طلعت ( موضة ) جديدة في السودان في الأيام الأخيرة .. وهي موضة ( الاعتذارات ) للشعب السوداني من قبل البعض من هؤلاء المسئولين .. والشعب السوداني يقول لهؤلاء أن السلعة الوحيدة التي لا تملك القيمة في أي وقت من الأوقات هو ذلك ( الاعتذار ) .. فهو مجرد حروف وكلمات تبذلها الألسن ولا تفيد .. ماذا يعني الاعتذار لذلك الإنسان الذي يكابد الويلات ويواجه أشد ألوان الأزمات في كافة مجالات الحياة ؟؟ .. وماذا يفيد الاعتذار ذلك الإنسان الذي يقف في تلك الصفوف الطويلة ليلاً ونهاراً ؟؟ .. وماذا يفيد الاعتذار ذلك المواطن الذي يقف في الهجير في انتظار المواصلات طوال الساعات والساعات ؟؟ .. وماذا يفيد الاعتذار تلك الأسر التي تشتكي من قلة الحيلة في مواجهة ظروف الحياة ؟؟ .. وماذا يفيد الاعتذار ذلك الكائن الحي الذي يعيش في أرض السوداني ويواجه أبشع ألوان الغلاء والارتفاع الجنوني في الأسعار ؟؟ .. وماذا يفيد الاعتذار تلك الطفلة التي تبكي من شدة الجوع ؟؟ .. وماذا يفيد الاعتذار لهؤلاء المرضى الذين لا يجدون الشفاء والدواء ؟؟ .. الشعب السوداني يعاني ويكابد ويواجه الويلات ويقف في تلك الصفوف الطويلة ليلاً ونهاراً وهؤلاء المسئولين من وقت لآخر يقدمون تلك الاعتذارات تلو الاعتذارات ،، وهي تلك الاعتذارات التي تزيد الأوجاع أوجاعاً .. مجرد حروف وكلمات عاطفية لا تسد الرمق ولا تطرد الجوع !! .. ولا تزيل الأعباء عن كاهل ذلك الإنسان السوداني الذي يشقى طوال الساعات .
تلك العلاقات بين الشعوب والقادة لا تبنى إطلاقاً على العواطف الهوجاء والمجاملات والمسكنات والاعتذارات !! .. بل هي تلك العلاقات التي تقوم على تحقيق ضروريات الحياة للشعوب بذلك القدر من التفاني وتذليل العقبات والمستحيل .. وتلبية تلك المطالب الحياتية الضرورية العاجلة الملحة للشعوب .. وخاصة إذا كانت تلك المطالب تتعلق بمعايش ومصائر وحياة الناس .. وتلك الحقيقة تؤكد أن الجد هو الجد والهزل هو الهزل ،، ولا مجال لتلك الخزعبلات التي تبذل من المسئولين لإخماد تلك القلاقل التي تجتاز النفوس كما تجتاز تلك الساحات في هذه الأيام .. وذلك الإخماد لتلك القلاقل هو من أسهل المعضلات إذا فكر هؤلاء المسئولين بتلك العقليات الواعية .. حيث المطلوب منهم أولاً وأخيراً تلك القرارات الشجاعة التي تعالج كافة تلك الأزمات القائمة في البلاد فوراً ودون ذلك التسويف والمماطلات .. والشعب السوداني يقول لذلك المسئول الذي يقدم الاعتذارات الفارغة الأجدى به أن يعلن فوراً حالة من حالات الاستنفار في البلاد لمواجهة تلك الأزمات القائمة حاليا بمنتهى الشجاعة التي تليق بالرجال .. الآلاف والآلاف من جند البلاد يجب عليهم أن يحاصروا هؤلاء الذين يتلاعبون بأقوات الشعب السوداني .. وكذلك يجب عليهم أن يراقبوا ويحاسبوا هؤلاء التجار الجشعين الذين يتلاعبون بالأسعار .. وكذلك يجب عليهم أن يراقبوا بحرص شديد تلك الحدود السودانية التي تمارس نوعاً من أنواع التهريب المفضوح للسلع الضرورية !.. وكذلك يجب على ذلك القائد الذي يجيد الاعتذار أن يحاسب ويحاكم تلك الجهات التي تتاجر بالدولارات والعملات الصعبة .. وبنفس القدر يجب عليه أن يحاسب ويحاكم كل من يحتكر تلك السلع الضرورية في البلاد .. وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني يريد تلك الانتفاضة العارمة في هؤلاء المسئولين بالبلاد بنفس قوة الانتفاضة التي كانت من الشعب السوداني .. ولا يريد إطلاقاً تلك الميوعة السائدة في البلاد في هذه الأيام .. حيث لا حكومة يقال عنها .. ولا مسئولين يرجى منهم الكثير .
أصوات الشعب السوداني في هذه الأيام تنادي عالية وهي تردد عبارات : ( يا ناس ،،، يا عالم ،،، يا بجـــم ،،،، هل خليت دولة السودان كليا من هؤلاء الرجال الذين يأكلون الجمر ويحققون تلك الإنجازات المستحيلة ؟؟ ) .. هل يعقل أن الأحوال بالرجال في هذه البلاد قد بلغت بهم ذلك الانهزام الذي يعني مجرد ( الاعتذار ) ؟؟ .. ألا يملك هؤلاء المسئولين في البلاد أكثر من ذلك ( الاعتذار ) ؟؟ وأحوال الشعوب لا تحل إطلاقاً بتلك الحروف المنمقة التي تجتهد لإرضاء النفوس .. فهي تلك الأحوال المصيرية التي تعني الحياة أو الموت !! .. وذلك المسئول عن معايش الناس إما أن يكون جديراً بتلك المهمة الكبيرة الخطيرة وإما أن يغادر الساحات دون تلك العواقب التي تجلب الأسف .
في هذه الساعات العصيبة الحرجة ينتظر الشعب السوداني تلك الخطوات الجريئة من كافة مكونات الحكومة المؤقتة .. وهي تلك الخطوات التي تعني ذلك الاستنفار الكبير لكافة الأجهزة الأمنية بالبلاد .. وذلك بالقدر الذي يعالج تلك الأزمات القائمة بطريقة حاسمة وقاطعة وسريعة .. ولا يظن أحد أن تلك المطالب العاجلة تعني حالة من حالات الانقلابات العسكرية بالبلاد .. فتلك الانقلابات العسكرية مجربة في البلاد عشرات المرات ولم تكن تلك المفيدة في يوم من الأيام .. وقد أصحبت فكرة الانقلابات من أفكار الماضي التي يرفضها العالم بالإجماع .. ولكن تلك المطالب التي ينادي بها الشعب السوداني فوراً هي تلك النقلة النوعية الكبرى التي تشترك فيها كافة مكونات الأجهزة العسكرية والمدنية في مواجهة تلك الأزمات القائمة في البلاد فوراً ودون ذلك التسويف والمماطلات .. وحتى ذلك الحين فإن الشعب السوداني يردد في هذه الأيام كلمات الشاعر إسماعيل حسن ( اعتذارك ما يفيدك ودموعك ما تعيدك ،، والعملتو كان بأيدك !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة