جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري،الاخير (6) بقلم:د ابوبكر شداد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2020, 07:59 PM

أبوبكر خليل شداد
<aأبوبكر خليل شداد
تاريخ التسجيل: 06-25-2020
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري،الاخير (6) بقلم:د ابوبكر شداد

    07:59 PM October, 21 2020

    سودانيز اون لاين
    أبوبكر خليل شداد-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كما رأينا في المقالات السابقة فقد تعرضت الثقافة العربية الإسلامية في كثير من بقاع أفريقيا لكثير من الاتهام والتشوية والتحريض، وتم إلصاق تهم تجارة الرقيق بالتجار العرب حصرا وتبرئة ساحة كبار تجار الرقيق الاوربيين. ورغم دور السماسرة والمغامرين من العرب في تلك التجارة القذرة الذي لا يستطيع أحد تبرأة العرب من الولوغ في مستنقعه الآسن ولا الدفاع عنهم الا ان شواهد التاريخ تؤكد دورهم الضئيل جدا مقارنة بالاوربيين (راجع مقال سابق :صرخة فلويد وأيام الطيب صالح للكاتب). لم يشفع للعرب والمسلمين في أفريقيا انهم كانوا أنفسهم ضحايا للعديد من حوادث التطهير العرقي كما في مذابح العرب في زنجبار العام 1964 والتي ازهقت عشرين ألفا من الأبرياء وفي توريت السودانية قبيل الاستقلال ويأسف المرء ان يري مثل هذه المذابح البشعة للابرياء تتكرر في العصر الحديث لأسباب قبلية أو اشتباكات عرقية تفاقمت بفعل أخطاء بل جرائم الانظمة القمعية وقسوتها ليكون ضحاياها بعشرات الآلاف من الأبرياء كما حدث عبر السنين في صراع جنوب السودان وفي صراع دارفور. ولكن رغم ما لحق المجتمعات المسلمة من اتهامات وصور ذهنية في كثير من الارجاء الا ان الإسلام نفسه في جوهر رسالته كان قد أحدث ثورة تاريخية هائلة في مفهوم قضية الهوية وتشكيل المجتمعات وخلق عوالما متفردة لامتزاج الاعراق عبر فضاءات واسعة لتعريف الهوية كما يقول الدكتور محمد المختار الشنقيطي، ويضيف الشنقيطي ان الإسلام خلق هوية مركبة وجامعة، لم تعرف الاقصاء ولا التمييز لأي من أوجه الهوية ، استوعبت الهوية الإسلامية كل الفوارق العرقية لتجمع بلالا الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي علي قدم المساواة مع القرشيين، كما انداحت جغرافيا لتؤهل سكان الجزيرة من المسلمين الأوائل للخروج الي فضاءات العالم الفسيحة في آسيا وأفريقيا وحتي أوروبا. ويشير الشنقيطي الي أن دستور المدينة المنورة (الصحيفة) هو أول دستور مكتوب في العالم ينظم العلاقة بين جميع طوائف وجماعات المدينة، وتحترم فيه هويات الناس العرقية والدينية علي قدم المساواة والعدل وقد خلق هذا الدستور هوية كبري جمعت تحت رايتها شعوبا عديدة.

    حينما سألت الأستاذ الطيب صالح في ذات اللقاء الذي بدأت به هذه المقالات عن كيف يمكن معالجة قضايا الهوية في المجتمع السوداني، قال الأستاذ الطيب صالح إن بعض الأشكال يحدث من حقيقة قلة معرفة الناس لبعضهم بعضا وقلة تواصلهم وذلك مرده الي أسباب معروفة، بعد المسافات وصعوبة السفر والتواصل وأضاف أنا لا ادعوا للانتماء للثقافة العربية بقدر دعوتي للاطلاع عليها، لأن فيها تجارب انسانية ثره، كما أني ادعو بذات القدر واري ضرورة أن تدرس اللغات والثقافات المحلية السودانية في المدارس لأن تاريخها حافل وحتي تكون لدينا معرفة وافرة بجميع مافي ايدينا ونصل من خلالها لحالة من الاتزان الثقافي والمعرفي، ويضيف الأستاذ الطيب صالح هناك ثقافات جنوبية وافريقية حقيقية، الدينكا لديهم ثقافة والشلك وغيرهم، كل هذه المجتمعات لديها أنظمة للعدل والتقاضي، عادات وفنون ومهم جدا أن نتعرف عليها ثم نحكم بصلاحيتها ونأخذ منها ونعطي، يقول أنا لا اتحمس للتعريب الذي يلغي الآخر، حينها ذكرت الأستاذ الطيب صالح بأنه قد عبر عن هذا المفهوم قبل ذلك في قصة قصيرة بعنوان (دومة ود حامد) وجوهر فكرتها ان المكان في تلك القرية الصغيرة يتسع لكل شئ اذا ابصر الناس الحقائق المجردة، وليس شرطا ان يقوم الجديد علي انقاض القديم، فكما في القصة فإن المكان يتسع للمكنة وللضريح وللدومة ولكل ما سيأتي.

    لعلي في نهايات هذه السلسلة أذكر بعض المفاتيح التي تؤدي الي تناغم الهويات لا تصادمها.
    يقول الدكتور الشنقيطي أن المجتمعات تزدهر وتتقدم حينما تحسن إدارة الهويات المتعددة بينما يفرز سوء إدارة الهويات التصادم والصور النمطية والحروب الأهلية، وجوهر الأمر كله هو العدل للجميع والحرية للجميع وأن نحب أنفسنا دون أن نكره الآخرين كما قيل . لكن يشير الشنقيطي الي حقيقة ان الحكم الباطش كثيرا ما يعمد الي خلق المشكلة وتشييع المجتمعات وتقسيمها من أجل العلو وأحكام السيطرة، كما في النموذج الفرعوني الشهير الذي قصه القرآن من أجل العبرة والذي يربط وبشكل عضوي بين العلو في الملك والسلطان وبين والتفرقة بين الناس ( (إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِیَعࣰا یَسۡتَضۡعِفُ طَاۤىِٕفَةࣰ مِّنۡهُمۡ یُذَبِّحُ أَبۡنَاۤءَهُمۡ وَیَسۡتَحۡیِۦ نِسَاۤءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ). فالربط بين الحكم الباطش والسعي لتفريق الناس أمر شاهده الناس في ازمنة الاستعمار وفق سياسة فرق تسد.
    كما أشار الأستاذ الطيب صالح، تبدو قضية التواصل والتعارف بين الناس في بلد شاسع مثل السودان عاملا مهما في إزالة التوجس والصور النمطية بل وفي حل المشكلات عبر التواصل المباشر والعيش المشترك والعلاقات الإنسانية بين فئات المجتمع وعبر الأنشطة الشبابية وغيرها. يذكر الناس علي سبيل المثال بكثير من الإطراء تجربة المدارس الداخلية القومية في السودان ويعددون آثارها الايجابية الواضحة في إذكاء التمازج الوطني بين الطلاب والشباب.

    مسئولية السلام الاجتماعي هي مسئوليه مشتركة بين الجهات الرسمية وكافة مؤسسات الدولة من اعلام وتعليم ومثقفين وناشطين ولكل دور لا يكتمل الا بمشاركته الفعالة في علاج المشكلة، في المقابل تبقي حقيقة ان النضال السلمي والمطالبة السلمية اكثر فعالية من حمل السلاح وأقل كلفة من الدمار الذي لا يستثني أحدا من الأطراف. يبقي في ختام هذه الكلمات سؤال اخير سبق أن طرحه المؤرخ السوداني البروفيسور أحمد ابوشوك عن هل كان انفصال جنوب السودان نتيجة حتميه لصراعات الهوية أم أن هناك عوامل اخري ادت لتلك النهاية ويتبع هذا السؤال سؤالا آخر عن لماذا نجحت دولة متعددة الاثنيات والهويات مثل ماليزيا بينما فشلت دولة وحيدة الهوية مثل الصومال.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de