لا.توجد.دولة في العالم وقعت اتفاقيات سلام مع حركات الكفاح المسلحة مثل السودان حتي يكاد يطلق عليه اسم بلد المليون اتفاقية (بدل بلد المليون ميل مربع سابقا) اتفاقيات السلام التي وقعت بين فرقاء السودانيين منذ خروج الإنجليز من السودان لا تعد ولا تحصي وكل هذه الاتفاقيات كانت مصيرها الفشل لعدة أسباب من أهمها تقض العهود والمواثيق للحكومات التي توقع علي الاتفاقيات والتنصل من التزامات بنود الاتفاق وسؤء النية لتنفيذ الاتفاق وعدم وجود ضامنين أقوياء لتلك الاتفاقيات واسباب أخري كثيرة. لكن اتفاقية سلام جوبا التي تم التوقيع عليها اول امس بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية السودانية تعتبر احسن اتفاقية وقعت بين الفرقاء السودانيين علي مر التاريخ بشهادة معظم الخبراء والسياسيين سودانيين وغير سودانيين . الاتفاقية حظيت باهتمام ودعم دولي ومحلي كبير والتهنئة والمباركة للشعب السوداني بهذا الإنجاز التاريخي . لكن رغم هذا الزخم والاهتمام الكبير بهذه الاتفاقية ظهرت في السودان بعض الأصوات والأقلام ومجموعات وشخصيات تبخس و ترفض الاتفاقية برمتها وبدؤء يكيدون ويتربصون وساعين ليل نهار لإفشال هذه الاتفاقية. ما لا يعلمه هؤلاء ان اتفاقية سلام جوبا ليست كتلك الاتفاقيات التي وقعت في العهود السابقة هذه الاتفاقية ولدت باسنانها لان المتفاوضون من الطرفين عقدوا العزم لاحلال السلام وأصحاب خبرة في شئون التفاوض خاصة قادة حركات الكفاح المسلحة السودانية في الجبهة الثورية مما ساعد في تسهيل حسم ملفات التفاوض في يسر المتفاوضون بذلوا جهود جبارة وناقشوا جذور المشاكل والمسببات التي أدت إلي قيام الحروبات في السودان منذ خروج الإنجليز ولم يتركوا أي موضوع كبير أو صغير من أجل هذه الاتفاقية لان المتفاوضون علي علم تام ان المشكلة السودانية تحل بالحوار الصادق و ليست بالحوار الكاذب وان هذه فرصة تاريخية لن تتكرر لحل المشكلة السودانية لذلك قبل الدخول في التفاوض والمناقشات اتفقوا اولا علي صفاء النية والصدق والجدية والسلام أمانة في رقبتهم وهدفهم السامي ولابد من الوصول الي السلام وكان لهم ما أرادوا. اتفاق سلام جوبا إنجاز تاريخي وفخر لكل سوداني واقول لرافضي الاتفاقية (سلام سئ خير من الحرب واستمرار الحرب) ومن صنع السلام بصدق يستطيع يحافظ علي السلام بالصدق يجب أن نعمل جميعا لترويج السلام حتي لو سلام به عيوب طالما يوقف الحرب والاقتتال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة