وطني العملاق قد وقع على الأرض يتبادل الأنفاس .. وتجمع من حوله ذئاب الغدر لتنهش بالأنياب .. والشعب قد وهن وتعب وهو يطارد تلك الذئاب .. تتزايد أنياب الأعداء يوماً بعد يوم ،، وتتناقص مقدرات الشعب عن الدفاع يوماً بعد يوم !.. وتلوح في الآفاق ذلك الاستسلام لشدة اليأس ،، كحال تلك البقرة الأم التي تشاهد الضباع تنهش صغارها ثم لا تملك الحيلة !!.. يقف الشعب بعيداً وهو يشاهد تلك الأنياب تنهش الوطن بشدة في هذه الأيام .. وحين يسأل الشعب السوداني عن تلك الوقفة السالبة الموجعة يجيب بالقول : أن المروءة والعافية قد وهنت ليست على ما يرام .. وتلك العزيمة والشدة والقوة ليست كسابق العهود .. كيف تريدون من شعب جائع منهار يقف في الصفوف والهجير طوال النهار أن يقاوم ويقاتل في كل الجبهات ؟؟ .. شعب قد ضحى وقدم من أجل الوطن العزيز تلك الأرواح الطاهرة من الأبناء الشهداء .. ثم خرج خاسراً في نهاية المطاف ليكابد ويقف في تلك الصفوف الطويلة !! .. والمشهد العام لدولة السودان في هذه الأيام تبكي وتبكي وتبكي .. انهيارات في كافة مجالات الحياة .. وتراجع في كافة الأنشطة بالبلاد .. وقلة مهارة لدى هؤلاء المسئولين في القمة والقيادة .. ثم مناوشات وسجالات في الفارغة .. يقال الحزب الفلاني قد خرج من التجمع الفلاني ولم يعد ،، والحزب الفلاني قد قاطع التجمع الفلاني !.. والشعب السوداني يرد على تلك الأحزاب السودانية بالجملة .. ويقول : ( يا ليت كافة الأحزاب السودانية تغادر الساحات السياسية وتعتزل السياسة نهائياً ! ) .. فتلك هي الأمنية الأولى التي يتمناها الشعب السوداني .. وما تلك الأوجاع والويلات التي يكابدها الوطن السودان منذ لحظة الاستقلال إلا بكيد تلك الأحزاب السودانية .. فالتجارب الماضية قد أثبتت أن تلك الأحزاب السودانية لا يوجد بينها حزب واحد يمكن أن يتقدم بالبلاد نحو الأمام .. فهي تلك الأحزاب السودانية ( الخربة) المهلكة التي أصبحت ممقوتة بالفطرة لدى الشعب السوداني .. لا أحزاب وطنية ،، ولا أحزاب طائفية ،، ولا أحزاب يسارية ،، ولا أحزاب يمينية ،، ولا أحزاب بعثية ،، ولا أحزاب اشتراكية .. فكل تلك المسميات تستحق الإحراق بالنار ،، كما تستحق الشطب من حياة الأمة السودانية !.
الساحات السودانية في هذه الأيام مستباحة العرض والشرف في غياب الشرفاء من أبناء السودان .. حيث في الداخل تلك القيادة والرئاسة بأيدي هؤلاء الأقزام من أبناء السودان .. وحيث في الخارج تلك المصائب التي تتكالب على دولة السودان ،، وتلك الإغراءات التي تجلب السفهاء من كافة أرجاء العالم !.. نتانة منبعها ومصدرها هؤلاء الأبناء القادة بالداخل .. ونتانة مستوردة من الخارج بإيحاءات هؤلاء السفهاء من أبناء السودان .. والشعب مشغول في متاهات الحياة اليومية العاصية المستحيلة .. ولا يملك تلك الأوقات لينتفض ضد هؤلاء أو هؤلاء !.. ومن سخرية الأحوال أن بعض الأطراف تجتهد في هذه الأيام لتفجر الأحوال في البلاد !! .. وهؤلاء جميعاً يجهلون أن ذلك الانفجار في حال الحدوث لن يكون سهلاً إطلاقاً ،، ولن يكون خيراً لطرف من الأطراف .. بل هو ذلك الانفجار الكبير الذي سوف يمثل الساحق والماحق في نهاية المطاف .. وليس من المستبعد أن تدخل البلاد في حال ( الصوملة !! ) .. وهي تلك الحالة التي سوف تمثل نهاية دولة السودان ( لا قدر الله ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة