تعلم سيدي القائد العام للقوات المسلحة عندما اتت بكم اقدار الثورة لقيادة المجلس العسكري لا احد يعرف سعادتكم، و لم نسمع بكم قط من قبل.
قتلنا الليل بحثاً، و تواصلنا مع الرفاق، و الإخوة الضباط من دفعتكم الكريمة، و كل من عمل معكم، فكانت الطمأنينة، و الامن، ان البشرى قميص السودان في قافلتكم، سيعيد البصر، و الامل.
اقسمنا قسماً غليظاً ان الخير قادم علي يدي هذا الرجل، و تعهدنا للجميع بأن قواتكم المسلحة في طريق عودتها اليكم، و ستتحرر علي يدي هذا الرجل فإنه نبت طيب إدخرته لنا الاقدار في مواسم القحط، و الجفاف.
سرعان ما تلاشت الآمال العراض، و تبددت الثقة، و اصبح علينا كفارة القسم الغليظ، فهل ستحملها عنّا برغم بُعدكم عن جادة الطريق؟
علمت ان لجنة الفصل التعسفي قد خلُصت من اعمالها، و قد رفعت توصياتها لسعادتكم او تكاد.
عليه تأكدت بما لا يدع مجال للشك من معظم اعضاء اللجنة إن لم يكن كلهم و بالإجماع إن اللجنة كانت تعمل وفق قانون 2007 سيئ الذكر، و الذي تم تفصيله خصيصاً للتخلص من الضباط الشرفاء، و فتح الطريق امام آلة التمكين اللعينة التي تعلمها يقيناً.
الكل ردد عبثاً في بادئ الامر ان هناك موجهات من سعادتكم بعدم إعتماد هذا القانون في مراجعة ملفات الضباط، فكان ان حذرنا من هذا التراخي، لأن القوانين لا يمكن تجاوزها بلوائح، او توجيهات ما لم تُلغى، او تُعدل بتشريعات، و ما اسهلها عليكم في غياب المجلس التشريعي الذي يمثل مجلسي السيادة، و الوزراء صلاحياته، فذهبتم بعيداً حتي الوثيقة الدستورية نالها نصيب الإضافة،و التعديل، و كل شيئ كان سهلاً، إلا العدالة التي اصبحت عصية علي التنفيذ.
نعلم سيدي سيطرة كهنة النظام البائد علي مفاصل القوات المسلحة، و تعرف ذلك اكثر من الجميع، فلا تزال كما تركها المجرم اللص الحقير البشير " بربطة معلم".
ما توصلت إليه اللجنة حقيقة عمل مُخجل امام الظلم الكبير الذي وقع علي شريحة كبيرة من الضباط، و الافراد، و كانت نتيجته ضعف اداء القوات المسلحة، و فقدان الثقة بها كمؤسسة قومية محترمة ذات عقيدة وطنية.
ذهب البعض ان يتم تشكيل لجنة للإستئناف لمعالجة الامر بعد الإعلان عن النتائج، و ذلك قبل ان تُرفع الإجراءات، و للأسف هذا رأي اغلب اعضاء اللجنة نفسها.
بالمنطق البسيط حتي لجنة الإستئناف لا يمكنها ان تتجاوز القوانين القائمة، و ستسير في ذات الطريق الذي سلكته لجنة الفصل التعسفي.
لذلك يجب إلغاء القانون او إجراء تعديلات تسهل عمل اللجنة حتي تتحقق العدالة المطلقة.
عليه ما أُسس علي باطل فهو باطل، اعتقد هناك وقت لمعالجة الامر قبل ان يصبح معضلة حقيقية، و تُضاف نقطة سوداء اخرى في مسيرتكم!
انتم جهة التشكيل لهذه اللجنة، فنرجوا ان تخرج علي الناس بقرارات واضحة، و صريحة لتحقيق العدالة، و ان تعيد الإعتبار للآلاف الذين نُكل بهم لا لشيئ سوى انهم مانعوا النفاق، و الكذب، و الخداع، و التضليل الذي مُورس عليهم، و علي شعبهم.
اخيراً.. ان كنت ترجو خيراً من "الكيزان" فانت لم، و لن تكون باعز من اللص قائدهم الماجن القابع خلف القضبان، عندما إشتد الوغى، و حمى الوطيس تخلوا عنه، و تركوه وحيداً ذليلاً حقيراً يواجه مصيره التعيس.
ادرك نفسك قبل فوات الاوان، فإنها لا تدوم، حقق العدالة، فأنت من يجنى ثمارها قبل الآخرين حباً، و ثقةً، و تقديراً، و وفاءً، و إجلال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة