من عبق التاريخ نفحات آل الربيع / دارفور بقلم: الاستاذ الطيب محمد عبد الرسول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 01:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2020, 11:55 PM

الطيب محمد عبد الرسول
<aالطيب محمد عبد الرسول
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 17

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من عبق التاريخ نفحات آل الربيع / دارفور بقلم: الاستاذ الطيب محمد عبد الرسول

    10:55 PM November, 03 2020

    سودانيز اون لاين
    الطيب محمد عبد الرسول-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    آل الربيع خِيارٌ من خيار يقال في سيرتهم أنّ اجدادهم وفدوا الى السودان ضمن الهجرات العربية وينتسبون إلى فرع السراجيةالفخرية من الكنانة الذين نزلوا في نواحي منطقة سجنه عبدالله المعروفة قبل ان يستقر بهم المقام في دارفور في حاكورة دُمه شمال نيالاحيث قدم اليها جدهم الشيخ هارون فاقتطعت له الميرم دُمه بنت السلطان ابوالقاسم بن السلطان بكر أرضًا في حاكورتها في منطقةتيمان شمال نيالا فكانوا ولا يزالون محل حفاوةٍ وترحيب من الجميع .
    من أعلام هذه الأسره الشيخ أحمد الربيع الطاهر الربيع حامد عمر هارون عبدالمجيد عبدالحافظ الكناني الذي ولد تقريبا في عام ( 1888 م ) بمنطقة كلبس ريفي الجنينة حيث ذهب والده الطاهر مع أخيه الأكبر ادم شريف الى نواحي دار قمر طلباً للعلم إبّان الإضطرابات التي شهدتها دارفور في أعقاب حملة الزبير باشا .. هناك حفظ الطاهر القرآن وجوّده واظهر تفوقاً فكانت واحدة من مظاهرتكريمه أن تم زواجه للسيدة تومه إبنة السلطان إدريس القمراوي فأنجبت له احمد الربيع ، وآدم ، ومصطفى ، وفاطمة الطاهر الربيع الذين وُلدوا جميعًا في ( دارغرب ) وهم ابناء خالات للمقدوم محمد الفضل ادم رجال ، أمهاتهما شقيقتان بنتا السلطان ادريسالقمراوي . الجدير بالذكر فإنّ مصطفى الطاهر الربيع من الأزهريين وقد تخرج في الأزهر الشريف في العام 1939 وفِي طريق عودتهمن مصر آثر الإلتحاق بعمل يتّكسب منه حتى يعود الى والده واهله بشئ من الهدايا بعد غيابٍ طويل في مصر فتوجه الى القضارف حيث كان الطليان يقومون بتجنيد الشباب الراغبين في الإلتحاق بالحملة الإيطالية في مصّوع ، وقد استعان بالأمير بكر ( صاحب ديم بكرالمعروف والذي هو احد احفاد السلطان بكر ) الذي قدمه للإيطاليين فتم تعيينه ضمن الحملة الإيطالية برتبة ( ميجر ) كونه يحمل شهادةجامعية لكنها كانت من تصاريف القدر أن يجلب له ذلك التعيين حسدًا من احد العساكر فقام بقتله غيلة وغدرا فدفن في القضارف يرحمهالله .
    عودا الى الأخوين ادم شريف والشيخ الطاهر الربيع ، فقد شدّا الرحال ليستقرا في حاضرة كيلا التي كانت حينها قبلة يقصدها ويؤمها الناس وهناك في كيلا درس الشيخ الطاهر الربيع تفسير الجلالين في خلوة الفكي ابراهيم فوروبارنقا وعلى يده ، وكان ممنعاصروا الشيخ الطاهر في هذه الخلوة ، علي دينار ، وحسن البصري الذي قدم من كوبيه في معية الفكي ابراهيم فوروبارنقا ، وعدد منأقران علي دينار من فتيان كيلا . وفي كيلًا ايضاً تزوج الشيخ الطاهر الميرم مريم سليمان الملقبة ب (مريم كُدنجه ) والتي انجبت له
    شيخ الدين الطاهر الربيع . يجدر أن نذكر بأنّ السيدة / فاطمة عمر هارون عبدالمجيد عبد الحافظ والدة الشرتاي آدم يعقوب (الملقببالشرتاي آدم تَو ْ ) تنتمي في نسبها لآل الربيع
    في إحدى أيام العام ١٩٢٥ وبعد انتهاء مراسم العرض الذي أقيم حينئذ ، جمع المأمور حسن الزين في نيالا النظار والشراتي والعُمد وعرض عليهم فكرة بناء مسجد وإقامة صلاة جمعه فوجد الرأي قبولاً وإجماعا فتم بناء المسجد ، ثم جمع المأمور الأعيان بعد اكتمال بناءالمسجد وسألهم ليشيروا إليه بمن يأنسون فيه الكفاءة للإمامة فلم يجبه احد الا الشرتاي آدم تَوْ الذي قدم الفكي محمود من ( منواشيوكلمبه ) فصار أول إمام لمسجد نيالا العتيق غير انه لم يستمر في الإمامة سوى سنتين ، فقد بدا الإمام محمود انصارياً يتحلق حولهبعضٌ من الانصار يقرؤون الراتب ويرددون الجلالة جماعيا فأُشيع أنه من جماعة الدرويش ( السحيني ) مما اثار مخاوف السلطاتفقامت بعزله وإبعاده الى الفاشر منفيًا . من بعد ذلك قام الشرتاي‏ ادم تَوْ بترشيح الشيخ الطاهر الربيع فقدم من قانجو للقيام بمهامالإمامة فقام عليها اثنتا عشرة عاما خير قيام
    أما الفتى احمد الربيع فقد حفظ القرآن وجوّده على يد والده في خلوتهم العتيقة في منطقتي دمة وتومباسي . وكان من دأب والده الشيخالطاهر أن يجعل لكل من حفظ القرآن من أبنائه حافزا تشجيعيا عبارة عن اختيار الابن الحافظ زوجا بكرا من أحسن البيوت فيزوجه لهابجانب منحه مصحفا وفرسا ثم يترك له الخيار إذا ما أراد الهجرة لطلب العلم ليذهب حيث يشاء ، لذا ففي سنة ١٩٢٢م إستأذن الشيخأحمد من والده الهجرة فسمح له فذهب إلى الشيخ عبدالله التبرقاوي فدرس عليه علوم القرآن وكثيرا من كتب التجويد في الفنون المختلفة ،وبعدها عاد ومكث في منطقة مرشينج فترة طويلة يعلم الناس في خلوته العامرة وقد حفظ القرآن وجوده على يديه اعدادٌ كبيرة من الناس ،ويعد هو أول من فتح الخلاوي النظامية في عهد الاستعمار البريطاني لتدريس القرآن والفقه واللغة العربية ، وبلغ عدد إخوته الذين حفظواالقرآن في حياة والدهم الشيخ الطاهر الربيع عشرة أشخاص منهم :
    شقيقه الشيخ آدم الطاهر ،وآدم جلال الدين الطاهر إمام مسجد مرشينج،ومحمد الطاهر الربيع إمام مسجد شيخ النجيب ،وعبدالله الطاهرالربيع إمام مسجد علي حامد ،والطيب وعبدالمجيد الطاهر وكلاهما بقرية قانجو ،وشيخ الدين الطاهر الربيع .
    أما الباقون من إخوته فقد حفظوا القرآن على يد الشيخ احمد الربيع بعد وفاة والدهم الشيخ الطاهر وقد تعلم القرآن على أيدي هؤلاء اعدادٌمن الناس لا تُحصى
    وفي سنة ١٩٣٠م استأذن الشيخ أحمد الربيع من والده الهجرة للمرة الثانية فسمح له فقام بجولات طاف فيها الكثير من الأماكن الشهيرةوالتي توجد بها الخلاوي وكبار فقهاء القرآن في أنحاء دارفور شمالها وشرقها وغربها والى الحدود التشادية ،وكان يزور المشايخ بتلكالخلاوي ويعرض عليهم القرآن وفنونه ويناقش معهم المسائل العويصة.
    وفي الفترة مابين عامي ١٩٣٢إلى ١٩٣٥ انتقل الشيخ أحمد إلى مقر والده بقانجو والتي تعتبر مجمعا لخلاوي أسرتهم الكبيرة.
    ولما أحس والده الشيخ طاهر بتقدم عمره لم ير غير ابنه أحمد ليخلفه في مقام الإمامة فأوصاه بقوله : (إنك ستقدم على أقوام علماء،فقهاء طلاب علم ،فكن واحدا منهم ) فعمل بنصيحة والده فدرس على الشيخ النجيب السنوسي تفسير القرآن الكريم ،فكان هو يقرأ الآياتالبينات ويتولى الشيخ النجيب تفسيرها في حلقات راتبه ببيته العامر بحي الوادي غرب .
    وكانت مدينة نيالا عندما تولى الشاب أحمد الربيع إمامة المسجد العتيق بها ،كانت تحتضن ثلة من العلماء والفقهاء والدارسين على رأسهمالشيخ النجيب السنوسي ،وقد برعوا في حفظ مختصر الخليل عن ظهر قلب ،وفي علم التجويد والكلام والنحو والصرف والبلاغة .
    وعندما خلف الإمام الشاب أحمد الربيع أبيه في إمامة المسجد الكبير لأداء الصلوات الخمس والمناسبات الدينية الأخرى ،لم يرض بعضالشيوخ أن يتقدمهم ذلك الحدث الصغير حيث كانوا يرون أنفسهم أحق بهذا الشأن لكبر سنهم وعلمهم وثقافتهم وحضورهم المستمر فيالمدينة ، فناصبوه العداء السافر حسدا وحقدا وبدأوا بالمناظرة معه في المسائل الفقهية العويصة قبل أن يستخدموا سلاح السخرية والهمزواللمز ، ولجأوا حتى لأساليب السحر التي لا يفلح آتيها ولكن ثبت الإمام الشاب أمام تلك المحاولات ،
    وشيئا فشيئا توطدت له اقدام الإمامة في المسجد العتيق واعترف الجميع بفضله إماماً للمسجد وإماما في القرآن الكريم وعلومه بلامنازعوانصرف عنه خصومه بفعل تقلبات الدهر والعصر ،فاتجه بعدها إلى وظيفته الأساسية في تعليم الناس القرآن والتجويد القراءات ،فعقد فيالمسجد الكبير حلقة لتعليم الكبار التجويد وتصحيح القراءة وحسن الترتيل ،وفي البيت له خلوة عامرة لتعليم الصغار ، وقد لقيت تلك الجهودالمباركة القبول والاستحسان والدعم من المواطنين وممن تعاقبوا في إدارة مركز نيالا من المسئولين يُذكر منهم المأمور هاشم الذي خلف المأمورحسن الزين وفضيلة القاضي الطيب عبد الباقي وغيرهم
    عرف الإمام أحمد الربيع في الناس بأخلاق رفيعة فاضلة تنسجم مع ماتجمل به من كتاب الله عز وجل فإذا تحدث كان حديثه بصوت خفيفيشبه الهمس،كما عرف بكرم فياض نحو اليتامى والأرامل والمساكين والفقراء ،وإمتد كرمه وعطفه على الفقراء والمساكين من أهله وذويهوأصهاره بالقرى المجاورة لمدينة نيالا فكان يحمل إليهم في أيام معينة الدقيق والتمر والخبز في ( بقج ) إلى قُرى كشلانقو ، وأراجمايله ،وقستي ، وهشابة وغيرهن من المناطق ، وبادله أصدقاؤه حبا بحب ووفاءا بوفاء فلم ينقطعوا عنه في كبيرة ولا صغيرة مما وثّق عرى الصلات مع ابنائه وأحفاده بعد وفاته - يرحمه الله ..
    كان للشيخ الإمام أحمد الربيع تلاميذ كثر أثروا المواطن التي عملوا فيها بعلمهم وفضائلهم وقراءاتهم المتميزة ،كما له مجموعة من إخوتهوأبنائهم الذين تلقوا القرآن وعلومه على يديه فهمُ ذرية بعضها من بعض شرفهم الله بحفظ كتابه وخدمته .. جزاهم الله عن الأمة خيرا .
    ولما دارت الايام على إمامة الشيخ أحمد الربيع لمسجد نيالا العتيق وطبقت شهرته آفاق المدينة وماحولها ، رأى الشيخ الإمام بأن ينزوي عنإمامة المسجد ليترك المجال لغيره وهو قادر على العطاء فتنازل عن طيب خاطر لابن أخيه الشيخ عبدالرحمن آدم الطاهر الربيع والذي شهدالمسجد في أيامه تطورا رفيعا في الخطبة والتي جاءت منسجمة مع معطيات العصر مما جعل الناس يحرصون على الصلاة معه في جميعالأوقات والمناسبات ،ولم ينقطع الشيخ أحمد الربيع بعد تنازله عن إمامة مسجد نيالا العتيق عن خدمة القرآن الكريم وعلومه كما بدأ ذلك فيأيام حياته الأولى ،وظل كذلك إلى أن اعتراه المرض وبقي طريح الفراش بمستشفى نيالا يقاوم المرض صابراً محتسباً .. فبرغم الآلام المبرحةالتي عانى منها لم يتخلى لحظة عن القرآن الذي يجري في دمه وكيانه إلى أن وافاه الأجل المحتوم في العام ١٩٧٤عن ستٍ وثمانين سنة كانت عامرةباشراقة القرآن وشفافية الروح ،وكان الشيخ الإمام قد أوصى بأن يدفن بالتبلديات مع ابن أخيه الذي يرقد هناك والإمام يحبهويجله،وبالفعل فقد شيعه الشيب والشباب وتم دفنه في مقابر السد العالي حيث البلديات والتي لم تشهد فيما شهدت ميتا يؤبن فيها من قبلكما حدث في الموكب المهيب الحزين الذي خرجت فيه مدينة نيالا وضواحيها عن بكرة أبيها لوداع ابنها الراحل العزيز الشيخ الإمام أحمدالربيع الطاهر الربيع عليه رحمة الله ورضوانه.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de