في مقال سابق تطرقت لما دار بين الوزيرة ولاء البوشي والصحفي عمار محمد آدم ، وقد نعته بالصحفي الشجاع والمقاتل استنادا لموقف مشهور مع وزير الإعلام الانقاذي الدكتور احمد البلال عثمان . وقتها أشاد الكثيرون به ، وبمواجهته للوزير بحقيقة المظاهرات ضد الانقاذ مطالبا الحكومة بمواجهة الحقيقة والاعتراف بما يجري في الشارع . وأعترف بأني لم أتابع نشاط الصحفي عمار ولم يلفت نظري إلا بعد ما نشر عنه من حديث أو مداخلة مع الوزيرة ولاء البوشي . وقد سطرت ما سطرته دفاعا عن الصحفي عمار وما قاله للوزيرة حتى أني تجاوزت إلى القول بأنا كلنا " عمار " إلى أن استمعت وشاهدت ما قاله الصحفي عمار في مداخلته في منبر صحيفة المجهر للوزير المكلف بوزارة الخارجية عمر قمر الدين . هنا لابد لي أن لأتوقف لأقر بأني تسرعت في الحكم على الصحفي عمار وأني أعطيته أكثر بكثير مما يستحق ، فقد مسح بجرة قلم كل احترام وتقدير ناله في مواقفه السابقة . وربما الذي حدث مع وزير الخارجية قد جعلني ابحث عن خليفة الصحفي عمار وأسأل الأصدقاء ممن يكونوا عاصروه أيام الدراسة والشباب ، فوجدت الكثير المثير الخطر . ثم وجدت بعضا من المعلومات متناثرة في الانترنت والحقيقة أنها كلها أوجلها لم تكن تصب في صالح الرجل . كل هذا لا يعنيني كثيرا ، والذي يعنيني هو خيبة الأمل التي أصابتني جراء تصرفه الأحمق بإلقاء المايكرفون في الوزير عمر قمر الدين بطريقة مهينة تفتقد لأدني درجات اللياقة والأدب وتخرج فالسيد عمر قمر الدين لايمثل في هذا اللقاء نفسه وإنما يمثل السودان أمام الدول بإعتباره وزيرا للخارجية . فلو أن الصحفي عمارا اكتفي بما كال للوزير من اتهامات صريحة ومبطنة بالعمالة والخيانة والمساهمة في فرض العقوبات على البلد ، كما فعل مع الوزيرة ولاء البوشي لكان من الممكن أن تمر ولو على مضض ، لكنه تجاوز الحدود بما قام به . فالصحفي يمكنه ايصال فكرته بسهولة ، وبكل احترام للمسؤولين ، أما التصرفات الصبيانية والمتهورة فتجد من الجميع الاستنكار والرفض وتفقد فاعلها التعاطف وتضيع القضية . وإذا قارنا ما قاله عمار يومذاك للوزير الانقاذي أحمد البلال والأسلوب الذي تحدث به وبين ما قاله للوزير عمر قمر الدين ، سنجد أن البون شاسع ، فلولا مناخ الديمقراطية ومعرفة عمار أنه آمن في ظلها لما تجرأ وقال ما قال ولا استطاع أن ينش ذبابة من على وجه الوزير . وحقيقة أن الديمقراطية تحمل معها غثاء السيل ، وفيها ما فيها من السماح لبعض الظواهر الشاذة بالظهور تماما كظاهرة القونات والمخنثين الذين طفحوا كحشرات المجاري في وجه مجتمعنا الفاضل ، هذا في مجال الفن ، ومثله في مجالات أخري كالصحافة والعمل في وسائل الاعلام وظهور الخبراء الاستراتيجيين كالذين تنكد بهم قناة طيبة الفضائية علينا الحياة بهم وهذه الظواهر أمدها قصير إذ سرعان ما يستعيد الوطن عافيته ويتطهر من الأدران ، ونسأل الله أن يتم ذلك بسرعة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة