لا يطلب الشعب أكثر من تلك الحياة العادية كشعوب العالم !!
مطالب الشعب السوداني ليست بتلك البدعة المخالفة لشعوب الأرض ،، شعب يريد فقط تلك الحياة الميسرة المتاحة الغير مقرونة بالأوجاع والدموع ،، شعب لا يطالب بذلك المستحيل في بلد يملك تلك المقدرات الزراعية والإنتاجية والحيوانية ،، ولكن مع الأسف الشديد ومنذ استقلال البلاد فإن الحياة في دولة السودان العجيبة لا تتاح ولا تكون إلا لفرق ونخب من المتسلطين والمحتكرين من أبناء السودان دون غيرهم ،، وهي تلك النخب والفرق والجماعات التي تتنعم بخيرات البلاد والسواد الأعظم يكابد تلك الويلات والأوجاع ،، وتلك الرفاهية في هذه الدولة العجيبة لا تتوفر إلا لهؤلاء المتسلقين والمحتكرين للأوضاع بفرية الأنانية المفرطة ،، أنانية مفرطة تهضم وتحتكر حقوق السواد الأعظم من أبناء الشعب السوداني لأكثر من ستين عاماً دون وجه حق ،، نخب تنفرد لتتنعم بخيرات ومقدرات البلاد بينما أن الغلابة من أبناء السودان يعيشون في أتون الجحيم طوال السنوات تلو السنوات بعد الاستقلال ،، وتلك الأوجاع للشعب السوداني قد بلغت الذروة في كنف ومعية نظام الإنقاذ البائد ،، ذلك النظام الذي أهلك الحرث والنسل بكل القياسات ،، وفتح أبواب الفساد والمفاسد بطريقة غير مسبوقة في كافة مجالات الحياة ،، وقد ازدادت الأعباء على كاهل المواطن السوداني وتضاعفت تلك الفروض المالية براً وبحراً وجواً في كل مجالات الحياة ،، حيث تفاقمت تلك الجبايات التي تنتزع من المواطنين قسراً وجبراً ،، وحيث تزايدت تلك الضرائب والعوائد والزكاة والرسوم العشوائية المبالغة التي لا تطاق ولا تعقل ً ،، وحيث فرضت تلك المسميات العديدة المخترعة لرسوم في مقابل خدمات وهمية لا تتوفر عند الضرورة واللزوم ،، والمصيبة الكبرى أن تلك الأعباء كانت تتزايد على كاهل الشعب السوداني في الوقت الذي فيه كانت تلك الخدمات في البلاد ومستلزمات ( البنية التحتية ) تتراجع وتضمحل حتى أصبحت صفراً في وقت من الأوقات !! ., فقد أصحبت تلك الخدمات التي يستحقها المواطن السوداني معدومة كلياً في السنوات الأخيرة ،، وذلك ( التعليم ) قد أصبح جدلاً مستحيلاً في هذه الدولة مع مرور السنوات ،، ومستلزمات ( الصحة والعلاج ) قد أصبحت جدلاً مستحيلاً في هذه البلاد مع مرور السنوات ،، ومتطلبات ( القوت الضروري للحياة ) قد أصبحت جدلاً مستحيلاً في هذه الدولة مع مرور السنوات ،، وذلك ( الأمن والأمان والسلامة ) قد أصبح جدلاً مستحيلاً في هذه الدولة مع مرور السنوات ،، فتلك الأحوال المزرية هي التي سادت بدولة السودان منذ لحظة الاستقلال وحتى نهاية عهد الإنقاذ البائد الراحل .
ولكن حين يجري الحديث عن أحوال السودان بعد الانتفاضة الأخيرة فإن الأوضاع في البلاد قد تراجعت وتهالكت إلى الأسوأ ثم الأسوأ بسرعة الصاروخ في ظلال حكومة السيد عبد الله المؤقتة ،، واليوم فإن الشعب السوداني يعيش أهلك وأسود الأيام الكالحة التي تمر بها البلاد ،، حيث ذلك الانفلات والفوضى في كافة مظاهر الحياة ،، وحيث ذلك التردي والتراجع في كافة مجالات الخدمات ،، وحيث ذلك الارتفاع الجنوني الغير مسبوق في أسعار السلع الضرورية وغير الضرورية ،، وحيث ذلك الارتفاع الجنوني في أسعار الخدمات العامة والخاصة ،، والمقارنة بين تلك الأسعار في الماضي القريب وبين تلك الأسعار في هذه الأيام بمعية تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة تؤكد الفارق بين السماء والأرض ،، فتلك السلع التي كانت تباع قبل سنوات قليلة بدولة السودان بمبلغ ( 1 جنيه سوداني ) تباع اليوم في ظلال حكومة السيد عبد الله حمدوك المؤقتة بمبلغ ( ألف جنيه سوداني ) ،، أي ما يعادل مبلغ ( مليون جنيه سوداني ) في عرف الشعب السوداني ،، وتلك الخدمات التي كانت تقدم بمبلغ ( 1 جنيه ) حتى وقت قريب تقدم في هذه الأيام بمبلغ ( ألف جنيه سوداني ) في هذه الأيام ،، وأجرة المواصلات التي كانت بمبلغ ( 1 جنيه سوداني ) في نهايات عهد الإنقاذ البائد قد أصبحت في هذه الأيام بمبلغ ( 50 جنيه سوداني ) في أقصر الخطوط داخل العاصمة السودانية ،، وفي هذه الأيام فإن معظم الناس يعجزون كلياً عن الذهاب والإياب عن طريق المواصلات العامة ناهيكم عن طريق المواصلات الخاصة ،، فالخروج من المنازل ثم العودة إليها عبر المواصلات العامة قد أصبح يمثل تلك المشكلة والمعضلة الكبرى لمعظم أفراد الشعب السوداني ،، وبالمختصر المفيد فإن الأحوال بمعية حكومة السيد عبد الله حمدوك قد بلغت حداً مستحيلاً بكل القياسات والمعايير ،، وقد أصبحت مواكبة الحياة أمراً لا يطاق إطلاقاً في ظلال تلك الحكومة ،، وهي تلك الحكومة التي لم تتخذ خطوة واحدة صارمة تؤكد أنها حكومة تجاري طموحات الشعب السوداني !!. وتلك هي الحقيقة القاسية المريرة سواءً رضينا أن أبينا ذلك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة