*فوجئ (بلة) في أحد الأيام بكافتيريا جديدة تفتح مباشرة أمام مطعمه المتواضع وقد علق صاحبها يافطة ضخمة مكتوب عليها باللون الأخضر : (كافتيريا التطبيع) بالأسعار المخفضة نبيع .. و صورة كبيرة (بالجنبة) لشوال دقيق إسرائيلي !!.. *شعر بلة بالقلق الشديد .. و اهتم بتقصي (هوية) صاحب الكافتيريا الجديدة الذي سينافسه في العمل فوجد انه شخص (مستهبل ساي) !!.. *لذلك توجس منه خيفة .. وتحققت ظنونه بسرعة عندما بدأ الزبائن يتحولون منه و يتكاثرون داخل الكافتيريا الجديدة بينما هو قاعد على الحديدة !!.. *ازداد بلة توتراً .. فأراد أن يلفت إليه الأنظار بأية طريقة كانت !!.. *هداه تفكيره إلى (خطة) نفذها في اليوم التالي حيث استيقظ الناس على بلة وقد علق يافطة (مدنكلة) مكتوب عليها (وقد حدث ما حدث) نكاية في صاحب الكافتيريا المنافسة !!.. *ثم انتظر رد الفعل الذي أتى بسرعة أكبر مما يتخيل !!.. *لقد انتشر الخبر .. وعم القرى و الحضر .. وتناقله البعض كنكتة .. وبدأ الناس و أجهزة الإعلام المحلية و الدولية في الإزدحام داخل و حول المكان !!.. *وصار بلة وكافتيريا (وقد حدث ما حدث) حديث أهل المدينة و مختلف الصحف و القنوات الشهيرة التي احتفت بالرجل (الفلتة) بلة و خصوصاً إعلام (الثوار) و قادتهم الذين دقوا (الكيتة) !!.. *وبسبب كثرة الزبائن .. و أباطرة (الشمارات) .. و جهابذة القوالات .. و اللخمة ..و تلفيق الحكايات .. و........ و......... *اضطر لوضع كمية هائلة من الكراسي و الترابيز خارج الكافتيريا .. *لكن فرحة بلة بالنجاح لم تدم طويلاً .. *و هيهات هيهات في السودان لا جن ولا سحرة بقادرين على أن يحفظوا (فرحة) !!.. *فالمسكين أصبح محاطاً ب(شواكيش) الأسئلة التي تدق على رأسه من كل جانب !!.. *والكل يريد أن يعرف منه كيف حدث ما حدث؟!.. *وماهي (أسرار) ما حدث؟!.. *ومن هم الذين شاركوا في الذي حدث؟!.. *وما هي تفاصيل ما حدث؟!... *وكيف عرف ما حدث؟!.. *ولماذا (يسكت) على ما حدث؟!.. *و.......... و......... و.........؟!.. *فأصيب بلة بالطمام و الإعياء التام .. *واقترب من الموت الزؤام !!.. *وفي ذات يوم كثيف (الباعوض) .. (قاطع) الكهرباء .. (مولع) بالقمر .. بات بلة مرهقاً و (شخر) !!.. *ثم حلم بالحل (المعتبر) !!.. *فاستيقظ فرحاً وهو يهتف : عاد الهدوء المنتظر .. عاااااااااد !!.. *وجرى مسرعاً إلى الشارع كأنه جلمود صخر حطه السيل من عل بلا فرملة قطر !!.. *ثم بجانب (شعيب) الخطاط صنقر !!.. *ثم استيقظ الناس و (الحكومة) على بلة وقد استبدل اليافطة بواحدة أخرى مكتوب عليها بخط مكعوج : *(كافتيريا الشعب الفضل) !!.. *لم يرتاح بلة من سؤال (البشر) عن معنى عبارة الشعب الفضل !!.. *وكاد من كثرة الأسئلة أن (يطرشق) بالزعل !!.. *فلزم بيته .. و صام عن الكلام حين من الدهر .. *وانتشرت الشائعات بإصابته بجنون الكورونا المستعر !!.. *وفي اليوم (السابع) خرج خلسة مثل (الكديسة) !!.. *و سار مترنحاً كأنه شافط (مريسة) !!.. *وهرعت الحشود إلى الكافتيريا ليعرفوا ماذا سيكتب على اليافطة (الكبيسة) !!.. *فوجدوا (صاجة) ضخمة كالح لونها مكتوب عليها : (شكيناكم لرب العالمين) !!.. *وجلس أمام الباب و هو يهذي قائلاً : *شكيناكم لرب العالمين يا قتلة يا سفاحين يا مجرمين .. *شكيناكم لرب العالمين يا (حرامية) يا مخربين يا مفترين !!.. *و شكيناكم لرب العالمين يا بتاعين الشركة التابعة للقوات النظامية اللي بتصدر كيلو اللحم لمصر ب (5) جنيه و بتضيع على السودان الدولارات بالملاييييين !!.. *شكيناكم لرب العالمين يا مخربين يا سفلة يا (عصبجية) يا (مصاصين) !!.. *و *الله في ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عادل هلال
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست