الم فظيع جدا جدا مجرد تذكره يجعل بدني يقشعر، الالم ناتج من تحرك لحصاة من الكلية الي الحالب، يوصف الالم بانه افظع الآلام وانه افظع حتي من الام الطلق في الولادة هذا الالم ينتابني كل سنتين ثلاثة لا اعاده الله ذات مرة مشت الامور علي ما يرام عندما اسعفت الي المستشفي اعطوني مسكن ولما لم يسكن الالم اعطوني نوع اخر من المسكنات ثم اخر في المرة الرابعة قال الطبيب ان هذا اخر خيار عندهم ولكن لم تمض دقيقتان او ثلاث حتي تلاشي الالم كليا عندها تذكرت عبارة في اللغة العربية: "كأنما نشط من عقال" حمدت الله الذي الهم البشرية ان تهتدي لمثل ذلك المسكن العجيب، استفسرت الطبيب عن اسم ذلك الدواء وشكرته،
***
بعد اربع سنوات اسعفت الي المستشفي لاني عانيت من نفس الألم كان ذاك في منتصف عام 2018 قلت لهم بكل حسن نية اعطوني مسكن "ترامادول" فاذا بالطبيب والممرضين "ينطّرون اعينهم" وينظرون لبعضهم البعض قال احدهم سنعطيك مسكن آخر يريحك من الألم ولكنه لم يوقف الألم قلت لهم "ترامادول ما موجود؟" قال لي احدهم: موجود ولكن يحتاج الي اجراءات اخرها توقيع المدير الطبي، لكنهم لم يعطوني الدواء، ربما لم يكن موجودا، وهذا يعني انهم كانوا يغشونني مثل الاطفال جربوا معي كل انواع المسكنات.. هايوسين ،بسدين، مورفين، نوبين، اولفين شئ بالعضل وشئ بالوريد انخفض الالم قليلا ولكنه لم يتوقف كنت اساعد نفسي بان اغير موضعي باستمرار فتارة اقف وتارة اجلس مرة ارقد علي البطن ومرة علي الظهر قالوا انه يمكن ان يعطوني حقنة اخري طبعا لو قيل لك في تلك اللحظات يعطوك حقنة مميتة ربما قبلت ولكنك تتحسب لمن يرافقك من الاهل احسست بان ضربات قلبي بدأت تزداد بسرعة هذا من تأثير الحقن المسكنة قلت افضل ان اتحمل الالم، بدل ان ادخل في مشاكل اخري هي في النهاية نوبة وتعدي.. ولكن مدتها طويلة نسبيا
***
عندما قابلت الاخصائي بعد عدة ساعات تفاجأت عندما قال لي: انت الذي كنت تطلب الترامادول؟ قلت نعم قال لي: لو سمعوك ناس الأمن كانوا أخدوك قلت له لماذا اليس هو دواء "طبي" يوصف بروشتة؟ ثم انني لم اكن لاعرف بامره لولا انهم اعطوني اياه في المرة السابقة! "صنقع" الطبيب ثم "دنقر": نعم ولكنه اصبح يصرف في اماكن وحالات معينة، اصابتني عندئذ خيبة امل كبيرة ووددت لو اني كنت في مكان اخر خارج السودان، اذن كنت انعم باكتشافات البشرية في مكافحة الالم!
ازداد ايماني بالغباء الفظيع الذي نحن فيه !!! فبدل ان يقف الاطباء ضد تغول الامن وتدخلهم فيما لا يعنيهم.. صاروا هم انفسهم يؤدون ادوارهم يريدني الطبيب ان اتحمل الالم ولا اذكر مجرد اسم الدواء الذي يعالجني، قرأت كثيرا عن الترامادول وعرفت انه مثل انواع المخدرات التي تستعمل في العمليات الجراحية وغيرها وانه يمكن ان يدمنه الشخص لو تعاطاه باستمرار ولكن لا اظن ان شخص يدمنه اذا تعاطاه مرة كل ثلاث او اربع سنوات!!! بعد ذلك لم استغرب حينما سمعت انهم منعوا بعض اشربة الكحة.. لمجرد انها تسبب النعاس!!! كيف لا يفرق الاطباء بين العقاقير كعلاجات للالام وكمخدرات للادمان؟؟؟!!! لم تمض اشهر حتي سمعنا عن عطبرة وطلابها والشروق والمروق!! اتمني ان يكون ذلك "النظام" قد تغير بالفعل !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة