس بلدا فقيرا، بل فيه كل مقومات الحياة الحرة الكريمة، فقط الذي ينقصه، هو قيادة وطنية نزيهة تحترم إرادة شعبها. هذا القرار هو بمثابة هدية للثورة وشهدائها الأبرار، كما هو هدية من الثورة للمجتمع الدولي، فهيا ننهض جميعا من أجل مستقبل مشرق لشعبنا وأمتنا والإنسانية. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة