تتردد في هذه الأيام تلك المقولة التي تفيد بأن دولة إسرائيل اليهودية قد صححت وعدلت خريطة دولة السودان لديها بعد الاعتراف والإقرار بأن منطقة ( حلايب ) هي منطقة سودانية وليست منطقة مصرية ،، ورغم أن تلك المقولة تفرح وتطرب قلوب الشعب السوداني كثيراً وكثيراً إلا أن ذلك الأمر يحتاج لوقفة قصيرة .. حيث أن تلك المحاولة خبيثة وماكرة في أهدافها .. والأمر برمته يدخل في خانة التلاعب بمشاعر الأمة السودانية وكسب ودها بطريقة أو بأخرى .. وفي عرف الشعب السوداني فإن تلك الأراضي السودانية التي يحتلها الآخرون تمثل حقاً مستحقاً لدولة السودان حتى قيام الساعة ،، ولا تحتاج تلك الحقيقة لذلك النوع من المزايدات التي تجاري الأهواء ،، كما أنها لا تحتاج لذلك النوع من التدليس والمهادنة من قبل اليهود الأنجاس .. وفي نفس الوقت لا تحتاج لذلك التلاعب بمشاعر الأمة السودانية ،، حيث ذلك الإنكار عند الخصام وذلك الاعتراف عند الوئام !! .. فتلك لعبة تماثل ألعاب الأطفال الصغار ولا تليق بالكبار .. والعالم يعرف جيداً بأن الشعب السوداني هو ذلك الشعب الكبير عقلاً والعميق فكراً والماهر قولاً وفصلاً .. ولا تسري عليه إطلاقاً مثل تلك المحاولات الماكرة الخبيثة .. ولا يهتم إطلاقاً بمثل تلك الخزعبلات الفارغة التافهة .. وهو ذلك الشعب الذي يرفع صوته عالياً حتى يسمع العالم أجمع ويقول : ( حلايب وشلاتين وأرقين مناطق سودانية مائة في المائة ومحتلة من قبل الدولة المصرية ،، وكذلك القدس وكافة الضفة الغربية والشرقية هي أراضي فلسطينية مائة في المائة ومحتلة من قبل هؤلاء اليهود ،، وكذلك تلك الأراضي المحتلة منذ عام 48 في عرف الشعب السوداني هي أراضي فلسطينية مائة في المائة ومحتلة من قبل اليهود ).. تلك هي الحقائق المعتمدة في خرائط الشعب السوداني حتى قيام الساعة ،، أما تلك الأوضاع الحالية التي يفرضها اليهود في العالم بشرعة القوة والغاب وبمعاونة البعض من هؤلاء الخونة المتخاذلين من أبناء العرب الجبناء فلا يعترف بها الشعب السوداني إطلاقاً .
تلك التصرفات السافرة من قبل دولة اليهود منذ عام 1948 دائماً وأبداً تضع أسئلة كبيرة أمام الشعب السوداني ،، وهو ذلك الشعب الذي لا يعرف إطلاقاً تلك المجاملات والمهادنات ،، ولا يعرف إطلاقاً أنصاف الحلول ،، ومن تلك الأسئلة الكبيرة : ( ما الذي يعطي هؤلاء اليهود الصهاينة ذلك الحق ليصولوا ويجولوا في خرائط العالم كيف يشاءوا ومتى يشاءوا ؟؟ ) ،، فهؤلاء اليهود بطريقة أو بأخرى يرون أنفسهم ( رب الكون ) الذي يفصل في الكون كيف يشاء ومتى يشاء !!!! ،، وهؤلاء اليهود منذ عام 1948 يتلاعبون بطريقة سافرة وقاهرة بخرائط العالم والمنطقة !!.. وذلك بالقدر الذي يرضي أمزجتهم وأجنداتهم التوسعية .. ولا يعرفون إطلاقاً تلك الثوابت والأخلاقيات الحسنة المعهودة في معظم دول العالم .
تلك الوقفة الأخيرة من قبل دولة اليهود حول منطقة ( حلايب ) السودانية تمثل ( صفعة ) قوية لهؤلاء المصريين الذين يمارسون ذلك ( التطبيع ) مع دولة اليهود منذ سنوات وسنوات .. وتؤكد لهم بأن هؤلاء اليهود لا يعرفون إطلاقاً الالتزام بالعهود .. فتلك الخيانة صفة من صفات اليهود وتسرى في نفوسهم كالدماء .. والعالم أجمع يعرف جيداً بأن هؤلاء اليهود يفتقدون كلياً تلك الأخلاقيات الحسنة عند التعامل .. وفي نفس الوقت فإن تلك الوقفة الأخيرة لليهود في شأن منطقة ( حلايب ) السودانية تؤكد للآخرين من أبناء السودان الذين يتلهفون بالتطبيع مع هؤلاء اليهود بأن هؤلاء اليهود لا يعرفون إطلاقاً تلك الثوابت .. والذي يخون صديق الأمس قد يخونهم بنفس القدر في يوم من الأيام .. واللبيب الفطن لا يفرح إطلاقاً بصداقة هؤلاء اليهود في يوم من الأيام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة