أمريكا، هي سيدة العالم الحالي بلا منازع...وأن ما يجري فيها من أحداث ينتقل بسرعة البرق ويصل الي كل بقاع العالم وتقليده، بغض النظر عن مشروعية الحدث أو حتي معقوليته...فقد خالف ( رولاند ترامب) كل الرؤساء الذين مروا علي أمريكا علي مدي تأريخها الممتد منذ( 244) عاما في انتقال السلطة بسلاسة ؛ حيث لم يرفض أي رئيس امريكي مغادرة البيت الأبيض بعد خسارته للانتخابات...الا ترامب..رغم وجود القانون والانتقال المنظم السلمي للسلطة، والذي يعد أحد السمات المميزة للديمقراطية الأمريكية...ورغم كل ذلك، فعلها ( ترامب)، وحتي كتابة هذا المقال، لا زال يقبع في البيت الابيض ولا يريد الخروج منه قيد أنملة! ورغم ان هذه المشكلة تبدو ( محلية الصنع) وذات نكهة امريكية وييتطيع الدستور والقانون الأمريكي حلها ولو بعد حين...الا أن المشكلة التي تخصنا هي انتقالها الي دول العالم الثالث...تقليدا كان او اعتقادا..وبالتالي فان انتقال العدوي الينا في السودان وارد جدا...خاصة مع مجلس السيادة والرئيس العسكري الذي شارفت نهاية ولايته في الرئاسة قد اوشكت او كادت...فماذا يحدث لو رفض المكون العسكري مغادرة رئاسة السلطة السيادية؟ لقد أقر التعديل الأخير للوثيقة الدستورية، تمديد الفترة الانتقالية، ولم يتعرض للمادة (3) الخاصة ب( أجهزة الحكم الانتقالي) التي تقول برأسة مجلس السيادة في الواحد وعشرين شهرا الأولي الانتقالية من يختاره الأعضاء العسكريون؛ ويرأسه في الثمانية عشر شهرا المتبقية من الفترة الانتقالية عضو مدني....وهنا مربط الفرس، اذا ما ( تمرد) العسكر علي الوثيقة( وقد فعلوها مرارا وتكرارا مع الدستور) واقترحوا تمديد الرئاسة العسكرية لبقية الفترة الانتقالية ، لأن الاوضاع الامنية لا تسمح، أو لأن المطالبات الجماهيرية و ( المليونيات المفبركة ) تطالب بذلك، وتقوي وتعاضد هذا الاقتراح..تري كيف سيكون رد الفعل المتوقع؟ سؤال نطرحه ونحن علي ثقة لا احد منا يمتلك الاجابة...فتفكيرنا دائما يأتي متأخرا حتي في قضايانا المصيرية... د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة