قبل ايّ مزايدة كنت، و لا ازال ضد فرض اي عقوبات علي السودان، لثقتي ان اول من دفع فاتورتها هم البسطاء، و الغلابة من دواءهم، و عيشهم، و امنهم.
كنت واضح في هذا الامر في كل فعاليات المعارضة السودانية قبل سقوط النظام البائد، و دليلي ان كرت العقوبات اقعد الشعب السوداني، و مكن للكهنة تجار الدين، و كل ما زاد الشعب فقراً زادوا ثراءً، و فجور.
في الولايات المتحدة مجموعات كبيرة من السودانيين يعملون منذ سقوط النظام البائد لمخاطبة المؤسسات الامريكية، بالذات اعضاء الكونغرس بمجلسيه، لدفعهم لرفع إسم السودان من لائحة الإرهاب إنتصاراً لثورة الشعب السوداني المباركة.
التنافس بين هؤلاء هو ان تُرسل يومياً مئات الرسائل الصوتية في بريد اعضاء الكونغرس، عند العاشرة صباحاً تمتليئ صناديق البريد، و يتسابق الناس قبل العاشرة برغم المشغوليات، و زحمة الحياة، ليسهموا في قضية وطنية حيوية دون رياء، او مكاسب، و يحدث كل هذا بعيداً عن الإعلام، و صُناع البروباغندا.
الذي يجب ان نعرفه ان تغريدة ترامب هي دعاية إنتخابية بالدرجة الاولى، تخص حملته، لا غير، لا قيمة لها بعد الثالث من نوفمبر، فاز او لم يفز، ما لم يتم تمرير القرار عبر الكونغرس، و مؤسساته.
كما كتبنا سابقاً عن رفع الحظر، و لائحة الإرهاب لا يمكن ان تكون فاعلة، و ذات اثر ما لم تكون هناك إصلاحات جذرية، في الامن، و العقيدة التي تحكم المنظومة العسكرية في البلاد، و صياغة قوانين محترمة لضبط النظام المالي، و المصرفي، لمحاربة غسيل الاموال الذي يُعتبر السودان في مقدمة الدول وجهةً لهذه الانشطة، و الإتجار بالبشر، و الخطف، ثم ترتيب قوانين الإستثمار بشكل محترم لجذب الاموال، و المؤسسات الدولية، و محاربة الفساد و الضرب بيد من حديد.
حزين عندما ارى الإستخدام السياسي للواجبات التي قامت من اجلها الثورة لتصبح ادوات لقيادة الناس بلا وعي، و إعتماد سياسة الجرعات التخديرية بإستغلال العاطفة، و التي سرعان ما تفضي الي صفوف، و معاناة في كل اوجه الحياة.
يجب ان لا نفرح طرباً لباخرة وقود، او قمح تقف علي ارصفة المواني.
الفرح هو ان نعرف طريق الإنتاج، و توظيف مواردنا التي تحت ارجلنا، تفيض ذهباً، و ماءً فرات.
يجب ان نعمل من اجل رفع إسم السودان من هذه اللائحة الكريهة، و بالمقابل يجب علينا ان نبني المؤسسات، و مخاطبة جذور الازمة، و عدم الهروب امام إستحقاقات الثورة، و مطلوباتها، و في مقدمتها ملف العدالة، الذي سيعيد الثقة في النظام القضائي الذي بدونه لا يمكن لأي مؤسسة دولية من التعامل معنا.
نعم يمكن من الناحية القانونية ان يُرفع إسم السودان من كل القوائم السوداء، و تبقى مؤسساتنا، الوطنية هي المعيار الوحيد لتحديد إنفتاحنا علي العالم سياسياً، و إقتصادياً، و امنياً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة